تعهّدت دول مانحة أمس الأربعاء، تقديم نحو 33 مليون دولار للمساعدة في تمويل عملية لمنع التسرّب النفطي المحتمل من ناقلة النفط القديمة “صافر” المهجورة قبالة سواحل اليمن، وفق ما أفاد منظمون.
وحذّرت الأمم المتحدة،يوم الاثنين، من أن ناقلة النفط “صافر” التي كانت تستخدم كخزان عائم وبداخلها ما يزيد قليلا عن مليون برميل نفط والمتروكة قبالة ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون تواجه خطراً “وشيكاً” بالانشطار.
لكن الـ33 مليون دولار التي تم التعهد بها خلال مؤتمر المانحين الذي نظمته الأمم المتحدة وهولندا، الأربعاء، لم تحقّق الهدف المنشود بجمع 80 مليون دولار لنقل 1,1 مليون برميل من صافر قبل وقوع كارثة إنسانية وبيئية.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي “اليوم يشكل انطلاقة قوية لجهودنا لضمان نجاح المشروع، بما في ذلك التواصل مع القطاع الخاص”.
وأضاف في بيان صدر في ختام المؤتمر الذي عقد خلف أبواب مغلقة في لاهاي “علينا العمل بسرعة للحصول على الأموال المتبقية للبدء بالعملية التي تستغرق أربعة أشهر”.
وحتى الآن تم جمع ما مجموعه 40 مليون دولار من الأموال لتنفيذ العملية التي يقول المنظمون إنها مجرد مبلغ زهيد مقارنة بـ20 مليار دولار قد يتكلفها تنظيف تسرب نفطي في مياه البحر الأحمر.
وقالت الأمم المتحدة إن خزان صافر الضخم يحتوي على أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت في كارثة “اكسون فالديز” عام 1989، وهي واحدة من أسوأ الكوارث البيئية في العالم التي لوثت مياه ألاسكا.
وسيسمح مبلغ 79,6 مليون دولار بتمويل الجزء الطارئ من العملية لضخ المواد السامة من صافر إلى سفينة بديلة خلال الـ18 شهرا القادمة.
وقال غريسلي إن هناك حاجة إلى إجمالي 144 مليون دولار للعملية الكاملة، والتي ستشمل جعل الناقلة المتهالكة آمنة تماماً.
وقالت وزيرة التجارة الهولندية ليسي شراينماخر “اليوم كانت خطوة مهمة إلى الأمام في القضاء على التهديد الذي تمثّله صافر”.
وأضافت “سنواصل دعم الأمم المتحدة في شهر مايو لجمع الأموال المتبقية المطلوبة”. وتعهدت هولندا تقديم نحو 8 ملايين دولار.
ومن الدول الأخرى والمنظمات التي تعهدت تقديم أموال بريطانيا وألمانيا وفنلندا وفرنسا ولوكسمبورغ والنرويج وقطر والسويد وسويسرا والاتحاد الأوروبي.
وقالت منظمة “غرينبيس” الأربعاء، إن “العملية ستكلف 80 مليون دولار، وإذ كان ذلك يبدو مبلغاً طائلاً، إلا أنه أقل بكثير من المساعدات التي تقدمها الحكومات لشركات النفط”.
وأوضحت المنظمة البيئية في بيان أن “متوسط أرباح قطاع النفط لمدة ثلاثة أشهر (7,3 مليار دولار) يمثل أكثر من 90 ضعفاً المبلغ المطلوب لإنقاذ السفينة وحماية الناس والبيئة في منطقة البحر الأحمر”.
يشار الى ان “صافر” التي صُنعت قبل 45 عاماً وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، لم تخضع لأي صيانة منذ 2015، ما أدى إلى تآكل هيكلها وتردّي حالتها.
ويشهد اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بسبب الحرب بين السلطات المعترف بها والمتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على ميناء الحديدة.
المصدر : وكالات