رحل عن عالمنا الجمعة، النجم الكبير سمير صبري،عن عمر يناهز 86 عاما، بعد صراع مع المرض، حيث مكث الفنان الراحل داخل أحد المستشفيات في منطقة المهندسين خلال منتصف فبراير الماضي، حيث كان يعاني من مشكلة في الصمام “الميترالي”، وأجرى حينها قسطرة في القلب.
وولد الفنان سمير صبري في مدينة اﻹسكندرية عام 1936، ودرس في فيكتوريا كوليدج، والتي كان لها دورا مهما في إكسابه خبرات عديدة وإجادته للغة الإنجليزية، حيث كان يسافر من خلالها إلى المملكة المتحدة خلال فصل الصيف.
وانتقل النجم الراحل إلى القاهرة بعد انفصال والده عن والدته، وهناك جمعته الصدفة مع الفنان عبدالحليم حافظ الذي كان بوابة عبوره للفن، حيث كان يسكن سمير صبري في العمارة ذاتها التي عاش فيها عبد الحليم حافظ، وكان اللقاء الأول بينهما فى المصعد، وأقنع سمير صبري العندليب في هذا اللقاء أنه أمريكي يدعى “بيتر” يعيش فى مصر ومعجب بفنه، مستغلا إجادته للغة الإنجليزية، وظلت تلك الخدعة مستمرة لمدة عام، حيث كان العندليب يحرص على أن يهديه الاسطوانات الخاصة به كونه طفلا أجنبيا يحب أغانيه.
وبعد اكتشاف العندليب تلك الخدعة، غضب بشكل كبير،غير أن سمير صبري تمكن من أن احتواء الأزمة وبادر بمصالحته ونشأت بينهما علاقة صداقة وطيدة، ودعاه عبدالحليم حافظ إلى الحضور في الاستوديو أثناء تصوير فيلم “حكاية حب”، وتصادف أن المشاهد في هذا اليوم كانت خاصة بتصوير أغنية بحلم بيك، مما جعله يطلب من المخرج أن يظهر ككومبارس لمدة ثوان فى المشهد وهو ما حدث، وبدأت انطلاقته بعدها في تسجيل برامج للإذاعة ومنها برنامج العمة لولو مع النجمة لبنى عبد العزيز.
ولقب النجم الراحل سمير صبري بملك الأفراح، وروى سر هذا اللقب خلال لقاء تليفزيوني مع الإعلامى عمرو الليثى قائلا “سبب هذا اللقب عمار الشريعي عندما ذهبت معه لفرح وكنت دائم التواجد معه فى بيته وكان يأتي منير والأبنودي وكبار النجوم، وقال عمار في أحد الأفراح سمير صبري بيغنى معانا أغنية فى البيت وكانت أغنية الغراب يا وقعة سودا جوزوه أحلى يمامة، وبالفعل غنيتها فى الفرح ولقيت واحدة ست قالت لى أنت بتقول على ابنى غراب دى العروسة هيا اللى حداية، وحدث خلاف بين أم العريس والعروسة وروحت لعمار قلتله هتحصل خناقة.
وأضاف سمير صبرى “بعد ذلك كنت أتواجد وأقدم الأفراح وأتعرف على شخصية أم العريس والعروسة وأصبحت مشهورا جدا في هذا الأمر والجميع يتمنى حضوري وتقديم الأفراح لأني أعطى البهجة ومن هنا جاء لقب “ملك الأفراح”.
وترك الفنان الكبير سمير صبري، إرثا فنيا كبيرا سيظل خالدا في وجدان المشاهد، حيث تنوعت أعمال النجم الراحل على مدار مشواره الفني بين السينما والدراما والمسرح والإذاعة، إلى جانب تمتعه بموهبة الغناء، وتقديم البرامج التليفزيونية، ليكون الراحل نموذجا غير تقليدي للفنان الشامل.
