يعكس قطاع السياحة والآثار الهوية المصرية ويبرز دور مصر المحوري في نشأة الحضارة الإنسانية، كما أنه يظل أحد أهم روافد الاقتصاد القومي، ومعززاً لقوة الدولة الناعمة في محيطها الإقليمي والدولي، الأمر الذي جعل هذا القطاع على رأس الأولويات لتعزيز دوره في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستفادة من كافة المقومات التي تتمتع بها مصر من آثار ومتاحف ومعابد ومزارات سياحية ومواقع تراثية وتاريخية، وذلك في وقت لا تتوقف فيه عمليات التنقيب والبحث عن الكنوز الأثرية في مختلف المحافظات بالإضافة إلى المشاركة في المعارض الدولية.
وفي إطار سلسلة متتابعة من التقارير لرصد إنجازات الحكومة في 2020، نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، تقريراً تضمن إنفو جرافات تسلط الضوء على حصاد قطاع السياحة والآثار في هذا العام.
واستعرض التقرير عدداً من مشروعات قطاع السياحة والآثار خلال 2020، وفي مقدمتها مشروع المتحف المصري الكبير، الذي بلغ إجمالي تكلفة تنفيذه نحو مليار دولار، ووصلت نسبة تنفيذه نحو أكثر من 97%، حيث تم نقل 54223 قطعة أثرية للمتحف، فضلاً عن ترميم وصيانة 53071 قطعة أثرية أخرى.
وفي السياق ذاته أشار التقرير إلى المتحف القومي للحضارة، والذي بلغ إجمالي تكلفة تنفيذه حتى الآن 1.5 مليار جنيه، حيث تم الانتهاء من كافة أعمال البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات بالمتحف.
كما تم ترميم قصر البارون وافتتاحه في يونيو 2020 بتكلفة بلغت 175 مليون جنيه، وكذلك تم تطوير ميدان التحرير بتكلفة تقديرية بلغت نحو 150 مليون جنيه، حيث تم إقامة مسلة رمسيس الثاني ونقل أربعة تماثيل للكباش من الأقصر بالميدان.
وبالنسبة لمشروع تطوير مسار طريق الكباش بالأقصر، أوضح التقرير أن تكلفته بلغت نحو 320 مليون جنيه، وتم خلاله الانتهاء من كشف وتجهيز المسار وإزالة الإشغالات بالكامل، ومن المتوقع افتتاحه 2021.
أما عن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، فقد خصصت الوزارة 41 مليون جنيه لاستكمال أعمال تطوير مواقع المسار، علماً بأن المسار يضم 25 نقطة، ويمتد لمسافة 3500 كم ذهابًا وعودة من سيناء حتى أسيوط، هذا ويحوي كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار.
وفيما يتعلق بالافتتاحات والمعارض المؤقتة الخارجية، أوضح التقرير أن الوزارة قامت بتنفيذ 14 افتتاحاً متنوعاً ما بين متاحف جديدة، ومعالم دينية وآثار فرعونية.
ورصد التقرير المتاحف الجديدة ومن بينها متحف المركبات الملكية ببولاق والذي يضم العربات الملكية التي ترجع لعصر أسرة محمد على، بالإضافة إلى متحف شرم الشيخ بتكلفة 812 مليون جنيه، ويضم 5200 قطعة أثرية، وكذلك متحف الغردقة الذي يضم 1791 قطعة أثرية تروي تاريخ الحضارة المصرية بدءً من العصور المصرية القديمة حتى العصر الحديث.
وعن المعالم الدينية، أوضح التقرير أنه تم افتتاح المعبد اليهودي “إلياهو هانبي” بالإسكندرية بعد ترميمه، بالإضافة إلى افتتاح ثلاثة أديرة أثرية بمدينة نقاده بمحافظة قنا بعد ترميمها، فضلاً عن افتتاح مسجد الإمام الشافعي بعد ترميمه.
