ذكر مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الولايات المتحدة تتوقع حربا طويلة المدى في أوكرانيا على الرغم من بعض المكاسب التي حققتها القوات الأوكرانىة مؤخرا في مواجهة القوات الروسية خلال الصراع المسلح الدائر في الوقت الراهن بين الطرفين في أوكرانيا.
وقالت الكاتبة ميسي رايان، في مقالها، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتوقع معارك طاحنة بين الطرفين في الفترة القادمة والتي قد تمتد لعدة شهور ما بين هزيمة وانتصار لكلا الطرفين، وهو الأمر الذي يجب أن تضعه الإدارة الأمريكية في الحسبان خلال التعامل مع الأزمة الأوكرانية، والتي ليس من المتوقع أن تنتهي عبر محادثات في الوقت القريب.
وأضافت الكاتبة أن الانتصارات التي حققتها القوات الأوكرانية في بعض مناطق القتال خلال الأسبوع الماضي رفعت من معنويات الشعب الأوكراني الذي أنهكته المعارك على مدار الشهور الماضية، كما عززت من آمال الجهات الخارجية المساندة لأوكرانيا أنه بإمكان كييف تحقيق المزيد من الانتصارات واسترداد الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أواخر فبراير الماضي.
وفي الوقت الذي تحتفل فيه أوكرانيا بتلك الانتصارات، كما تقول الكاتبة، تؤكد وزارة الدفاع الروسية أن انسحاب القوات الروسية من بعض المناطق في أوكرانيا لايعدو كونه انسحابا تكتيكيا لإعادة ترتيب الصفوف الروسية.
وتشير الكاتبة إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين يؤكدون فيها أنه على الرغم من نجاح القوات الأوكرانية في تحقيق انتصارات في ميدان القتال على نحو لم يكن متوقع، إلا أن تلك القوات سوف تواجه في الفترة القادمة مواجهة صعبة وعنيفة من جانب القوات الروسية وخاصة مع قدوم فصل الشتاء قارس البرودة.
ويشير مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية، كما تقول الكاتبة، إلى أنه على الرغم من تلك الانتصارات الأوكرانية، إلا أن موسكو ما زال لديها داخل أوكرانيا قوة عسكرية ضخمة يجب أن تؤخذ في الحسبان علاوة على كميات وفيرة من العتاد والأسلحة والذخيرة، معبرا عن رأيه أنه على ضوء تلك الأوضاع فليس هناك بادرة أمل تلوح في الأفق أن الحرب سوف تضع أوزارها في المستقبل القريب.
وتقول الكاتبة إنه في ظل تلك التقديرات، تسعى الولايات المتحدة إلى حشد أكبر قدر من الدعم الدولي لأوكرانيا وتعزيز المساعدات العسكرية التي تقدمها لكييف مع وضع في الاعتبار عدم تقديم أسلحة ثقيلة ومتطورة قد تؤدي إلى توسيع مدى الحرب هناك.
ويتوقع مسؤولون أمريكيون أن كلا الطرفين سوف يسعى على مدار الأسابيع القليلة القادمة إلى تحسين وضع قواته على الأرض قبل قدوم فصل الشتاء وما يصاحبه من صعوبة في الحركة والقتال.
وتستطرد الكاتبة أن روسيا مازالت تسيطر على أجزاء كبيرة في أوكرانيا مثل مدن خيرسون وميلتوبول وماريوبول إلى جانب شبه جزيرة القرم وهو ما يدفع الإدارة الأمريكية إلى الاعتقاد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يسعى إلى استغلال قدوم فصل الشتاء وتوقف القتال من أجل تعزيز صفوف قواته استعدادا لاستئناف القتال مع بداية فصل الربيع.
وفي الوقت نفسه، تشير الكاتبة، إلى أن بوتين مازال متمسكا بتهديده بقطع واردات الغاز الروسي عن قارة أوروبا في ظل استمرار الدول الأوروبية في مساندة أوكرانيا وفرض عقوبات اقتصادية واسعة على موسكو.
وعلى الرغم من مطالب أوكرانيا بتوفير المزيد من الأسلحة المتطورة، إلا أن واشنطن ليس في نيتها تقديم أسلحة أكثر تطورا مما قدمته خشية توسعة ميدان القتال هناك.
وتشير الكاتبة إلى تصريحات وزارة الخارجية الروسية أمس الأول الخميس التي تحذر فيها من أن إمداد أوكرانيا بصواريخ متطورة بعيدة المدى يعني تجاوز جميع الخطوط الحمراء ويجعل الدول التي تقدم تلك الأسلحة لأوكرانيا طرفا في الصراع الحالي في أوكرانيا.
وتعرب الكاتبة عن اعتقادها أن الموقف الروسي يعيد إلى الأذهان تهديد موسكو بتوجيه ضربات عسكرية لدول حلف شمال الأطلسي إذا أقدمت تلك الدول على تقديم أسلحة أكثر تطورا لأوكرانيا.
وتختتم الكاتبة مقالها بالتنويه بأن الهدف الذي تسعى الولايات المتحدة للوصول إليه هو مساندة أوكرانيا على أرض المعركة لتحقيق بعض المكاسب التي تعزز من موقفها التفاوضي خلال أي محادثات مع روسيا في المستقبل لإنهاء الحرب.
المصدر: أ ش أ