اعتبرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أن قيام الصين منذ عدة أسابيع بإغلاق مدينة شنغهاي المالية إثر تصديها لتفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، قرار “سلبي وذا تداعيات كارثية على سلاسل التوريد العالمية”.
وذكرت الصحيفة – في تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي، اليوم الأحد، بهذا الشأن – أن الآثار غير المباشرة الناجمة عن الاضطرابات الاقتصادية في الصين يمكن أن تضرب موانئ في أوروبا والولايات المتحدة عندما يبدأ الشحن البحري في العمل مرة أخرى من شنغهاي خلال الأسابيع المقبلة في أقصى تقدير.
وأوضحت أن سائقي الشاحنات في شنغهاي كانوا ينقلون، في أوائل مارس الماضي على سبيل المثال، حوالي 1000 طن من البضائع يوميًا داخل وخارج المدينة التي تعتبر أهم مركز اقتصادي في الصين وأكثر الموانئ ازدحامًا في العالم، ولكن بحلول نهاية أبريل، أي بعد خمسة أسابيع من إجبار السلطات المحلية للمصانع على الإغلاق وعزل السكان في منازلهم، كان يتم نقل شاحنة واحدة أو اثنتين فقط يوميًا.
وأضافت “فاينانشيال تايمز” أن تداعيات ما يحدث في شنغهاي سرعان ما انتشرت في جميع أنحاء العالم، حيث حذرت شركات متعددة الجنسيات مثل “آبل” و “آمازون” و “أديدس” و “جنيرال إلكتريك” و “تسلا” وغيرها من تعطل سلاسل التوريد الخاصة بهم بسبب إغلاق مدينة تتعامل مع 20 في المائة من التجارة الدولية للصين.
ومن المرجح أن تتكثف هذه التحذيرات إذا ما استمرت الصين في اتباع سياسة عدم انتشار كوفيد-19، والتي تركت ملايين العمال في جميع أنحاء البلاد مُحاصرين في منازلهم، لاسيما بعدما تعهد الرئيس شي جين بينج بقمع الانتقادات الموجهة له بخصوص شنغهاي برغم الدلائل بشأن حقيقة أن اتباع سياسة “صفر كوفيد” تضر بالاقتصاد.
ونبهت “الفاينانشيال تايمز” إلى أن عمليات الإغلاق المستمرة في مدن الصين المهمة دقت أجراس الإنذار في الشركات التي تعتمد على المواد الخام والسلع والمكونات من الصين – موطن لسبعة من أكبر 10 موانئ للحاويات في العالم، بما في ذلك نينجبو وشنتشن وقوانجتشو.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مثل هذه الاضطرابات في سلسلة التوريد العالمية تؤجج بدورها بتأجيج الضغوط التضخمية بالفعل والتي تفاقمت بسبب العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا .. ففي ذروة الاضطرابات التي سببها كوفيد-19 في 2020/2021، ارتفعت الأسعار المدفوعة للشحن البحري والجوي إلى مستويات عالية جديدة.
وبحسب الصحيفة فإن كثيرين من العاملين في قطاع النقل والخدمات اللوجستية حول العالم يأملون في إمكانية تجنب الأسوأ، خاصة مع إدراكهم أنه عندما تعود المصانع الصينية إلى العمل بطاقتها الطبيعية ويبدأ الشحن البحري في التحرك مرة أخرى، فهناك خطر من أن بعض الموانئ الأوروبية والأمريكية، بالإضافة إلى البنية التحتية بما في ذلك النقل البري والتخزين، يمكن أن تغرق (بمعنى أن تكون غير قادرة على استيعاب كم البضائع الهائل)، مما يضيف المزيد من الضغط إلى سلاسل الإمداد العالمي المُنتكس بالفعل.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)