عادت فنلندا للحديث مجددا عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، الأمر الذي دفع روسيا للتهديد بردّ حازم إن أقدمت على هذه الخطوة.
وقالت رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين إن على بلادها اتخاذ قرار بشأن عضوية “الناتو” خلال هذا الربيع بعد أن أجرت الحكومة والبرلمان تقييما دقيقا لإيجابيات وسلبيات الانضمام إلى الحلف.
وأضافت مارين أن “الانضمام وعدم الانضمام هما خياران لهما عواقب. نحن بحاجة إلى تقييم الآثار قصيرة المدى وطويلة الأجل. يجب أن نضع في اعتبارنا هدفنا، وهو ضمان أمن فنلندا والفنلنديين في جميع المواقف”.
ودفعت العملية العسكرية التي شنتها روسيا في أوكرانيا، إلى تغيير تاريخي في مواقف فنلندا بشأن الانضمام لحلف “الناتو”، والتي بدأت تناقش هذا الأمر منذ أسابيع.
وبقيت فنلندا محايدة خلال الحرب الباردة، في مقابل تأكيدات من موسكو بأن القوات السوفياتية لن تغزو أراضيها.
لكنها لا تزال واحدة من دول الاتحاد الأوروبي القلائل التي لم تُنه التجنيد الإجباري، أو تخفض الإنفاق العسكري بدرجة كبيرة، رغم انتهاء الحرب الباردة.
وانضمت فنلندا التي يبلغ عدد سكانها 5.5 ملايين نسمة إلى الاتحاد الأوروبي، وهي تقيم شراكة وثيقة مع “الناتو” لا سيما في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية والموارد.
وحول جدية فنلندا في طرح فكرة الانضمام للناتو، قال مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، إن فنلندا ستنضم إلى الناتو “عاجلا وليس آجلا”.
وقال ألبيركي في حديث لسكاي نيوز عربية ، إن انضمام فنلندا للحلف الأطلسي قد يحدث في قمة الناتو القادمة بمدريد، والتي من المقرر أن تنعقد يومي 29 و30 في يونيو المقبل.
وأوضح ألبيركي أن انضمام فنلندا إلى “الناتو” من شأنه أن يقلل بشكل كبير من احتمالية نشوب حرب في أوروبا، حيث لن يكون لدى روسيا أي طريقة قابلة للتطبيق لمهاجمة الغرب.
وشدد المسؤول السابق في حلف “الناتو”، على أن فنلندا تمتلك حدودا طويلة مع روسيا، وجيشا كبيرا وقويا للغاية، مما يُعقّد بشكل كبير أي تخطيط روسي لحرب واسعة في أوروبا.
وبيّن ألبيركي أنه “إذا كان هناك من يعتقد أن أداء روسيا سيء في أوكرانيا، فسوف يكون أداؤها أسوأ بمئة مرة في فنلندا”.
وتشترك فنلندا مع روسيا في حدود يبلغ طولها أكثر من 1330 كيلومترا، هي الأطول لدولة في الاتحاد الأوروبي مع موسكو.
وأظهر استطلاع رأي أن 62 في المئة من الفنلنديين، يؤيدون الانضمام إلى “الناتو”، بعدما كانت النسبة عند 53 في المئة مع بداية الحرب بأوكرانيا.
ولهذا يرى الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو أن انضمام بلاده للناتو لم يعد بحاجة إلى استفتاء أو استطلاع رأي رسمي، حيث قال في مقابلة مع إذاعة “واي إل إي”، إنه “من الواضح بالفعل أن أغلبية المواطنين تؤيد انضمام البلاد للحلف الدفاعي، فحتى نهاية العام الماضي، كان لديه رأي مختلف بشأن المسألة، لكنه تغير في هذه الفترة”.
وكانت موسكو قد اعتبرت أن انضمام فنلندا إلى “الناتو” سيؤدي إلى عواقب عسكرية وسياسية خطرة.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء عن سيرجي بيلياييف، مدير القسم الأوروبي الثاني في وزارة الخارجية الروسية، قوله: “سيكون لانضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، عواقب عسكرية وسياسية خطيرة، تتطلب مراجعة النطاق الكامل للعلاقات مع هاتين الدولتين واتخاذ إجراءات انتقامية”.