النصائح المتوارثة عن أمهاتنا حول العناية بالشعر لم تأتي عن عبثٍ، إنما جاءت بعد تجارب سابقة ومتوراثة ايضا عن أمهاتهن وجداتهن اللواتي كن يلجأن الى العلاجات والطرق الطبيعية في الاهتمام بشعرهن، من ناحية مظهره الكثيف وعلاج تساقطه، وعلاج مشاكله الأخرى مثل خشونته، تكسره، القضاء على القشرة، علاج تقصفه.
وبالتالي، كنا نرى شعر جداتنا رغم تقدمهن بالسن، بمظهر صحي وكثيف وطويل، والسر يعود الى الأسرار والنصائح التي كن يطبقنها باستمرار ويتناقلنها فيما بينهم مباشرة حيث لم يكن حينها أي وسائل تواصل كما اليوم مثل اليوتيوب والهواتف الذكية وغيرها، فدعونا نلقي نظرة على أهم هذه الأسرار المتداولة بين أمهاتنا وجداتنا بخصوص العناية بالشعر.
ورغم أن أمهاتنا تحثنا دائما على النظافة الشخصية، إلا انهن يرددن على مسامعنا بأن المبالغة في غسل الشعر وتنظيفه يؤدي الى تساقطه واتلافه. وبالفعل فإن أطباء الشعر يؤكدون بأن غسل الشعر يوميا من شأنه ان يسلب الرطوبة والحيوية من الشعر، و يفضل الاكتفاء بغسل الشعر مرتين او ثلاثة مرات اسبوعيا للمحافظة على نظافة وحيوية الشعر، وللحفاظ ايضا على الزيوت الطبيعية التي تفزرها فروة الرأس والتي تساهم في ترطيب الشعر بشكل طبيعي.
ايضا تنصحنا أمهاتنا بتفادي غسل الشعر بالماء الساخن، فالمياه الساخنة تتسبب بأذية فروة الرأس وتسلب الرطوبة منه مما يؤدي الى تساقطه بكثافة اضافة الى جفافه وتقصف اطرافه. اما الطريقة الصحيحة، فهي غسل الشعر بالماء الفاتر، اي بدرجة حرارة معتدلة
تنتظر أمهاتنا تجفيف الشعر جيدا بالمنشفة ثم بالهواء الطلق قبل البدء بتمشيط الشعر. فالشعر يكون بأضعف حالاته وهو مبلل وفق الأطباء، فيتعرض للتكسر والتقصف. والطريقة الصحيحة تتطلب من المرأة تجفيف وعصر الشعر جيدا بمنشفة قطنية ناعمة ثم ترك الشعر لحوالي ربع ساعة على الأقل ليجف في الهواء الطلق، من ثم نقوم بخطوة تمشيطه بشكل لطيف، والبدء من أطراف الشعر صعودا نحو الجذور.
دائما ما نرى بأن أمهاتنا او جداتنا يمارسن عادة تدليك فروة الرأس بأصابعهن، وهي عادة أثبت أطباء الشعر صحتها، لتأثيرها الكبير على صحة الشعر.
فمن فوائد تدليك فروة الرأس، تنشيط الدورة الدموية مما يؤدي الى وصول الغذاء بشكل سليم الى بصيلات الشعر، ويحفز على نموه، على ان يتم التدليك بحركات دائرية من خلال استخدام اطراف الاصابع وليس الاظافر، ويجب ان تكون الاصابع متفرقة اثناء عملية التدليك. كما يجب الضغط بنعومة اثناء التدليك وليس الضغط بقوة منعاً لنتف الشعر وجرح الفروة. ويمكن تدليك الشعر مرة في الصباح وأخرى في المساء لفترة بين 5 الى 10 دقائق.
المشط يرافق دائما أمهاتنا، فهو الرفيق لهن في أي حقيبة حيث نراهن يعمدن الى هذه الخطوة ليس فقط لترتيب الشعر انما لفوائدها الجمة على صحة الشعر.
فتمشيط الشعر بشكل يومي يساعد على تنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس وبالتالي يعزز ذلك من نمو الشعر وتكثيفه، التمشيط اليومي يعمل ايضا على توزيع الزيوت الطبيعية للشعر على كافة الخصل مما يوفر الحماية الطبيعية للشعر من عوامل الطقس والتقصف.
أدركت أمهاتنا بأن قص أطراف الشعر في دورياً يعمل على التخلص من نهاياته المتقصفة والتالفة ما يمنع امتداد الإنشقاقات الى الجزء الأعلى من خصل الشعر، الأمر الذي يعزز من مظهر الشعر الصحي. الى جانب ذلك، فإن قص الشعر يساعد على تنشيط البصيلات من ناحية تخفيف العبء والثقل عن الجذور والبصيلات مما يعمل على تنشيط نمو الشعر.
