في خطوة قد تقود وفق مراقبين لمزيد من التأزم والاضطراب في منطقة المحيطين الهادئ والهندي بين واشنطن وبكين، قالت البحرية الأميركية إن إحدى مدمراتها أبحرت قرب جزر سبراتلي المتنازع عليها في ثاني إجراء مشابه في غضون أسبوع ببحر الصين الجنوبي.
وكان الجيش الصيني قد أعلن الأربعاء أنه “أبعد” السفينة ذاتها، وهي المدمرة “بينفولد” عندما أبحرت قرب جزر باراسيل المتنازع عليها أيضا.
ويرى مراقبون أن إبحار المدمرة الأميركية نفسها مجددا في المنطقة بعد أيام قليلة من إعلان الصين إبعادها لها، يعكس تحديا أميركيا لسعي الصين لفرض سيطرتها على بحر الصين الجنوبي، وهو ما قد يفضي لرفع وتيرة التوتر والتنافس بين الجانبين في هذا الجزء من العالم، الذي لطالما شكل ميدانا تقليديا لتصادم الأجندات والمصالح بين القوى الدولية الكبرى.
وفي ظل استمرار الحرب الأوكرانية على مدى نحو 6 أشهر، وتصاعد نذر المواجهة المباشرة في جنوب شرق آسيا بين التنين الصيني والنسر الأميركي، ثارت التساؤلات عن إمكانية تحمل العالم الذي يئن تحت وطأة الأزمة الأوكرانية، وقوع حربين كبيرتين في وقت واحد.
و مما لا شك فيه أن الحروب بطبيعة الحال نتاج تضارب المصالح وتصارعها وبلوغه الذروة، مثلما هو الحال في أوكرانيا ، التي من الممكن جدا أن تقود لاندلاع حروب ومواجهات أخرى متفرعة عنها حول العالم ولا تقل حجما، لا سيما في مناطق التماس التقليدية المشتعلة، وكما هي حال مناطق جنوب وشرق آسيا، حيث تتعدد الملفات الخلافية والقنابل الموقوتة، من شبه الجزيرة الكورية وتايوان إلى جزر الكوريل”.
وجدير بالذكر أن الجزر المتنازع عليها خضعت للتحكيم الدولي، ولم تحصل الصين بموجبه على موافقة بعائديتها إليها ولمياهها الإقليمية، كون العديد من الدول متشاطئة معها في هذه الجزر مثل فيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي، وهي دول في غالبها قريبة من واشنطن أو حتى متحالفة معها.
والولايات المتحدة عبر تحركاتها هذه، تحاول أن تُشعر الصين بأن “هذه المياه دولية ولا تخضع لسيادة بكين، وليست تاليا ضمن حدود مياهها الإقليمية، ذلك أن بحر الصين الجنوبي وعموم منطقة الإندوباسيفيك، أي ما بين المحيطين الهادئ والهندي، ساحة تصارع وتنافس استراتيجي محموم بين القوى العالمية الكبرى، لا سيما بكين وواشنطن”.
وتنفذ الولايات المتحدة بانتظام ما تسميه عمليات “ضمان حرية الملاحة” في بحر الصين الجنوبي، متحدية ما تقول إنه قيود على المرور تفرضها الصين وآخرون.
وقالت البحرية الأميركية إنه “يوم السبت أكدت المدمرة بينفولد على الحقوق والحريات الملاحية في بحر الصين الجنوبي قرب جزر سبراتلي بما يتفق مع القانون الدولي”.
فيما تقول الصين من جانبها إنها لا تعرقل حرية الملاحة أو الطيران، وتتهم الولايات المتحدة بتعمد إثارة التوتر.
المصدر : وكالات أنباء