قالت صحيفة التلجراف في مقال لها بعنوان “بدون موسكفا يكون الأسطول الروسي في البحر الأسود أكثر عرضة للصواريخ والطائرات المسيّرة”.
وتستهل الصحيفة مقالها بالإشارة إلى أن الأسطول يفتقر إلى وجود سفن مماثلة ذات كفاءة في مهام الدفاع الجوي، وبناء عليه سيواجه خطرا في حالة شن عمليات من هذا النوع.
وتقول الصحيفة إن غرق السفينة الحربية “موسكفا”، الأبرز ضمن أسطول البحر الأسود، يحمل أهمية رمزية وعملياتية، فهي السفينة الوحيدة في الأسطول المجهزة بأنظمة دفاعات جوية واسعة النطاق، وكانت قد وفرت غطاء جويا لسفن أخرى أثناء تنفيذ عمليات، تضمنت قصفا لأهداف ساحلية ومناورات برمائية.
وبناء عليه، وبحسب الصحيفة، سيواجه الأسطول خطورة كبيرة في حالة تنفيذ عمليات حربية مماثلة بعد غرق “موسكفا”، نظرا لافتقار الأسطول لسفن مجهزة بأنظمة دفاع جوي لها نفس القدرات في نفس الموقع.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من أن روسيا تمتلك سفنا مماثلة، من بينها سفينتان من طراز “سلافا كلاس كروزرس” في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، إلا أنها لا تستطيع استبدال “موسكفا” نظرا لأن تركيا أغلقت الوصول إلى المضايق أمام السفن الحربية المتحاربة خلال الصراع.
وتضيف الصحيفة إلى أن نظام صواريخ “نبتون” المضاد للسفن، الذي تدعي أوكرانيا أنها استهدفت السفينة به، أطلق صاروخ كروز “آر-360” المضاد للسفن، وهو قادر على ضرب أهداف في نطاقات تصل إلى 180 ميلا، ولديه القدرة على الطيران على ارتفاعات قريبة من سطح البحر ليتفادى الرادارات.
ويبدو أن الصاروخ قادر على استخدام نظام التوجيه “جي بي إس” بالتوازي مع التوجيه بالقصور الذاتي لتحسين مستوى الدقة، كما يحمل على متنه باحث رادار لاكتشاف هدفه في المراحل النهائية قبل الاصطدام.
وتقول الصحيفةإن التهديد الصاروخي للسفن إن كان قديما، إلا أن الجديد في الأمر هو زيادة عدد الجهات العاملة في إطلاقها ميدانيا.
وفي ظل التوسع في استخدام أدوات تهدف إلى تتبع أهداف في البحر، من بينها استخدام شبكات الأقمار الصناعية التجارية والاستعانة بقدرات عسكرية رخيصة نسبيا مثل الطائرات المسيّرة، يعني ذلك أن ضرب الأهداف البحرية أصبح في متناول الجميع، ولم يعد حكرا على القوى الكبرى فقط لتنفيذه.
وتضيف الصحيفة أنه من المؤكد أن السفينة “موسكفا” كانت تعاني من بعض نقاط الضعف التي قد لا توجد في السفن الغربية، إذ كانت تفتقر إلى بعض الإجراءات الإلكترونية المضادة مثل نظام “نولكا” الخداعي، الذي استخدمته سفن مثل”يو إس إس ماسون” لصد هجمات صواريخ كروز، كما لا تتوافق أنظمة القيادة والتحكم الخاصة بها مع المعايير الغربية وقد يكون طاقمها قد أثبت عدم تحليهم باليقظة والانضباط.
وتختتم الصحيفة مقاله مشيرا إلى أن معظم الأطقم البحرية، خلال الحملات العسكرية الطويلة، تكون معرضة، في مرحلة ما، لخطر تعرضها للهجوم عندما لا تكون في حالة تأهب، وفي ظل انتشار قدرات تستطيع استهداف السفن في البحر بصواريخ كروز، وتدميرها في الميناء بصواريخ باليستية، قد يصبح استعراض القوى العظمى لقوتها ونفوذها أمرا أكثر صعوبة حاليا.
المصدر: وكالات