ويعتبر فيلم “اللص والكلاب” هو البداية السينمائية الحقيقية للفنان سمير صبري، حيث لعبت الصدفة دورا محوريا في مشواره السينمائي عندما كان مصاحبا للفنانة لبنى عبد العزيز في زيارتها لبلاتوه تصوير فيلم “اللص والكلاب”، وصادف أن تغيب ممثل يؤدى دور طالب، فعرضت الفنانة لبنى عبدالعزيز على المخرج بأن يلعب سمير صبري الدور، وبالفعل قدمه بإتقان فكتب أول خطواته الفنية، ويحتل الفيلم المركز رقم 15 فى قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية.
ومن أشهر أعماله السينمائية “زقاق المدق”، و”أخطر رجل في العالم”، و”البحث عن فضيحة” و”عالم عيال عيال”. وشارك في العديد من الأعمال الدرامية، أبرزها يا ورد مين يشتريك، وحضرة المتهم أبي، وقضية رأي عام، وملكة في المنفى.
كما أسس الفنان الراحل شركة إنتاج فني، أشرف من خلالها على أفلام جحيم تحت الماء، وإنذار بالقتل، وجحيم تحت الأرض، وفي الصيف الحب جنون ودموع صاحبة الجلالة وغيرها من الأعمال.
وفي مجال الإذاعة شارك النجم سمير صبري في بطولة مجموعة من الأعمال المميزة منها: العسل المر، وأيام معه، وشنبو في المصيدة، وأرجوك لا تفهمني بسرعة، وشجرة اسمها الود، ورجال صنعوا الحضارة، والوسادة ما زالت خالية ،وعالم رغم أنفه، ولطيف زمانه، وبرنامج ذكرياتي.
وفي مجال تقديم البرامج التليفزيونية قدم: هذا المساء، والنادي الدولي، وبدون كلام، وكان زمان، وليلة في شارع الفن.
وتميز الفنان اراحل بمواهبه المتعددة ومنها الغناء، فقدم خلال مسيرته الفنية ٣ ألبومات غنائية أنتجها لنفسه، وكان أول ألبوم غنائى يقدمه عام ١٩٨٠، بعنوان “سهرة هذا المساء”، ومن أشهر ألبوماته التى حققت نجاحا كبيرا ألبوم يوم الخميس، وتضمن ٨ أغاني وكان ألبوما مخصصا للأفراح.
وقدم عددا من الأغاني خلال الأفلام السينمائية التى شارك بها منها أفلام “إنذار بالقتل”، و”فى الصيف الحب جنون”، و”علاقات مشبوهة”، و”اقتل مراتى ولك تحياتي” و”جحيم تحت الماء”وأيضا من خلال الفوازير قدم عددا من الأغانى فى عام ١٩٩٤ مثل فوازير إحنا فين، وفى عام ١٩٩٧ قدم فوازير مشاهير الدلتا.
وكان يحب سمير صبرى تعريب الأغانى الأجنبية الناجحة منها أغنية Avec les filles je ne sais pas التي قدمها المغني الفرنسي فيليب لافي عام ١٩٧٠، وغناها سمير صبري في بداية فيلم حب وكبرياء مع نجلاء فتحي باسم “محتار أنا ويا البنات”، وكان مضمون الأغنية العربية نفس كلمات الأغنية الفرنسية.
وكان آخر ظهور على الشاشة للفنان الكبير سمير صبرى، في مسلسل “فلانتينو” مع الزعيم عادل إمام، والذي عرض خلال موسم دراما رمضان قبل الماضي، كما شارك خلال الأعوام القليلة الماضية فى عدة أفلام منها “ديدو”، من بطولة كريم فهمي وبيومي فؤاد وأحمد فتحي ومحمد ثروت، و”محمد حسين” مع النجم محمد سعد، و”المشخصاتى الجزء الثانى” مع الفنان تامر عبد المنعم.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)