ناقشت صحيفة “العرب” اللندنية العدوان الأخير عبى قطاع غزة ،حيث كشفت الأوساط السياسية الفلسطينية للصحيفة أن الضربات الإسرائيلية كانت قاسية وسريعة، وأن توجيه رد من الجهاد كان يحتاج في خطوة أولى إلى دعم حركة حماس مثلما كان يجري في السابق، حيث دأبت الحركتان على التنسيق وإطلاق الصواريخ بشكل متزامن، لكن الصواريخ الأكثر عدداً وفاعلية كانت لحماس التي تمتلك أيضاً خبرات قتالية ميدانية، فيما لم تكن حركة الجهاد تمتلك سوى بعض الصواريخ وكثرة البيانات السياسية التي تحتفي بها إيران لإظهار قدرتها على استهداف إسرائيل.
وأشارت الصحيفة هذه الأوساط إلى أن الاستعجال بقبول الهدنة من جانب الجهاد دليل على إحباط التنظيم من خذلانه مما يسمى بمحور المقاومة بدءاً من حماس وصولاً إلى إيران وحزب الله اللذين لم يتحركا لنجدة الحركة بأيّ طريقة مثلما كان قادتها يتوهمون أن حزب الله مثلاً سيفتح الجبهة الشمالية على إسرائيل بتوجيه بعض الصواريخ لتخفيف الضغط.
وقالت الصحيفة “لا تلتقي حسابات حركة الجهاد مع حسابات إيران، فالحركة دأبت على التخفي وراء حماس ولم يكن أحد يعرف حجمها الحقيقي وقدرتها على استهداف إسرائيل ولا فاعلية صواريخها. وفي أول اختبار بان بالكاشف أنها محدودة التأثير، وأنها لا تقدر على إزعاج إسرائيل، وعلى العكس فقد كان قياديوها أهدافا سهلة أمام الجيش الإسرائيلي، وهو أمر قد يكون فاجأ إيران نفسها التي كانت في لحظة انطلاق المواجهة المحدودة وغير المتكافئة تحتفي بأمين عام حركة الجهاد زياد النخالة”.
وقال مراقبون فلسطينيون بحسب الصحيفة إن حماس لديها أجندتها التي منعتها من دعم حركة الجهاد، ولو بشكل محدود، ما جعلها تبدو حركة صغيرة محدودة التأثير، وإن حماس قد تكون قصدت إظهار الجهاد في هذه الصورة لأهداف تخصها من بينها إقناع إسرائيل والولايات المتحدة بأنها جادة في مسار التهدئة الذي سيقود إلى الاعتراف بها كسلطة دائمة في غزة، وفي نفس الوقت وجهت رسالة إلى إيران بأنها هي القوة الوحيدة على الأرض، وأنّ لا قيمة للبدائل الهامشية التي تراهن عليها وتدعمها وتسلحها بما في ذلك حركة الجهاد.
ويرى المراقبون أن هزيمة حركة الجهاد في معركة خاطفة وقبولها بهدنة لا تحقق لها شيئا سوى وقف إطلاق النار، ودون ضمانات جادة لإطلاق سراح بعض قادتها، وحياد حماس وحزب الله في المعركة، كلها عناصر تظهر أن محور المقاومة فقد بريقه وتأثيره في المنطقة، وأنه ليس أكثر من واجهة لأجندات إيران، التي تبدو في وضع لا يسمح لها بالتصعيد خاصة أنها تناقش تفاصيل تجديد الاتفاق بشأن برنامجها النووي، وتريد الحصول على ضمانات برفع العقوبات عنها ما يسمح لها بإعادة بيع النفط وما سيوفره من عائدات كبيرة لا شك أنها أكبر وأهم من مصير الجهاد وحماس وغزة.
المصدر: وكالات