أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطى دعم مصر للنيجر في مواجهة الإرهاب.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية، اليوم الأربعاء، مع وزير خارجية النيجر بكاري ياو سانجارى.
وأشاد عبد العاطي بالعلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين الشقيقين منذ سنوات طويلة، مشيرا الى حرص مصر على توطيد التعاون مع النيجر على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية.
وأعرب مجددا عن خالص التعازى للنيجر في ضحايا الفيضانات التي ضربت البلاد، وأسفرت عن نزوح مليون شخص، مشددا على دعم مصر للنيجر فى مواجهة هذه الأزمة.
وأشار وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطى، خلال المؤتمر الصحفي، إلى الروابط التاريخية والثقافية والدينية التى تجمع بين مصر والنيجر، مؤكدا حرص البلدين على تطوير هذه العلاقات فى مختلف المجالات، بما فى ذلك التدريب ونقل الخبرات.
وقال وزير الخارجية “إن الوضع فى منطقة الساحل الإفريقى غير مستقر بشكل كامل، وهناك نشاط للجماعات الإرهابية، ولذلك تدعم مصر كل دول منطقة الساحل ومؤسسات الدولة الوطنية في هذه المنطقة، كما أن مصر على استعداد وتقوم بالفعل بتقديم كل المساعدات بمجالات المعدات والتدريب لتمكين مؤسسات الدولة في النيجر ومالى وبوركينا فاسو والجابون لمساعدة هذه الدول على مكافحة الإرهاب وتدمير بنيته التحتية، أخذاً في الاعتبار الخبرة المتراكمة لدى الجانب المصري بمجال مكافحة الإرهاب والنجاحات الكبيرة التي حققناها”.
ولفت عبدالعاطي إلى أنه نقل لنظيره النيجري التجربة المصرية التي قامت في المقام الأول على النهج الشامل في مكافحة الارهاب، موضحا أنه نهج يقوم على عدة أضلاع، منها الاقتصادي والاجتماعي من خلال توفير فرص عمل للشباب وتحسين مستويات المعيشة، جنبا إلى جنب مع الضلع الأمني في مكافحة الارهاب.
وأضاف: “الضلع الأهم من وجهة نظرنا، هو محاربة الفكر المتطرف والمنحرف”.. وفي هذا الصدد، أشار إلى أن وزير خارجية النيجر سيلتقي اليوم بمقابلة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، لما للأزهر من دور مهم في مكافحة الإرهاب من خلال تدريب الأئمة ونشر الفكر السليم للإسلام المعتدل والسمح، وليس الفكر المنحرف الذي تتبناه جماعات إرهابية وإجرامية تتخذ من الدين ستاراً لها.
وأوضح وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطى أنه بحث ونظيره النيجرى التحضيرات الخاصة بزيارة رئيس وزراء النيجر إلى مصر، فضلا عن التعاون في مجال الزراعة، حيث أن مصر لديها مزرعة نموذجية كبيرة فى النيجر، كما أن هناك رغبة (بناء على طلب النيجر) في التوسع في هذا النموذج واستصلاح مناطق واسعة من الأراضى الزراعية.
وأشار إلى أن اللقاء تطرق إلى التعاون بمجال الصحة، حيث تم الإعراب عن الاستعداد من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في توفير الدعم للأشقاء بالنيجر من خلال إيفاد القوافل الطبية والأطباء وتطوير القطاع الصحي، مبينا أنه تم أيضا مناقشة التعاون بمجال مكافحة الإرهاب والمجالات الأمنية والتدريب وبناء القدرات، والمزيد من استفادة الأشقاء في النيجر من المنح التي تقدمها الأكاديميات العسكرية في مصر بمجالات مكافحة الإرهاب.
وأضاف وزير الخارجية أن تم أيضا بحث العديد من الملفات الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، واستمرار العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة والضفة الغربية والتصعيد فى لبنان، لافتا إلى أنه أكد، من جانبه، أهمية الوقف الفورى للعدوان، وأنه لا مجال لحصول أى دولة على الأمن والاستقرار في ظل أوهام القوة، كما أنه لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار إلا بإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ومن جهته، أشار وزير خارجية النيجر بكارى ياو سانجارى إلى أن زيارته الحالية إلى القاهرة تهدف إلى تعزيز التعاون مع مصر، منوها بالعلاقات التاريخية بين البلدين، والتى تعود إلى فترة الستينات.
وأوضح أن مجالات التعاون بين مصر والنيجر تشمل المجالات الطبية والزراعية والتجارية والتعليم، مشيرا إلى أنه بحث مع الدكتور بدر عبد العاطي كل الوسائل الممكنة لتعزيز التعاون بهذه المجالات على المستوى الثنائي ومستوى الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأكد وزير خارجية النيجر أن مصر هي أكبر قوة عسكرية في إفريقيا، ولديها خبرة في مكافحة الإرهاب”، لافتا إلى أنه لا توجد دولة واحدة تستطيع مكافحة الإرهاب بمفردها.
واختتم تصريحه بالقول: “مصر لديها الإمكانيات والقدرات والخبرات لتساعد بلادنا والبلاد الأخرى الموجودة في غرب إفريقيا لمواجهة هذا التحدى الكبير، وهذا هو الهدف الأساسي والرئيسي لزيارتنا للاستفادة من التجربة المصرية”.
المصدر : بيان عن وزارة الخارجية