يشهد شهر مايو الحالي عدد من الظواهر الفلكية تبدأ من اليوم الجمعة حيث كشف الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية، عن أهم الظواهر الفلكية خلال شهر مايو الحالي، ومن أبرزها خسوف كلي للقمر ترى مصر مراحل منه يوم 16 مايو، و7 اقترانات للكواكب والنجوم، وشهب إتا الدلويات واكتمال” قمر الذرة”.
وقال تادرس، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم: إن ظهور الكواكب الأربعة: الزهرة والمشترى والمريخ وزحل، سيظل مرئيا كل يوم فجرا طوال شهر مايو، ويلاحظ تقارب كوكبي الزهرة والمشتري في السماء منذ 29 أبريل وحتى اليوم، ثم يتبادلان أماكنهما مع الابتعاد التدريجي عن بعضهما البعض .
وأضاف أن هلال القمر سيقترن مع كوكب عطارد،الجمعة، ويمكن رؤية هذا المشهد بعد غروب الشمس مباشرة، حيث نراهما متجاورين في السماء عند دخول الليل وحتى غروبهما في الساعة الثامنة و5 دقائق تقريبا.
وأشار إلى اقتران القمر مع النجم بولوكس (بيتا برج الجوزاء/ التوأم) اليوم الجمعة حيث نراهما متجاورين في السماء عند دخول الليل وحتى غروبهما في الساعة 11 و40 دقيقة مساء تقريبا.
وأوضح أن ذروة زخة شهب “إتا الدلويات” ستنير السماء يومي 6 و7 مايو الجاري، وتنتج هذه الشهب عندما تمر الأرض في جزيئات مخلفات مذنب “هالي” الشهير، وقد سُميت بزخة الدلويات لأن الشهب تظهر كما لو كانت آتية من برج الدلو قرب نجم إيتا (ألمع نجوم برج الدلو)، ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان آخر بالسماء.
وأضاف أن متوسط عدد الشهب المرئية يصل إلى 30 شهابا في الساعة، وسيغيب القمر في وقت مبكر مساء تلك الليلة تاركا السماء مظلمة تماما، ولذا فمن المتوقع رؤية عدد كبير من الشهب الخافتة، مؤكدا أن أفضل مشاهدة تكون من مكان مظلم تماما بعد منتصف الليل بعيدا عن أضواء المدينة بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب.
ولفت إلى اقتران القمر مع الحشد النجمي خلية النحل في برج السرطان، يوم 7 مايو، حيث نراهما متجاورين في السماء عند دخول الليل وحتى غروبهما بعد منتصف الليل بعدة دقائق، علما بأن رؤية هذا المشهد يحتاج إلى نظارة معظمة أو تلسكوب صغير، حيث أن الحشد النجمي خلية النحل لا يُرى بالعين المجردة.
وأكد اكتمال القمر (بدر شوال) يوم 16 مايو ويبلغ لمعانه 99.9%، موضحا أن القمر سيبدوا لنا بدرا في الفترة من 15 إلى 17 مايو، حيث لا تستطيع العين المجردة تمييز استدارة قرص القمر بالكامل.
وأوضح أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية بأسماء تدل على الربيع فيطلقون عليه (قمر الزهرة، وقمر الذرة)، حيث يكون حصاد الذرة في هذا الوقت من العام، وأحيانا أخرى يطلقون عليه (قمر الحليب)، لافتا إلى أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت في الشهر؛ لرصد التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وقال إنه في 16 مايو سيحدث خسوفا كليا للقمر، حيث يمر القمر عبر ظل الأرض، وخلال هذه المرحلة يصبح القمر أغمق تدريجيا ثم يتحول إلى اللون النحاسي الصدئ ثم إلى اللون الأحمر.
وأضاف أنه يمكن رؤية جزء ضئيل جدا من هذا الخسوف في مصر الساعة 4:45 صباحا، حيث يكون القمر في أقصى الغرب أثناء غروبه وقبل شروق الشمس مباشرة، ولكن الجزء الأكبر من هذا الخسوف سوف لانراه، حيث يكون القمر تحت الأفق حينذاك.
وتابع: “الخسوف سيكون مرئيًا في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وجرينلاند والمحيط الأطلسي وأجزاء من أوروبا الغربية وغرب إفريقيا”.
وأشار إلى ظاهرة اقتران القمر مع كوكب زحل يوم 22 مايو، حيث نراهما متجاورين في السماء في ذلك اليوم منذ شروقهما معا بعد منتصف الليل بنصف ساعة تقريبا إلى أن يختفيا في زخم الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ولفت إلى أنه في 25 مايو سيقترن القمر مع كوكبي المشترى والمريخ في ذلك اليوم منذ شروقهما في الثانية صباحا تقريبا إلى أن يختفي هذا المشهد في زخم الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس، وفي 27 مايو سيقترن القمر مع كوكب الزهرة، حيث نراهما متجاورين في السماء في ذلك اليوم منذ شروقهما معا في 3:05 صباحا إلى أن يختفيا في زخم الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأوضح أنه بدءا من يوم 27 وحتى 30 مايو يعتبر كوكبا المشترى والمريخ في حالة اقتران (متجاوران في السماء) منذ شروقهما في 1:50 صباحا في هذه الفترة إلى أن يختفيا في زخم الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس، ثم يتبادلان موقعهما في السماء مع الابتعاد التدريجي عن بعضهما البعض بدءا من 31 مايو.
ولفت إلى أنه في 30 مايو سيشرق القمر الجديد (محاق ذو القعدة) مع الشمس ويغرب معها في ذلك اليوم، حيث يكون وجه القمر المضيء ناحية الشمس ووجه المظلم أو ظله ناحية الأرض، لذلك لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل، مؤكدا أن هذا هو أفضل وقت لمراقبة الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة، وتعتبر هذه الليلة أفضل الليالي فلكيا.
المصدر: وكالات