مع نهاية عرض أكثر من ثلثي حلقات مسلسلات رمضان، بات واضحا للجميع انتصار رهان البطولة الجماعية في الأعمال الدرامية المتنافسة خلافا للأعمال التي راهنت على بطل واحد حيث تراجعت في بورصة المشاهدات والتعليقات على نحو ملحوظ.
وربما تعلم صناع الدراما هذا الدرس من العام الماضي الذي كان بداية التأكيد على ضرورة البطولة الجماعية وقدرتها على جذب الجمهور، غير أن هذا العام جاء لتعميق تلك الحقيقة وتثبيتها في أذهان المشاهدين قبل صناع الدراما.
ولعل أكثر الأعمال التي راهنت على البطولة الجماعية على نحو كبير “الاختيار 3” الذي جمع أكثر من نجم من العيار الثقيل بينهم أحمد السقا، كريم عبدالعزيز، أحمد عز، ياسر جلال، وجميعهم حقق نجاحات كبيرة في البطولة المطلقة سواء بالسينما أو الدراما.
وجاء جمعهم في عمل درامي واحد ليحقق مكسبا دراميا كبيرا، وبالفعل حقق النتيجة المرجوة، حيث نجح في جذب أكبر شريحة من المتابعين بمصر والعالم العربي، وهو ما بدا جليا في التعليقات والأحاديث الجماهيرية بمنصات التواصل الاجتماعي.
ويتناول العمل فترة هامة في تاريخ مصر عندما احتشد المصريون لوضع نهاية لحكم جماعة الإخوان ومكتب الإرشاد، ويتضمن كذلك تسريبات لقيادات الجماعة الإرهابية وكيف كانت تتآمر على الشعب المصري.
كما راهن مسلسل “جزيرة غمام” على البطولة الجماعية، فحشد 6 نجوم أغلبهم سبق له أن خاض تجربة البطولة المطلقة في الدراما والسينما كذلك خذا طارق لطفي، ومي عز الدين، وكذلك الحال بالنسبة لفتحي عبدالوهاب، وفاء عامر، ورياض الخولي.
وجذب العمل بالفعل شريحة واسعة من الجمهور والمشاهدين، وتدور الأحداث خول خلدون والعايقة الغجرية حيث يستقران في جزيرة غمام، ويحاولان السيطرة على أهل الجزيرة ظنا منهما أنها تحوي كنزا وسرا كبيرا لا يعلمه أحد ويحاولان بسط نفوذهما لتنفيذ مخططهما، وفي المقابل يسعى بعض أهل القرية للتصدي لهما في أجواء من التشويق والإثارة.
الأمر نفسه يمكن تطبيقه على مسلسل “راجعين يا هوى” الذي جمع خالد النبوي، نور، هنا شيحة، إلى جانب وفاء عامر وأحمد بدير، معتمدا على رواية الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، فجمع بين النص والبطولة الجماعية وينجح في الرهان على كسب شريحة كبيرة من المشاهدين.
وتدور الأحداث حول بليغ الذي يقرر بعد تراكم ديون طائلة عليه في أوروبا، العودة إلى مصر بغية استعادة حقه في الميراث، ولكن سرعان ما تتحول مهمته إلى مسعى للإصلاح ما بين أبناء العمومة الذين يتصارعون في المحاكم.
من جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي إنه يتعين وضع نجاح البطولة الجماعية في سياق متكامل، فالنجاح هو نص يفرض أبطاله على الجمهور من أجل أن يحققوا الهدف المنشود من العمل، مثلا مسلسل “الأسطورة” كان عملا فرديا لكنه حقق نجاحا قويا، لذلك كما قلت النص الجيد هو المعيار الأول في النجاح.
وأضاف طارق الشناوي: البطولة الجماعية ليست بالضرورة الطريق للنجاح، هي أحد الطرق للنجاح ولكنها ليست الطريق الوحيد، هناك مثلا هذا العام مسلسل “المشوار” لمحمد رمضان هو عمل بطولة جماعية يشارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين لكنه في النهاية لم يستطع أن يجذب المشاهدين، وبالتالي لا توجد قاعدة، تقديم المخرج للعمل الجماعي وكيفية تقديمه للمشاهدين هو الأهم.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)