طرح مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية سؤالا مفاداه هل تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي في حرب أوكرانيا قد تؤدي بالفعل إلى حرب كارثية لا هوادة فيها؟.
وأشار المقال – الذي كتبه الصحفي جوليان بورجر – إلى أنه حتى الآن لا توجد أي حقائق على أرض الواقع تؤكد إجابة قاطعة لهذا السؤال ولايمكن لأحد أن يجزم إذا كان بوتين سوف يستخدم السلاح النووي بالفعل أم لا.
وقال بورجر “إن الأسبوع الماضي شهد نبرة متصاعدة من جانب الرئيس الروسي باستخدام السلاح النووي الذي أكد أنه على استعداد لاستخدام كل الوسائل المتاحة لديه لحماية الأراضي الروسية ولاسيما المناطق الانفصالية الأوكرانية التي انضمت مؤخرا للسيادة الروسية بموجب استفتاء شعبي في تلك المناطق”.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية صعدت من تلك النبرة التهديدية بعد أن حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن العالم سوف يواجه حربا لاهوادة فيها إذا استخدمت روسيا السلاح النووي لكي تنتصر في الصراع المسلح الدائر حاليا في أوكرانيا.
وأضاف “أن كل تلك التصريحات التي تحمل نبرة تهديدية من جانب الطرفين لازالت تقع في المنطقة الرمادية على أرض الواقع ولا يمكن تأكيد أي منها، فعلى الجانب الروسي، ليس من الواضح إذا كان الرئيس بوتين مستعدا لاستخدام السلاح النووي لأول مرة منذ عام 1945 لتحقيق مكاسب عسكرية في حرب أوكرانيا أم لا. وعلى الجانب الأمريكي، وبرغم النبرة التهديدية العالية الصادرة عن الرئيس الأمريكي فإنه من الواضح أنه ليس هناك ما يؤكد حتمية قيام واشنطن برد فعل انتقامي في حالة استخدام بوتين للسلاح النووي”.
ورأى الكاتب أنه إذا قرر الرئيس بوتين استخدام السلاح النووي في أوكرانيا فإن الرئيس الأمريكي وإدارته سوف يواجهون موقفا يحتم عليهم اتخاذ رد فعل حاسم تجاه هذه الخطوة من جانب روسيا.
وفي الوقت نفسه، أشار الكاتب إلى أنه مازالت تحذيرات أمريكا غامضة وغير واضحة حول أي رد فعل من المحتمل أن تتخذه في حالة استخدام السلاح النووي في أوكرانيا مكتفية بوصف أي رد فعل من جانبها بأنه سوف يكون كارثيا.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده أن هذا الغموض من جانب الولايات المتحدة متعمد حيث يحتفظ البيت الأبيض لنفسه بمساحة من الحرية لتحديد رد الفعل المناسب على ضوء ما سوف تقوم به روسيا وحجم الضربة التي قد توجهها لأوكرانيا.
واختتم الكاتب مقاله مشيرا إلى أن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل من الضروري أن ترد واشنطن وحلفاؤها على روسيا من خلال أسلحة تقليدية مدمرة وهو ما ينذر بعواقب وخيمة لأنه سوف يحول ساحة القتال إلى صراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي وما يستتبعه من تصعيد قد يصل بالفعل لاستخدام كلا الطرفين للسلاح النووي وهنا تصبح الأمور خارج نطاق السيطرة.
المصدر: أ ش أ