دعت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، في افتتاحية عدد اليوم الثلاثاء، حلف شمال الأطلسي “الناتو” لإظهار الجدية في الدفاع عن جناحه الشرقي، معتبرة أن قرار توسيع قوة الرد السريع للتحالف، والمنتظر اعتماده بعد ساعات، يمثل “لحظة محورية”.
وقالت الصحيفة، في مستهل الافتتاحية، “إن هناك أهمية قصوى في تفعيل عمليات مراقبة مشددة واتخاذ القرارات واللوجستيات اللازمة لتمكين قوات الرد السريع من الانتشار في وقت قليل، وكذلك ضمان تدفق التمويل اللازم للحفاظ على مستويات كافية من الجاهزية باستمرار”.
ورأت الصحيفة أن قمة الناتو المقرر بدء فعالياتها في مدريد بعد ساعات تمثل لحظة حاسمة في إثبات قدرته على إدراك حجم التهديدات التي تُحدق بالدول الأعضاء الواقعة في شرق أوروبا والمُتاخمة لروسيا، بما يؤكد قدرة وجاهزية التحالف للدفاع ضد أي محاولة روسية لتجاوز أوكرانيا ومهاجمة الجناح الشرقي للناتو.
وأضافت أن هناك تسع دول فقط من الناتو حققت حتى الآن هدف إنفاق 2% من الناتج الاقتصادي على شئون الدفاع، في حين تبنت 19 دولة أخرى (خطط واضحة) للقيام بذلك بحلول عام 2024، ومع ذلك، أصدر الحلفاء الغربيون تصريحات كثيرة جدًا منذ استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم وأجزاء من شرق أوكرانيا في عام 2014، دون تنفيذ مناسب أو جدي.
وأشارت الصحيفة إلى التزام قمم الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في الأيام القليلة الماضية بتكثيف الدعم لأوكرانيا وتشديد العقوبات التي تستنزف الاقتصاد الروسي.
وسلطت “فاينانشيال تايمز” الضوء على تحذيرات رئيسة وزراء إستونيا كاجا كالاس الأسبوع الماضي من أن بلادها سوف “تُمحى من على الخريطة” بموجب خطط الناتو الحالية، وقالت “إن موسكو هددت بالفعل بعواقب سلبية خطيرة على ليتوانيا المجاورة لمنعها نقل بعض البضائع بالسكك الحديدية إلى اقليم كالينينجراد الروسي، رغم تأكيدات فيلنيوس بأنها كانت تطبق عقوبات الاتحاد الأوروبي فقط”.
وأوضحت الصحيفة أن بروكسل حاولت جاهدة تهدئة التوترات، غير أن التطورات الأخيرة أثبتت حساسية دول البلطيق الثلاث، التي احتلها الاتحاد السوفيتي السابق لمدة نصف قرن، فضلا عن أهمية ممر (سوالكي)، وهو شريط حدودي يربط بولندا وليتوانيا مع كالينينجراد وبيلاروسيا، والذي إذا استولت عليه روسيا، يمكن أن يقطع دول البلطيق عن الناتو.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول “إن الخطط التي سيصادق عليها الناتو في مدريد محورية؛ حيث ستسمح للتحالف بالتركيز على الدفاع الكامل والسريع عن أراضي الحلفاء، ونشر عدة آلاف من القوات في كل دولة من دول البلطيق، وتوسيع قوة الرد السريع من 40 ألفا إلى 300 ألف، وجعلها على استعداد لبدء الانتشار في مواقع شرقية محددة في غضون ساعات من التعرض لأي هجوم”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)