يتباهى تنظيم «داعش» بقسوة قلوب أطفاله، الذين لم يتبقَّ لهم منها إلا حداثة السن وملامح طفولية تختفي رويدًا وراء وجه مصطنع لرجولة زائفة قاسية الملامح، لإثبات جدارتهم للمشاركة في الأعمال القتالية والاستطلاعية
و لا يتواني «داعش» في تجنيد الأطفال في الأعمال العسكرية التي تقوم بها في أي منطقة تقوم بالسيطرة عليها، فقد أظهرت لقطات فيديو ما يُدعى «أشبال التوحيد» وهو مكون من أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 12 و13 عاماً، يقومون بتدريبات قاسية وصارمة، ويتم تدريبهم على فنون القتال واستخدام السلاح وتنفيذ عمليات انتحارية، ويحملون أسلحة ثقيلة بالنسبة لأجسادهم الضعيفة، ولكن يبدي الأطفال شيئًا من التحمل على أمل الإكمال في مسيرة القتال ليتحولوا إلى أمراء حرب ويرحمون من المصير المجهول
و جدير بالذكر أن قد انتشر مؤخرًا فيديو علي المواقع الالكترونية لطفل لا يتجاوز العاشرة من العمر ينفذ حكم الإعدام رميًا بالرصاص في حق رجلين اتهمهما «داعش» بالتجسس لصالح الاستخبارات الروسية، فيقوم الطفل بإطلاق النار من مسدسه على الرجلين مصوبًا على عنقيهما من الخلف وعندما سئل عن ما يريد أن يصبح في المستقبل قال إنه يريد أن يكون «ذبّاح الكفار وينصر المجاهدين».
وجدير بالأهمية أيضا أن القوات العراقية أكدت أن هناك أطفال «مفخخة» يقوم تنظيم داعش بإلباسهم أحزمة ناسفة لتنفيذ عمليات انتحارية في كمائن للجيش العراقي أو ضد أهداف يريد «داعش» تدميرها، فهناك طفل ذو 14 ربيعًا قام بتسليم نفسه ليتم إبطال مفعول الحزام الناسف من قبل القوات العراقية، قبل استهداف مسجد شيعي في بغداد وهو سوري الجنسية عاشق لكرة القدم والأفلام وللمطربة اللبنانية نانسي عجرم.
و إضافة إلي ذلك قامت قوة من «داعش» بخطف أكثر من 145 تلميذا كريدا كانوا في طريق عودتهم لمنازلهم في مايو 2014، في مدينة كوباني «عين العرب»، وقال طفل نجا من الأسر: «رأيت أمام عيني مسلحين يرتدون أقنعة ولباسًا أسود وهم يقطعون رأس أحد الموقوفين لديهم، لحظتها صاح أحدهم وهو يرفع رشاشاً: هذا هو الجهاد في سبيل الله».
وأضاف: «عندما وصلنا أول ما قام به المسلحون أنهم هددونا بقطع رؤوسنا إذا حاول أحدنا الهرب، بعدها قسمونا إلى مجموعات، كل مجموعة 17 فتى في غرفة»، ولكن هؤلاء الأطفال كانوا أكثر حظًا فقد تم الإفراج عنهم في صفقة تبادل مع «داعش» مقابل ثلاثة من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية تحتجزهم قوات كردية، حسبما أفادت «هيومان رايتس ووتش».
لذلك مما لا شك فيه أن استخدام داعش للأطفال في لعبتهم السياسية، قد تجعلك تتوقف لحظة وتتساءل: «أهذه حقيقة؟»، من هول ما بها من فظائع في حق الإنسانية بوجه عام، وفي حق الطفولة بوجه خاص، وما يلي سرد لبعض جرائم التنظيم، ولكن التفاصيل قد لا تكون مكتملة ولكن تظل الحقيقة كاملة بأن «داعش» يضرب بكل ما أوتي من قوة بالقوانين الإنسانية والتعاليم الدينية (جميع الأديان) عرض الحائط.
المصدر: وكالات أنباء