نشرت صحيفة في افتتاحيتها مقال بعنوان “قوات كييف تقلب الطاولة في شمال شرق أوكرانيا”.
ورأت الصحيفة أن “الاختراقات يمكن أن تأتي في الصراع عندما لا يكون ذلك متوقعاً. فقط عندما بدت روسيا وأوكرانيا عالقتين في حرب استنزاف طاحنة، شكلت هزيمة القوات الأوكرانية شمال شرق خاركيف نجاحها الأكثر إثارة للدهشة منذ انسحاب روسيا من حول كييف في مارس”.
وأضافت الصحيفة “هذا لا يعني أن هناك نهاية سريعة للصراع في الأفق، فحتى وإن لم يكن ذلك مستحيلاً؛ على الأرجح ستظل المواجهة بين الجانبين قائمة حتى الربيع الأوروبي. ومع ذلك، فإنه يظهر أن القوات الأوكرانية لديها القدرة على دفع الروس إلى الوراء. إن التداعيات على كلا الجانبين بعيدة المدى” بحسب الصحيفة.
واعتبرت الفايننشال تايمز أن “تقدم أوكرانيا يبعث برسائل مهمة حول نقاط القوة والروح المعنوية للقوتين المسلحتين. ويظهر أن جيش كييف لديه القدرة على التخطيط الذكي، فضلاً عن المرونة، ونقل المزيد من عملية صنع القرار إلى مستويات أدنى”.
وأضافت الصحيفة أن “القوى الأكثر هرمية في موسكو، تعاني، إذ يتم دفع القرارات إلى أعلى الخط للتعامل مع الأحداث في أماكن متعددة في وقت واحد”.
وقالت الافتتاحية إنه “على الرغم من أن عدد سكانها أكبر بكثير وكذلك قواتها المسلحة بشكل عام، تواجه موسكو مشاكل خطيرة بشأن القوى العاملة والدوافع. ويبدو أن قواتها الآن في شرق وجنوب أوكرانيا منتشرة بشكل ضعيف للغاية بحيث لا يمكنها الدفاع عن خط المواجهة الذي يبلغ طوله 1300 كيلومتر”.
وأوضحت الصحيفة في هذا السياق أن “أوكرانيا حشدت في الواقع بلدها بأكمله لخوض حرب وجودية لا تستطيع قواتها تحمل خسارتها”.
وقالت الصحيفة “لقد أظهرت قوات كييف أيضاً الفرق الذي يمكن أن تحدثه الأسلحة الغربية، وقدرتها على تشغيلها ودمجها في الاستراتيجية. تساعد الأسلحة عالية الدقة على إبطال ميزة روسيا في المدفعية – ما يسمح للقوات الأوكرانية بالدخول في قتال عن مسافة قصيرة، كما كان واضحاً في الأيام الماضية، ليس لدى الروس شهية كبيرة له” بحسب الصحيفة.
ورأت الفايننشال تايمز أنه “ثبت أن الأسلحة فائقة التقنية قادرة على ترجيح كفة الميزان. وهذا يعزز الحجج الداعية إلى تسريع تسليم ما تم التعهد به – إذ لم يتم تسليم سوى نصف الأسلحة التي تم التعهد بها بقيمة 16 مليار دولار – وإرسال المزيد”.
واعتبرت الصحيفة أن الإمدادت “يجب أن تكون مصممة بشكل أفضل لاستراتيجية كييف. لقد حققت أوكرانيا نجاحاً يستطيع زعماء الغرب أن يشيروا إليه في الوقت الذي يعدون شعوبهم لحرمان في الشتاء المقبل، عندما يأمل الرئيس فلاديمير بوتين بوضوح أن يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة عن طريق إغلاق أنابيب الغاز إلى تقويض العزيمة”.
وقالت الفايننشال تايمز إنه “يتعين على كييف أن تحرص على عدم السماح لخطوط إمداداتها في منطقة خاركيف بأن تصبح مرهقة. إن الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية في خيرسون إلى الجنوب – وهو أمر حيوي لتأمين الوصول إلى البحر الأسود – يحرز تقدما أبطأ بكثير، حتى لو كان قد أبعد القوات الروسية عن خاركيف”.
وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو “أبدت استعداداً للانتقام في ضربات نهاية الأسبوع حول خاركيف بهدف حرمان السكان المدنيين من الماء والتدفئة. ولا يزال الوضع حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا مشؤوماً”.
وختمت الصحيفة بالقول إن “الخطر الذي قد يسعى إلى تفجيره أو تصعيده هو خطر يجب على العواصم الغربية أن تكون متيقظة ومستعدة له. ولكن لا ينبغي لهذا الخطر أن يثنيهم عن مواصلة استراتيجية الدعم لأوكرانيا التي تظهر مؤشرات أنها تؤتي ثمارها”.
المصدر: وكالات