تتزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” مرة أخرى في الولايات المتحدة، في تطور للوضع الصحي سلطت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية الضوء عليه مع تأكيدات بأن هذه المرة تلاشت فيها دوافع فرض قيود جديدة على التحركات الاجتماعية أو إقرار تمويل للمساعدة في مكافحتها.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي اليوم الأحد، أن السياسيين داخل الولايات المتحدة يظهرون القليل من الرغبة في فرض المزيد من القيود على الرغم من تحذيرات السلطات الطبية بعدما ارتفع عدد الحالات اليومية الجديدة بنسبة 14% منذ بداية أبريل، وفقًا لأرقام جامعة “جونز هوبكنز” لتصل إلى نحو 32 ألف حالة يوميًا، مدفوعة بمتغير BA. 2، وهو سلالة فرعية من متحور “أوميكرون” تسبب في حدوث طفرات مفاجئة في أوروبا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأضاف التقرير” أنه على عكس الموجات السابقة من كوفيد، كانت استجابة السياسة الأمريكية صامتة حتى الآن، حيث ما يزال الكونجرس يتجادل بشأن تمرير أكثر من 10 مليارات دولار في الإنفاق الإضافي على الوباء أو حتى إعادة تفعيل أوامر ارتداء أقنعة الوجه مرة أخرى، بعد أن تم التخلي عنها إلى حد كبير”.
وقال الدكتور إزكيال إيمانويل، أستاذ الطب بجامعة بنسلفانيا ومستشار كوفيد السابق للرئيس الأمريكي جو بايدن:” نريد أن ينتهي هذا الشيئ، لكن الأمر لم ينته بعد، إذا لم نفعل أمور مثل إعادة تقديم أوامر ارتداء القناع فسيكون ذلك خطأ كبير”.
وحذر خبراء الصحة العامة منذ أسابيع من احتمال حدوث موجة أخرى من الإصابات في الولايات المتحدة، بعد أن أصبحت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي تعانى مؤخرًا من ثاني أكبر زيادة في الحالات المؤكدة منذ بدء الوباء، ومع ذلك، لم تؤد هذه التحذيرات إلى رد سياسي كبير، في حين أعاد المسؤولون في ولاية فيلادلفيا تفعيل تفويض القناع، ومددت الحكومة الفيدرالية تفويض ارتداء القناع داخل وسائل النقل العام لمدة أسبوعين آخرين، لكن معظم الولايات والمدن قاومت حتى الآن إعادة فرض القيود الخاصة بالعادات الصحية العامة والتي شوهدت سابقًا في فترة الوباء.
وقالت فاينانشيال تايمز” بدأت الحالات في الارتفاع، وتقترب مستويات الحالات الجديدة من ذروة ما قبل أوميكرون في العديد من الولايات في الشمال الشرقي، مثل فيرمونت وماساتشوستس، وكذلك مدن كبيرة بما في ذلك واشنطن العاصمة، وأصيب العديد من كبار السياسيين، بمن فيهم المدعي العام ميريك جارلاند مؤخرًا بعد حضور حفل عشاء سنوي في واشنطن، لكن يبدو أن الإصابات في أماكن أخرى ظلت منخفضة، ففي تكساس، على سبيل المثال، لم يتغير متوسط معدل الحالات الجديدة اليومية كثيرًا منذ بداية شهر مارس”.
ويعتقد بعض الخبراء، حسبما قالت الصحيفة البريطانية في ختام تقريرها، أن النطاق الحقيقي للزيادة يحجبه الانخفاض الهائل في كمية الاختبارات الطبية التي يتم إجراؤها، ففي ذروة موجة “أوميكرون” في يناير الماضي، كان هناك أكثر من مليوني اختبار يتم إجراؤها يوميًا في الولايات المتحدة، في حين انخفض الرقم حاليا حتى 540 ألف اختبار فقط، ويعتقد آخرون، أن المتغير BA. 2 أقل فاعلية من تلك التي ضربت أوروبا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى إصابة العديد من الأمريكيين بأوميكرون في الموجة السابقة ولأن الطقس الأفضل يتيح المزيد من التواصل الاجتماعي في الهواء الطلق.
المصدر : ا ش ا