يعتقد العلماء أنهم حددوا بدقة تواريخ العاصفة الشمسية التي كانت قوية لدرجة أنها تغلبت على حدث كارينجتون عام 1859.
وهذه العاصفة الشمسية، التي حدثت في الفترة ما بين 774 و775 م، كانت أقوى بعشر مرات من حدث كارينغتون (الذي يعد أحد أكثر أحداث طقس الفضاء تطرفا التي أبلغ عنها)، وفقا لتقرير صادر عن Big Think.
ولوضع شدة هذه العاصفة الشمسية في منظورها الصحيح، شارك العلماء بعض الروايات من حدث كارينغتون.
وخلال هذا الحدث، أفاد شهود عيان أنه كانت هناك عروض شفقية في جميع أنحاء العالم، بعضها ساطع لدرجة أنه يمكن قراءة الصحف بنورها.
وبدأت الأنظمة الكهربائية، مثل التلغراف، في إشعال الحرائق، حتى عندما تم فصلها عن مصادر الطاقة.
واستيقظ العديد من عمال المناجم في منتصف الليل معتقدين أنه بزوغ الفجر.
بينما كان لدى العلماء فكرة عن العاصفة الشمسية عام 774 م منذ عام 2012، إلا أنهم وجدوا مؤخرا دليلا ملموسا على وجودها من خلال تحليل حلقات الأشجار.
وتنتج أشجار الأرز اليابانية القديمة (التي كانت على قيد الحياة في الأعوام 774-775) مجموعة جديدة من الحلقات في جذوعها كل عام تحتوي على نوع من البصمة الكربونية.
وإذا كانت الشجرة تنمو في وقت مثل هذه العاصفة الشمسية، فإنها ستظهر على شكل حلقات ذات مستويات متزايدة بشكل كبير من C-14، وهو أحد نظائر الكربون.
وباستخدام قاعدة بيانات الأشجار حول العالم، اكتشف الباحثون أنه من 774 إلى 775، زاد محتوى الكربون 14 بنسبة 12%، وفعلوا ذلك دفعة واحدة.
وقال إيثان سيغال، الذي كتب تقرير Big Think: “هذا الارتفاع أكبر بنحو 20 مرة من أي تغيرات طبيعية أخرى شوهدت تحدث على فترات زمنية من سنة إلى أخرى، وسرعان ما تأكد وجودها في أماكن أخرى حول العالم”.
وتابع: “الأشجار الأخرى من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في ألمانيا وروسيا ونيوزيلندا وحتى أمريكا الشمالية، أظهرت أيضا نفس الارتفاع، ما يشير إلى أن ارتفاع الكربون 14 كان ظاهرة عالمية”.
ولا تشير البيانات فقط إلى حدوث نشاط شمسي مكثف في عام 774، ولكن تشير إلى أن الشمس أقوى مما كنا نعتقد سابقا.
المصدر: وكالات