تسعى الولايات المتحدة إلى تضييق الخناق على التمدد الصيني بشتى الطرق، وذلك من خلال استغلال قضية استقلال تايوان وتوجيه الدعم الكامل لها، في محاولة لكبح الطموحات الصينية من بناء نظام دولي تمثل فيه بكين دوراً طلائعياً.
وفي هذا السياق ، قالت صحيفة الخليج “ظلت الولايات المتحدة على امتداد العقود الأخيرة تنظر بقدر من الواقعية إلى التمدد الصيني، وعلى الرغم من التعاون الحاصل بينهما على عدة مستويات، فإنها تحاول التضييق على هذا القطب الصاعد بسبل مختلفة، مع الحرص على تلافي حدوث صدام مباشر معه، وفي مقابل ذلك، تسعى الصين إلى الاستفادة من التقدم التقني الغربي والأمريكي لصالحها، كما تستفيد من أسواقها المربحة على المستوى المالي والاقتصادي”.
وأضافت الصحيفة “تبدو قضية استقلال تايوان كإحدى أهم النقاط العالقة بين الطرفين، بالنظر إلى التوجه الأمريكي منذ منتصف القرن الماضي نحو توجيه الدعم الكامل لهذا الانفصال، وتعي الولايات المتحدة حجم القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي ستكتسبها الصين في حال عودة تايوان إلى سيادتها”.
وبينت الصحيفة أن الكثير من الأوساط الأمريكية لا تخفي قلقها من الطموحات الصينية نحو بناء نظام دولي تلعب فيه دوراً طلائعياً، ولذلك حرصت واشنطن على اتخاذ مجموعة من التدابير الاحترازية بصورة هادئة وناعمة، كما هو الأمر بالنسبة لفتح قواعدها العسكرية في عدد من المناطق الآسيوية.
وتابعت الصحيفة قائلاً إن “التطور الذي تشهده الصين على مختلف الواجهات وتأثيراتها الواضحة في تطور النظام الدولي، تواجهه مجموعة من التحديات، سواء تعلق الأمر بكسب رهانات العدالة، إضافة إلى الضغوطات الاقتصادية التي تتعرّض لها المنتجات الصينية المختلفة، فيما لا يزال موضوع استقلال تايوان يمثل مشكلة حقيقية مؤرقة وأحد العوامل التي تربك طموحاتها الاستراتيجية”.
المصدر: وكالات