دخلت الحرب في أوكرانيا شهرها الثالث في خضم تصاعد الأحداث بين موسكو وكييف في أكبر هجوم من نوعه على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وفشل المفاوضات في التوصل لتهدئة مستدامة للصراع الذي تفاقمت تداعياته لتطال الجميع حول العالم بلا استثناء.
ولا يزال الجيش الروسي يسعى إلى تحقيق انتصارات عسكرية على الأراضي الأوكرانية، في الوقت الذي عدّل من خططه مؤخرًا وسحب قواته من مناطق الشمال، للتركيز على تحرير إقليم دونباس.
كان الجيش الروسي قد بدأ يوم 24 فبراير الماضي، عملية عسكرية خاصة استهدفت البنية التحتية العسكرية في جميع أنحاء أوكرانيا، بالإضافة إلى عدة مطارات ومنشآت رئيسية أخرى.
ووفقًا لبعض التقديرات الغربية، لا يبدو أن نهاية الحرب في أوكرانيا قريبة أو تلوح في الأفق، وربما تستمر لأشهر أو سنوات، متوافقة في ذلك فيما قاله الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بأنه لا يعرف متى ستنتهي الحرب.
وهذا ما ألمح إليه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بأنه من المحتمل ألا تنتهي هذه الحرب قبل نهاية عام 2023، أي بعد أكثر من عام ونصف العام من الآن.
من جانبها، ترى الخبيرة الأمريكية المختصة في الشؤون الاستراتيجية والقضايا الجيوسياسية، إيرينا تسوكرمان، أنه بعد شهرين، لم يعد النزاع أقرب إلى الحل مما كان عليه في البداية، ومع ذلك، فرغم استمرار كييف في تلقي أسلحة متطورة بشكل متزايد من الدول الغربية، فإنها لم تحصل بعد على الدعم الدفاعي الكافي الضروري للتغلب على روسيا، التي تعثرت قوتها الجوية.
وأوضحت تسوكرمان أن الاستراتيجية الحالية لروسيا تركز على مسألتين استراتيجيتين؛ الأولى السيطرة على مدينة ماريوبول وربطها بشبه جزيرة القرم من خلال جسر بري يتيح دعمًا لوجستيا سلسا.
كما تستهدف روسيا السيطرة على منطقة دونباس التي ستمنح روسيا سيطرة إقليمية متجاورة تسمح لها بالوصول إلى “مولدوفا” حيث تسيطر بالفعل على بعض الأراضي، ومن هناك تفتح الأبواب أمام رومانيا، بحسب الخبيرة الأميركية.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر قواته، بنهاية الأسبوع الماضي، بعدم اقتحام آخر معقل أوكراني متبق في مدينة ماريوبول المحاصرة وإغلاقها “بحيث لا تمر حتى ذبابة من خلالها”.
وبعد مرور 60 يوما على اندلاع القتال لم تسيطر القوات الروسية سوى على مدينتين كبيرتين هما ماريوبول وخيرسون.
وأوضحت “تسوكرمان” أنَّ روسيا تركز حاليًا على تدمير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية في الشرق، من أجل إضعاف معنويات السكان ودعم مزاعم النصر، ومع ذلك، لا يزال الضعف اللوجستي نفسه الذي ابتليت به روسيا في بداية الصراع قائمًا، كما أنها تواجه أيضًا تعثرًا محتملًا في 4 مايو، مما سيجعل من الصعب الحصول على دعم للمجهود الحربي.
وترى تقارير إعلامية أن روسيا تتجه نحو التخلف عن سداد ديونها الخارجية، لأول مرة منذ الثورة البلشفية قبل أكثر من قرن، نتيجة العقوبات التي جمدت نحو نصف احتياطياتها من العملات الأجنبية البالغة 640 مليار دولار، في حين ستكون فترة السماح على مدفوعات السندات بالعملات الأجنبية في 4 مايو المقبل.
وعلى صعيد الخسائر البشرية، تتفاوت الأرقام بين تلك التي أعلنتها الأمم المتحدة والسلطات الأوكرانية.
وقالت الأمم المتحدة في بيان لها يوم 20 أبريل، إن 2224 مدنيا أوكرانيا قتلوا في الهجوم الروسي، فضلا عن إصابة نحو 3 آلاف، لكن أوكرانيا تقول إن الرقم أكبر بكثير، فعلى سبيل المثال سقط نحو 20 ألف قتيل في معارك مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة.
المصدر : سكاى نيوز عربية