رغم أن السشوار ومجففات الشعر الآلية غزت الأسواق منذ سنوات ماضية، إلا ان العديد من الأمهات يرفضن التعامل مع هذه الآت الحديثة ويفضلن ترك الشعر يجف في الهواء الطلق حيث يدركن التأثيرات الجانبية والأضرار التي يسببها مجفف الشعر على الشعر. وبالفعل، فإن معظم الأطباء ينصحن المرأة بالتخفيف قدر الإمكان من استخدام المجففات الحرارية بكونها تتسبب بالضرر الكبير والتلف على الشعر، واستبدال ذلك بطرق التجفيف التقليدية الطبيعية.
جميع الأمهات يحفظن عن ظهر قلب وصفة زيت الزيتون لعلاج تساقط الشعر حيث توارثن هذه الوصفة التي أثبتت مفعولها على مر العصور، وما تزال النساء تستخدمها الى الآن لعلاج تساقط الشعر. ووفق الأطباء، فإن زيت الزيتون يحتوي على العديد من العناصر التي تعمل على تكثيف الشعر مثل فيتامين A وفيتامينB ، وبالتالي فإنه من أفضل الطرق الطبيعية لحل مشكلة تساقط الشعر كما أنه يحفز خلايا الشعر على النمو. اما طريقة استخدامه فتتضمن تسخين زيت الزيتون قليلًا ليصبح فاتراً، وتدليك الشعر به ثم تركه مغطى بغطاء بلاستيكي لمدة ساعة قبل غسل الشعر. مع تكرار هذه الوصفة مرة او مرتين في الأسبوع، يتحسن نمو الشعر خاصة عند استخدام الثوم المهروس مع الزيت.
والحل الفوري لأمهاتنا لقشرة الرأس هي استخدام الحلول الطبيعية من المنزل للقضاء عليها وأهمها خليط الليمون مع الماء وتدليك الشعر بهذا المزيج مرة في الأسبوع. استخدام ايضا الخل المخفف بالماء وتدليك فروة الرأس بهذا الخليط يساعد على تفتيت القشرة وازالة الدهون الزائدة من الرأس ويتم استخدام هذه الوصفة مرة واحدة فقط في الأسبوع.
وتعد احدى العادات السيئة والمدمرة لصحة الشعر كما ترددها على اسامعنا أمهاتنا، هي النوم بالشعر المربوط مما يؤثر على دوران الدورة الدموية في الفروة، ويمكن ان يسبب ذلك تساقطه، لكن يمكن ربط الشعر بشكل رخو من خلال استخدام الاربطة القماشية لتثبيت الشعر خلال النوم.
الى جانب النصائح المتوراثة عن امهاتنا، هناك نصائح دائما ما يرددها أطباء الجلد والشعر على مسامعنا خاصة فيما يتعلق بالنظام الغذائي الصحي الذي يمد الشعر بالفيتامينات اللازمة ويرتكز على مأكولات تساعد على نمو الشعر وتقويته وعلاج تساقطه.
ومن أهم هذه المأكولات الأسماك الدهنية مثل السلمون الذي يحتوي على عناصر غذائية تعزز نمو الشعر وتعمل على تقويته اذ انه مصدر ممتاز لأحماض أوميغا 3 الدهنية وللبروتينات والسيلينيوم وفيتامين D3 و B، كذلك فإن تناول مكملات تحتوي على أحماض أوميجا 3 وأوميغا 6 الدهنية وكذلك مضادات الأكسدة يقلل من تساقط الشعر وزيادة كثافته.
الأطعمة الغنية بالزنك وبالبروتين من اهم العناصر لتقوية الشعر، ويتضمن ذلك البيض الذي يعد مصدراً كبيراً للبروتين الزنك. فالبروتين مهم لنمو الشعر لأن بصيلات الشعر مصنوعة منه، وقد تبين أن نقص البروتين في النظام الغذائي يزيد تساقط الشعر، كذلك فإن الزنك ضروري لنمو الشعر.
ينصح الأطباء ايضا بتناول السبانخ وهو غذاء مدهش يتكون من الفيتامينات B و C و E والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم وحمض الفوليك ، وكلها عناصر مطلوبة لنمو شعر صحي اذ تساعد هذه الفيتامينات خلايا الدم الحمراء على حمل الأكسجين إلى بصيلات الشعر وتعزيز نمو الشعر.
المصدر : وكالات