أفادت مصادر إخبارية بدخول أرتال كبيرة من الجيش الوطني الليبي، تؤازرها قوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، إلى مدينة بنغازي لطرد الميليشيات المتطرفة منها واستعادة هيبة الدولة، وذلك انطلاقاً من تفويض رسمي من الحكومة والبرلمان، للجيش بمواصلة عملياته القتالية ضد الجماعات المسلحة. وقد تمكن الجيش من صد هجوم لجماعات مسلحة كانت تحاول السيطرة على مطار بنينا مجبراً إياها على الانسحاب.
وبينما وصلت المعارك العسكرية إلى أطراف طرابلس تمهيداً لاستعادتها من جماعة فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة، أفادت الأنباء عن استهداف مطار الزنتان بصاروخين من قبل طائرة تابعة لجماعة فجر ليبيا لم تسبب أي أضرار مادية.
سياسيا استقبل عمر الحاسي رئيس ما يسمى بالحكومة المنبثقة عن المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته، مبعوثا خاصاً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما يعد أول لقاء معلن مع ممثل لدولة أجنبية.
الزيارة لم يُعلن عن أسبابها أو أهدافها ، وانتهت بتصريحات للمبعوث التركي أكد خلالها رفض بلاده للتدخل الأجنبي في ليبيا ودعمها للحوار بين الأطراف.
من جانب آخر , قال مصطفى بن جعفر ، رئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي ، إنّ التدخل الأجنبي في ليبيا سيعمق الأزمة، ودعا الأطراف المتنازعة لوقف الاقتتال وبدء حوار يقود للاستقرار السياسي.
وقال بن جعفر : “للخروج من الأزمة الليبية يجب أن يكون الحل ليبي- ليبي لأن أي تدخل أجنبي سيعقد الوضع وستكون أضراره أكثر من فوائده بالنسبة لليبيا وللمنطقة لأن المصالح مشتركة ومتشابكة”.
وأضاف: “لا يستطيع حل الأزمة إلا الليبيون أنفسهم ودورنا تقريب وجهات النظر وتقديم الإطار المساعد. وهناك توجه في الجامعة العربية لتسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة”.
وتابع “يجب أن يتوقف إطلاق النار ويوضع السلاح جانبا. ليس أمامهم إلا مائدة الحوار للوصول إلى حل يحقق الاستقرار في ليبيا”.
واعتبر بن جعفر أنّ القضية الليبية تمثل شأنا داخليا لتونس قائلا “مشكلة ليبيا هي مشكلتنا وبالعودة للتجربة التونسية فإن الحل الوحيد هو الحوار بين الليبيين لتجاوز الازمة”.
وينظر إلى تونس على أنها نموذج للانتقال الديمقراطي في المنطقة المضطربة. وهي تستعد لإجراء ثاني انتخابات منذ الانتفاضة التي أطاحت قبل ثلاث سنوات بالرئيس زين العابدين بن علي.
وقال بن جعفر “نأمل أن يتحقق الاستقرار في الجارة ليبيا من أجل تحقيق حلم المغرب الكبير الذي سيمنح المنطقة ثقلا اقتصاديا وسياسيا. إنه مشروع أجيال نأمل في تجسيده خدمة لمواطنينا”.