أحيى العالم الاحتفال بعيد العمال في العديد من البلدان، مثل فرنسا وإيطاليا وروسيا وتركيا بتنظيم المسيرات والتظاهرات.
وشارك مواطنون وممثلو نقابات عمالية في مسيرات عيد العمال في مدن بشتى أنحاء أوروبا، حيث وجهوا رسائل احتجاج إلى حكوماتهم، لا سيما في فرنسا، حيث تم استخدام العطلة لتكريم العمال وكصرخة حاشدة ضد الرئيس إيمانويل ماكرون الذي أعيد انتخابه مؤخراً.
وشارك الآلاف في الاحتجاجات في فرنسا للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وزيادة الرواتب والضغط على الرئيس ماكرون للتخلي عن خطته لرفع سن التقاعد.
وقالت الشرطة إن التجمعات كانت سلمية في معظمها، لكنها تدخلت في باريس بعد أن حاول فوضويون من حركة “الكتلة السوداء” إقامة حاجز في شارع بالقرب من ميدان لا ريبوبليك. كما تعرض مطعم ووكالة عقارات في ساحة ليون بلوم للنهب، وتحطمت نوافذهما واشتعلت النيران في صناديق القمامة.
ونُظم نحو 250 مسيرة في باريس ومدن أخرى منها ليل ونانت وتولوز ومرسيليا. وفي العاصمة الفرنسية، انضمت شخصيات سياسية معظمها من اليسار ونشطاء المناخ إلى النقابيين.
وتهدف مسيرات عيد العمال في فرنسا هذا العالم إلى أن يرى ماكرون المعارضة التي قد يواجهها في فترة ولايته الثانية التي تبلغ خمس سنوات، وللتصدي لتيار الوسط قبل الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو المقبل.
وتتطلع أحزاب المعارضة الفرنسية، لا سيما من أقصى اليسار وأقصى اليمين، إلى كسر الأغلبية التي تحظى بها حكومة ماكرون.
وتم التخطيط للاحتجاجات في جميع أنحاء فرنسا مع التركيز على باريس حيث كان اتحاد “سي. جي. تي” النقابي المدعوم من الشيوعيين يقود المسيرة الرئيسية عبر شرق باريس، وانضمت إليه حفنة من النقابات الأخرى.
وتضغط هذه الأطراف على ماكرون من أجل سياسات تضع الناس في المقام الأول وتدين خطته لرفع سن التقاعد مم 62 إلى 65.
وتظاهرات اليوم تلقي الضوء على ما ينبغي أن يتوقعه ماكرون عندما يمضي قدماً في الإصلاحات الداعمة لقطاع الأعمال، بما في ذلك خطة رفع سن التقاعد.
وكانت تكاليف المعيشة الموضوع الرئيسي في حملة انتخابات الرئاسة الفرنسية، ومن المتوقع أن تكون على نفس القدر من الأهمية قبل الانتخابات التشريعية في يونيو التي يتعين أن يفوز بها حزب ماكرون وحلفاؤه كي يتمكنوا من تطبيق سياساته.
وفرضت حكومة ماكرون الحالية قيوداً على زيادات أسعار الكهرباء والغاز، وتعهد الرئيس باتخاذ المزيد من الخطوات منها زيادة المعاشات لحماية القوة الشرائية للمستهلكين في ظل زيادة كبيرة في الأسعار.
لكن التضخم بلغ مستوى مرتفع جديدا عند 5.4% في أبريل، في حين تعثر النمو في الربع الأول من العام، مما يمنح المعارضين واحتجاجات الشارع قوة دافعة.
وفي إيطاليا، انطلقت المظاهرة العمالية الوطنية بمشاركة منظمات “السيزل” (Cisl) و”السيجل” (Cgil) و”يول” (Uil) من مدينة “أسيزي”، تحت شعار “العمل لأجل السلام”.
ومن تقاليد الاحتفال بعيد العمال في إيطاليا، تنظيم حفل موسيقي تنظمه النقابات العمالية هذه المرة في بياتزا سان جيوفاني في روما. أما المواضيع التي يتم التطرق إليها في هذا الحدث، فتتعلق بالسلام والنمو في البلاد والأجور وجرايات التقاعد والأمن ومقاومة الخصاصة.
وسيكون هذا العيد مناسبة للمطالبة بوقف الحرب، ودعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتسهيل مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، ووقف إطلاق النار بينهما.
وفي تركيا، اعتقلت شرطة مكافحة الشغب أكثر من 160 متظاهرا، ممن حاولوا الوصول إلى ميدان تقسيم الرئيسي في إسطنبول وأنحاء أخرى من المدينة، للمشاركة في مظاهرة في يوم عيد العمال احتجاجا على الأزمة الاقتصادية، التي تسبب فيها التضخم المستعر، والذي تقدره نتائج استطلاعات بنحو 68%، مدفوعا بالصراع الروسي الأوكراني وزيادة أسعار السلع، وسط توقعات بأنه لن يتراجع بشكل طفيف سوى بنهاية العام.
وسمح مكتب حاكم إسطنبول بالاحتفال بعيد العمال في منطقة أخرى من المدينة، واعتبر أن أي تجمعات في مناطق غيرها غير مُصرح بها وغير قانونية.
وقال رئيس اتحاد نقابات العمال التركية أرجون أتالاي: “موضوعنا الأساسي لهذا العام يجب أن يكون تكلفة المعيشة”، وطالب بأن يتم تعديل الحد الأدنى للأجور شهريا بما يعكس ارتفاع الأسعار…مبينا أن ” التضخم يتم إعلانه في بداية كل شهر، وإنه يجب أن يضاف ذلك للرواتب كل شهر”.
أما في روسيا، فقد أنهى المؤيدون ل تدخل بلادهم العسكري في أوكرانيا الجولة عبر البلاد في العاصمة موسكو، حيث وضعوا الزهور عند النصب الذي يخلد ذكرى نصر روسيا على النازية في الحرب العالمية الثانية، في حديقة النصر في موسكو.
المصدر: وكالات