كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن حالة قلق شديدة تعتري أوروبا بشأن ما إذا كان قرار كندا إدراج بعض الاستثناءات، على عقوباتها وتسليم ألمانيا توربيناً أساسياً لتشغيل خط أنابيب الغاز الروسي «نورد ستريم 1»، كافٍ لحث موسكو على استعادة تدفق الغاز الطبيعي إلى أوروبا .
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين، أن التدافع لإعادة التوربينات يكشف تعارض أربعة أشهر من الحرب وموجات العقوبات الغربية مع عقود من الترابط الاقتصادي بين روسيا والغرب .
وأشارت إلى مدى احتياج أوروبا إلى الغاز الروسي لفصل الشتاء المقبل عندما تصل معدلات الطلب على الوقود ذروتها لتدفئة القارة، وفي المقابل تحتاج روسيا التكنولوجيا الغربية لأجزاء كبيرة من قطاع الطاقة .
ورجحت الصحيفة الأمريكية أن تواجه أوروبا أزمة اقتصادية محتملة خلال الأشهر المقبلة ما لم تستأنف موسكو عمليات التسليم بعد فترة وجيزة من الصيانة السنوية لنورد ستريم، الشريان الرئيسي للغاز الروسي إلى أوروبا، والتي تستمر من 11 إلى 21 يوليو الحالي.
ونقلت عن مسؤولين قولهم إنه بدون تدفق كميات كبيرة من الغاز عبر خط الأنابيب، لن يكون لدى أوروبا وقود كاف لتدفئة المنازل ومصانع الطاقة خلال فصل الشتاء.
وبحسب الصحيفة، تستعد الصناعات الأوروبية لتقنين حصص الغاز للسماح بوقود كاف للتدفئة مع انخفاض درجات الحرارة، واستشهدت وول ستريت جورنال بألمانيا باعتبارها أكبر مستهلك للغاز الروسي في أوروبا وكونها معرضة للخطر بشكل خاص، إذ تعتمد قاعدتها الصناعية على الإمدادات الروسية كمصدر للطاقة والمواد الخام.
وفي هذا الصدد، يقول مسؤولون ألمان إن موسكو تستخدم إمداداتها من الغاز كسلاح وإن روسيا تطالب بإعادة التوربينات في مدينة مونتريال الكندية كذريعة لتقليص إمدادات الطاقة في أوروبا، ومع ذلك، تريد ألمانيا إعادة التوربينات إلى روسيا بأسرع ما يمكن لحرمان موسكو من ذريعة عدم إعادة تشغيل خط نورد ستريم.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن توربينات الغاز نقطة ضعف روسيا، موضحة أن شركة جازبروم الروسية العملاقة للطاقة تعتمد على توربينات مصممة بتقنية من شركات غربية مثل سيمنز الألمانية وجنرال إلكتريك ،ومنذ أن فرض الغرب عقوبات على روسيا عام 2014 بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم، دفع الكرملين الشركات الروسية إلى تحسين تصميمات التوربينات، إلا أن النتائج كانت محدودة.
وبدأت الاثنين الماضي عمليات صيانة سنوية لأكبر خط أنابيب منفرد ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا مع توقع توقف تدفقات الغاز لمدة عشرة أيام، ولكن الحكومات والأسواق والشركات تخشى أن يتم تمديد الإغلاق بسبب الحرب في أوكرانيا، وخفضت روسيا في الشهر الماضي تدفق الغاز إلى 40 في المئة من الطاقة الإجمالية لخط الأنابيب، مشيرة إلى التأخر في إعادة المعدات التي تقوم بإصلاحها شركة سيمنز إنرجي الألمانية في كندا.
وتخشى الحكومات الأوروبية أن موسكو لن تعيد فتح خط الأنابيب بعد ذلك، مما يقطع شريان الحياة للاقتصاد الأوروبي ويصعد المواجهة مع الغرب بشأن تدخل موسكو العسكري في أوكرانيا.
ووفقا لوول ستريت جورنال، ضغطت الحكومة الأوكرانية على كندا لإعادة النظر في قرار إعادة توربينات “السيل الشمالي” إلى ألمانيا وأدانت قرار الموافقة عليه، وفي هذا الصدد، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “القرار بشأن استثناء من العقوبات سينظر إليه في موسكو حصريًا على أنه مظهر من مظاهر الضعف. كل تنازل في مثل هذه الظروف تعتبره القيادة الروسية حافزًا لمزيد من الضغط”.
ودافع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن هذه الاستثناءات، قائلا: “كان هذا قرارًا صعبًا للغاية وعقوبات كندا تستهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعناصره الداعمة وليست مصممة لإلحاق الأذى بحلفائنا وشعوبهم”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)