أما عن افتتاحات الآثار الفرعونية، أشار التقرير لافتتاح قاعة “الخبيئات.. كنوز خفية” بالمتحف المصري بالتحرير، وكذلك افتتاح هرم زوسر بسقارة بعد ترميمه بتكلفة بلغت 104 مليون جنيه، فضلاً عن افتتاح ثلاثة سراديب وبانوراما سطح معبد دندرة بمحافظة قنا.
هذا وقد تم افتتاح 5 معارض خارجية للآثار، أبرزها معرض “آثار توت عنخ آمون” بالعاصمة الإنجليزية لندن، والذي وصل عدد الزائرين له قبل غلقه بسبب فيروس كورونا لـ 580 ألف زائر، بالإضافة إلى معرض “المدن الغارقة: عالم مصر الساحر” بمتحف فيرجينيا للفن في محطته الرابعة بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتطرق التقرير لأبرز الاكتشافات وجهود استرداد القطع الأثرية من الخارج، لافتاً إلى أن هناك العديد من الاكتشافات الأثرية للوزارة بعدد من المناطق، كما تم استرداد 465 قطعة أثرية من الخارج.
وأشار التقرير إلى أبرز الاكتشافات بمنطقة آثار سقارة، حيث تم بها اكتشاف أكثر من 100 تابوت خشبي ملون و40 تمثالاً خشبياً للإله بتاح سوكر وعدد من التماثيل، كما تم الإعلان عن كشف 59 تابوتاً خشبياً ملوناً ومغلقاً داخل آبار للدفن.
وقد تم اختيار كشف الـ 100 تابوت الملونة بسقارة كأحد أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2020 وفقاً لمجلة الآثار الأمريكية “Archaeology Magazine”.
وبالنسبة لأبرز ما تم اكتشافه بمحافظة المنيا، ذكر التقرير أنه تم اكتشاف 16 مقبرة عائلية بداخلها 30 تابوتاً تخص كبار كهنة المعبود جحوتي بمنطقة آثار الغريفة بتونا الجبل، بالإضافة للكشف عن مقبرة فريدة ترجع للعصر الصاوي بمنطقة البهنسا.
هذا وقد تم العثور على نقوش ملونة بكهف أثري تعود إلى 10 آلاف عام قبل الميلاد شمال مدينة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، وكذلك اكتشاف 83 مقبرة من عصور ما قبل الأسرات بمنطقة أم الخلجان الأثرية بالدقهلية.
كما تم الكشف عن تابوت خشبي من الأسرة السابعة عشر (حوالي 1600 قبل الميلاد) في منطقة ذراع أبو النجا بالأقصر.
وتناول التقرير الحديث عن تطوير المتاحف المصرية وحصولها على جوائز عالمية، لافتاً إلى أنه لأول مرة يتم إطلاق جولات افتراضية بتقنية الواقع المعزز لمتاحف ومواقع أثرية على منصات التواصل الاجتماعي ضمن مبادرة “اكتشف مصر من بيتك”.
كما فاز مشروع حفظ وترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير بجائزة “يوميوري” للتعاون الدولي عام 2020، فضلاً عن حصول المتحف على شهادة “الأيزو” الخاصة بالسلامة والصحة المهنية، ثم على شهادتي “أيزو” لنظام إدارة البيئة، ونظام إدارة الجودة.
هذا وأطلقت شبكة CNN العالمية فيلماً دعائياً عن المتحف المصري الكبير تحت عنوان “من داخل المتحف المصري الكبير”، بينما تم الإعداد لموكب نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية.
وذكر التقرير حصول المتحف المصري على المركز الثاني في قارة أفريقيا كأكثر المتاحف المؤثرة في جمهور موقع تويتر، وذلك بناء على إحصائية أسبوع المتاحف.
وأبرز التقرير جهود توثيق القطع الأثرية بالمخازن والمتاحف، حيث تم الانتهاء من إنشاء قاعدة بيانات مركزية وربط 7 مخازن بخط ربط للبيانات مع بيئة استضافة مركزية (Data Center)، فضلاً عن التعاقد على تدشين منصة حجز إلكتروني، في إطار مشروع التحول الرقمي وتطوير خدمات المواقع الأثرية والمتاحف.
