شهد العالم وعشاق مراقبة الظواهر الفلكية ليلا مشهدا فريدا يوصف بأروع المناظر في السماء بظهور ما يعرف باسم “القمر الدموي العملاق”.
حدثت الظاهرة بعد الساعة 03:30 بقليل بتوقيت جرينتش يوم الاثنين، وظل كوكب الأرض لعدة دقائق في مركز يقع بين بين الشمس والقمر.
يبدأ ظل الأرض،في ذلك الوقت، في حجب القمر تدريجيا، مما يعطيه بصفة مؤقتة ظلا من اللون الأحمر الداكن.
ويكتسب القمر هذا اللون من خلال أشعة الشمس التي تصل إلى القمر، أثناء الخسوف الكلي، عابرة من خلال الغلاف الجوي للأرض.
ويتزامن خسوف القمر مع حدث منفصل يطلق عليه “القمر العملاق”، إذ يظهر القمر أكبر من المعتاد نتيجة وجوده في أقرب نقطة له من الأرض.
وفى مصر، رصد علماء وباحثو المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية ظاهرة الخسوف الكلي للقمر، والذي يُرى جزئيا في مصر في حوالي الساعة الرابعة و27 دقيقة فجرا ويستمر لمدة 34 دقيقة فقط من بدايته وحتى غروب القمر قبل وصوله إلى الخسوف الكلي عند الساعة الخامسة ودقيقة واحدة صباحا بتوقيت القاهرة.
وأوضح الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد أنه في القاهرة يصل الخسوف إلى 41% من قيمته، فيما ستكون أكبر قيمة للخسوف في مدينة سيوة، حيث يصل إلى 91% من قيمته، ويستمر لمدة 53 دقيقة.
وأشار إلى أن جميع مراحل الخسوف الكلي للقمر ستستغرق منذ بدايته وحتى نهايته 5 ساعات و19 دقيقة تقريبا، وسيغطي ظل الأرض فيه 141.4% تقريبا من سطح القمر، لافتا إلى أنه يتفق توقيت وسطه مع توقيت بدر شهر شوال للعام الهجري الحالي 1443.
وكشف رئيس المعهد عن مراحل الخسوف الكلي للقمر، حيث يبدأ (شبه ظلي) في الساعة الثالثة و32 دقيقة و7 ثوان (تصعب ملاحظته إلا في ظروف جوية ممتازة)، ثم خسوف جزئي في الساعة الرابعة و27 دقيقة و53 دقيقة (يُرى في مصر)، يليه بداية الخسوف الكلي في الساعة الخامسة و29 دقيقة و3 ثوان، ويبلغ ذروته في الساعة السادسة و11 دقيقة و28 ثانية، حيث يغطي ظل الأرض حوالي 141,4% تقريباً من سطح القمر وعند هذه اللحظة (يتم بدر شهر شوال للعام الهجري الحالي 1443).
وقال: “ينتهى الخسوف الكلي في الساعة السادسة و53 دقيقة و56 ثانية، ثم ينتهي الخسوف الجزئي في الساعة السابعة و55 دقيقة و7 ثوان، وآخر مرحلة منه الخسوف “شبه ظلي” وتنتهي في الساعة الثامنة و50 دقيقة و48 ثانية صباحا بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة” .
وأضاف رئيس المعهد أن وصف خسوف القمر الكلي بالقمر الدموي أو قمر الدم المنتشر على نطاق واسع ليست تسمية علمية، فقد ظهرت للمرة الأولى في عام 2013 وأصبح هذا المصطلح يستخدم عند حدوث أي خسوف كلي للقمر.
وتابع أن الخسوف القمري يحدث في وضع التقابل أي في منتصف الشهر الهجري عندما يكون القمر بدرا، ويكون تواجده عند إحدى العقدتين الصاعدة أو الهابطة الناتجة عن تقاطع مستوى مدار القمر مع مستوى مدار الشمس (البروج)، أو قريبا منها، حيث تقع الأرض في هذه الحالة بين الشمس والقمر، على خط الاقتران، وهو الخط الواصل بين مركزي الأرض والشمس أو قريبا منه.
وكان المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية قد أعلن فتح أبوابه للجمهور وهواة الفلك بدءا من الساعة الرابعة فجر اليوم الاثنين لمتابعة رصد ظاهرة أول خسوف كلي للقمر في عام 2022 من القبة الشمسية بمقر المعهد بحلوان، كما يتم بثها على صفحات المعهد الإلكترونية.
المصدر : أ ش أ