تبادلت قوات الأمن التونسية اليوم الخميس إطلاق النار مع عناصر إرهابية تحصنوا في منزل بمنطقة وادي الليل (ولاية منوبة شمال غرب العاصمة)، بحسب ما أعلن محمد علي العروي المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية.
وقال المتحدث في تصريح إذاعي : “قامت وحدات الحرس الوطني بمحاصرة أحد المنازل وحاليًا تجري عملية تبادل إطلاق النار”.
وأضاف المتحدث أنه في وقت سابق من صباح اليوم “وفي إطار متابعة العناصر الإرهابية بدأت عملية في قبلي” (جنوب غرب البلاد التونسية) “حيث تمكنت قوات الإمن من إلقاء القبض على عنصرين إرهابيين خطرين كانا ينويان القيام بعمليات إرهابية في قبلي”.
وأضاف أنه قبل القبض عليهما “قتلوا حارس إحدى المؤسسات”، مشيرًا إلى أنه تم على أثر القبض عليهما حجز رشاشي كلاشينكوف.
وتأتي هذه الأحداث قبيل الانتخابات التشريعية في تونس التي تبدأ اليوم الخميس بالنسبة للناخبين في الخارج (في أستراليا) لتستمر ثلاثة أيام وتنظم الأحد بالنسبة للتونسيين داخل البلاد.
وقالت وزارة الداخلية التونسية الأربعاء إنها جهزت حوالي 50 ألف رجل أمن لحماية الانتخابات من هجمات محتملة لمتشددين ودعت التونسيين للإقبال بالكثافة على التصويت في ثاني انتخابات برلمانية حرة يوم الأحد المقبل.
وتتجه تونس نحو ديمقراطية كاملة مع استعداداها لإجراء انتخابات برلمانية في 26 اكتوبر الحالي وانتخابات رئاسية الشهر المقبل وينظر إليها على أنها نموذج في المنطقة المضطربة.
لكن المراحل الأخيرة من انتقالها للديمقراطية تواجه تهديدا من جماعات إسلامية متشددة هاجمت في الأشهر الماضية قوات الأمن وقتلت عدة جنود.
وقال محمد علي العروي المتحدث باسم وزارة الداخلية إن 23 رجل أمن سيؤمنون مراكز الاقتراع بينما سيكون أكثر من 25 الفا منتشرين في كل البلاد لبث الطمأنينة وللتصدي لأي هجمات محتملة من متشددين إسلاميين.
ويتوجه حوالي 5.2 مليون يوم الأحد المقبل لمراكز الاقتراع لانتخاب 217 نائبا في البرلمان المقبل الذي سيعين أيضا رئيسا للوزراء.
والانتخابات البرلمانية الأولى بعد المصادقة على دستور جديد للبلاد هي أخر خطوات الانتقال الديمقراطي في تونس مهد انتفاضات الربيع العربي.
وقال العروي ان وزارة الداخلية جاهزة للتصدي لأي هجمات ويقظة مضيفا إن قوات الأمن أحبطت عدة هجمات واعتقلت عناصر خطيرة على صلة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
ومع اقتراب موعد الاقتراع الذي تسعي تونس لأن يكون ناجحا صعدت قوات الأمن حملتها على المتشددين واعتقلت مزيدا من الإسلاميين ممن يدعمون مقاتلين يحتمون بجبال الشعانبي قرب الحدود الجزائرية.
وأعلنت وزارة الداخلية الأسبوع الماضي أنها اعتقلت أعضاء “خلية إرهابية” تضم إمرأتين على علاقة بالجهاديين المتحصنين بالجبال قرب الحدود الجزائرية كانت تخطط لشن هجمات بهدف إدخال البلاد في فوضى.
وأضاف العروي إن وزارة الداخلية حققت نجاحات هامة زادت في ثقة التونسيين وبعثت للخارج رسائل بقدرة البلاد على ضبط الأمن بعد سنوات من الاضطراب وعدم الاستقرار.
وتابع قوله إن المسلحين المختبئين في جبال الشعانبي لا يتجاوز عددهم 40 وقوات الأمن ضيقت الخناق عليهم وضربت أجنحتهم اللوجستية والمالية التي تصلهم.
وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية أن قوات الأمن تلاحق المقاتلين العائدين من سوريا وتقدمهم للقضاء بينما تراقب بصرامة البعص الآخر ممن أطلق سراحهم تحسبا من هجمات محتملة أو دور لهم في تحدي قوات الأمن.
وفي الأسبوع الماضي قال رئيس الوزراء مهدي جمعة إن عدد المقاتلين التونسيين في سوريا يصل إلى ثلاثة آلاف مقاتل قتل منهم مئات وعاد مئات آخرين للبلاد. وأضاف أن بلاده اعتقلت منذ بداية العام 1500 متشدد سيمثل حوالي 600 منهم أمام القضاء هذا الشهر.
وقبل ثلاث سنوات شهدت تونس بروز جماعات إسلامية متشددة من بينها أنصار الشريعة التي أعلنتها تونس والولايات المتحدة منظمة إرهابية بعد هجوم استهدف السفارة الأمريكية واغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية العام الماضي.
وانزلقت تونس العام الماضي إلى اسوأ ازمة سياسية استمرت شهورا بعد اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية على يد مسلحين إسلاميين. وانتهت الأزمة بتخلي حركة النهضة الإسلامية عن الحكم بموجب اتفاق مع المعارضة.
ودعا أيضا الجيش التونسي قوات الاحتياط للعمل في فترة المقبلة وتشديد المراقبة على الحدود للتوقي من أي هجمات محتملة.
وأشار العروي أن السلطات عززت حضورها بشكل لافت في المناطق الحدودية أين يحتمي مسلحون مضيفا إن الأمن والجيش على أهبة الاستعداد لحماية آخر مراحل الانتقال الديمقراطي في البلاد.
المصدر : رويترز