وأشار التقرير إلى إجراءات الوزارة لمواجهة آثار أزمة كورونا، مستعرضاً أبرز إجراءات دعم الشركات والمنشآت السياحية المتضررة من الأزمة، حيث تم إرجاء سداد الضريبة على الدخل أو القيمة المضافة لمدة 6 أشهر.
وإلى جانب ذلك تم إرجاء سداد المستحقات عن استهلاك الكهرباء والمياه والغاز للمنشآت السياحية والفندقية بداية من أبريل حتى نهاية ديسمبر 2020، والإعفاء من الضريبة على العقارات المبنية المستخدمة فعلياً في الأنشطة السياحية والفندقية، وذلك في الفترة من أبريل حتى 31 ديسمبر 2020.
وأيضاً، تم إرجاء سداد كافة المديونيات المستحقة على الشركات والمنشآت السياحية والفندقية عن فترات ما قبل بداية أزمة فيروس كورونا ليبدأ السداد مجدولاً اعتباراً من يناير 2021.
وعلى صعيد إجراءات دعم حركة السياحة وتنشيطها، أشار التقرير إلى الإعفاء من سداد رسوم التأشيرة للسائحين الوافدين لمحافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر والأقصر وأسوان (من يونيو 2020 حتى30 أبريل 2021).
بالإضافة إلى الموافقة على السماح لـ 27 جنسية بالحصول على التأشيرة الاضطرارية بمنافذ الوصول بمصر ليصبح الإجمالي 73 جنسية حالياً، شريطة وفودهم بضمان وكيل سياحي.
وأوضح التقرير أبرز المبادرات لدعم قطاع السياحة، لافتاً إلى تخصيص 50 مليار جنيه لدعم القطاع ضمن مبادرة البنك المركزي المصري، ومدها إلى 31 ديسمبر 2021.
وعلى صعيد متصل، خصصت وزارة المالية ضمانة بقيمة 3 مليار جنيه للبنك المركزي لصالح البنوك الوطنية لإقراض المنشآت السياحية والفندقية لأول مرة بدون أية ضمانات.
واستعرض التقرير أبرز أنشطة الترويج السياحي والحركة السياحية في ظل أزمة كورونا، حيث شاركت الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي بـ 16 معرضًا سياحيًا دوليًا وإقليميًا.
كما تم إطلاق فيلم ترويجي بعنوان “رحلة سائح في مصر” على منصات التواصل الاجتماعي، وعلى شبكة قنوات CNN وDiscovery، هذا إلى جانب إعادة فتح جميع المواقع الأثرية والمتاحف تدريجياً بعد استئناف حركة السياحة واستئناف الرحلات النيلية للفنادق العائمة بـ 50% من طاقتها الاستيعابية.
هذا وقد قام نحو أكثر من 3 ملايين سائح بزيارة مصر منذ بداية العام حتى نوفمبر 2020، منهم حوالي مليون سائح منذ استئناف حركة السياحة الوافدة 1 يوليو 2020 حتى نهاية نوفمبر 2020.
وعن تغير النظرة العالمية للقطاع على الرغم من أزمة كورونا، أشار التقرير إلى فوز مصر بالمركز الثاني كأفضل وجهة للغوص في العالم لعام 2020 وفقاً لمجلة Dive Magazine، بالإضافة إلى حصول مصر على “خاتم السفر الآمن” من المجلس الدولي للسياحة والسفر.
كما حصل 697 فندقاً ثابتاً و52 فندقاً عائماً حتى الآن على شهادة السلامة الصحية، إلى جانب استئناف حوالي 20 دولة حركتها السياحية إلى محافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء بنسبة إشغال 50% كحد أقصى من الطاقة الاستيعابية للفنادق والمنتجعات السياحية.
وفي السياق ذاته، اختار الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية مصر لتكون أول دولة يزورها خارج أوروبا منذ أزمة فيروس كورونا.
المصدر: رئاسة مجلس الوزراء