فورين بوليسي الأمريكية: المخاوف تنتاب الغرب بشأن تراجع تأييد العملية العسكرية في أوكرانيا
طرح الكاتب الأمريكي جاك ديتش، تساؤلا حول مدى استعداد الدول الغربية لتحمل عواقب حرب طويلة المدى في أوكرانيا وقدرتها على الاستمرار في تقديم الدعم اللازم للجانب الأوكراني للصمود في مواجهة الآلة العسكرية الروسية.
وأشار الكاتب في مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إلى المخاوف التي تنتاب بعض الدوائر الغربية بسبب احتمال تراجع الإجماع الغربي بشأن تأييد أوكرانيا في حربها ضد القوات الروسية.
وأضاف الكاتب أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ومسؤولو البيت الأبيض حاولوا توضيح الموقف الأمريكي خلال قمة حلف شمال الأطلسي التي عقدت في مدريد الأسبوع الماضي حيث أكد الرئيس الأمريكي موقف واشنطن الداعم لأوكرانيا وأن الولايات المتحدة سوف تستمر في مؤازرة كييف مهما كلفها ذلك الأمر على الرغم من الخسائر الاقتصادية التي لحقت بالولايات المتحدة بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا.
ويقول الكاتب إنه على الرغم من تصاعد حدة الصراع المسلح في أوكرانيا بسبب ضراوة العمليات العسكرية الروسية هناك، إلا أن أخبار تلك الحرب لم تعد تحظى بالاهتمام الإعلامي الكافي ولم تعد تتصدر العناوين الرئيسية في الصحف الأمريكية والأوروبية؛ ما دفع بعض الدوائر في الغرب إلى التعبير عن مخاوفها من تراجع التوافق الغربي بشأن دعم أوكرانيا.
وفي نفس الوقت بدأ حلفاء أمريكا من أعضاء حلف شمال الأطلسي الذين يتابعون الموقف في أوكرانيا عبر المحيط الأطلنطي يتشككون في قدرة إدارة الرئيس الأمريكي والكونجرس على توفير الدعم اللازم لأوكرانيا بعد حزمة المساعدات الأمريكية لكييف والتي بلغت قيمتها 40 مليار دولار.
ويستطرد الكاتب قائلاً إن المخاوف بدأت تتصاعد في بريطانيا وباقي الدول الأوروبية بسبب ارتفاع معدلات التضخم وزيادة تكاليف المعيشة؛ ما أدى إلى تراجع التأييد الشعبي في تلك الدول لاستمرار الحرب في أوكرانيا إلى الحد الذي دفعهم إلى العزوف حتى عن متابعة أخبار تلك الحرب في وسائل الإعلام والصحف.
وفي نفس الوقت، كما يقول الكاتب، أكد الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أن بلاده في مقدورها إنهاء الحرب فوراً ضد القوات الروسية إذا ما حصلت على كل ما يلزمها من أسلحة.
ويشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة والدول الغربية يناقشون حالياً أفضل الحلول العملية بالنسبة لأوكرانيا حتى تتمكن من الصمود في مواجهة القوات الروسية إلى جانب تقدير حجم تكلفة عملية إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب والتي تشير التقديرات إلى أنها قد تصل إلى تريليون دولار.
ويرى الكاتب أن بعض المسؤولين الغربيين قلقون بشأن إمكانية توفير السلاح والذخيرة اللازمة لأوكرانيا لكي تستمر في الحرب ضد القوات الروسية حتى بعد مواقفة الرئيس بايدن على إمداد كييف بأنظمة راجمات الصواريخ متعددة الأغراض.
ويشير الكاتب إلى أن إدارة الرئيس بايدن أكدت في العديد من المناسبات أن رفضها لبعض مطالب كييف من الأسلحة لا يعني إطلاقاً أن تأييد واشنطن والدول الغربية الأخرى لأوكرانيا قد تقلص أو تراجع، مضيفاً أن القلق ينتاب بعض المسؤولين في الدول الغربية خشية استهداف القوات الروسية لمخازن الأسلحة في أوكرانيا ولاسيما بعد القصف الصاروخي الذي شنته القوات الروسية الأسبوع الماضي والذي استهدف مواقع تصنيع سلاح في العاصمة كييف.
المصدر: أ ش أ