طرح الكاتب الصحفي بول ولدمان في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية سؤالاً عن مدى جدوى زيادة الإنفاق العسكري الأمريكي على ضوء العملية العسكرية الروسية الحالية في أوكرانيا وما تمثله من تحديات لأمن أمريكا والمواطن الأمريكي.
وأشار ولدمان – في مقاله – إلى أن الرئيس جو بايدن اقترح زيادة الإنفاق العسكري ليصل إلي 782 مليار دولار في ميزانية العام المالي 2022 على أن تزيد لتصل إلى 813 مليار دولار في عام 2023، مضيفا أن هذا الاقتراح يأتي في وقت تتزايد فيه وتيرة التصعيد العسكري الروسي في أوكرانيا، بينما يواجه الرئيس فترة انتخابات التجديد النصفي وما يصاحبها من تحديات، موضحاً أن السؤال الذي يجب أن يفرض نفسه حالياً هو هل الحرب في أوكرانيا تعتبر مبرراً كافياً لزيادة الإنفاق العسكري في الميزانية الجديدة.
أما فيما يخص الناخب الأمريكي ورأيه في مسألة زيادة الإنفاق العسكري، قال ولدمان إن الشعب الأمريكي ينقسم إلي ثلاثة فرق فمنهم من يرى أن هذا الحجم من الإنفاق غير ضروري وغير مطلوب، بينما يرى آخرون أنه غير كاف ويجب زيادته، بينما يرى فريق ثالث أنه مناسب في ظل المخاطر التي تتعرض لها الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفق ما يقرب من 40% من حجم الإنفاق العسكري الذي تنفقه دول العالم مجتمعة، موضحاً أن الإنفاق العسكري لدولة مثل الصين علي سبيل المثال يمثل ثُلث الميزانية العسكرية الأمريكية، بينما تمثل ميزانية الإنفاق العسكري في روسيا حوالي 8% فقط مقارنة بميزانية الإنفاق العسكري الأمريكي.
وتساءل الكاتب إذا كانت ميزانية الإنفاق العسكري الروسي لا تمثل سوى 8% من الإنفاق العسكري الأمريكي فكيف تشكل أحلام بوتين التوسعية أي مخاطر على دولة مثل أمريكا تبلغ ميزانيتها العسكرية ما يقرب من 900 مليار دولار سنوياً؟.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يرى البعض أن هذا الحجم من الإنفاق العسكري هو الثمن الطبيعي الذي تدفعه أمريكا حتى تكون دولة عظمى لها تأثير على الساحة الدولية، والذي قد يقتضي شن عملية عسكرية ضد دولة أو أكثر وهو ما يوضح – كما يقول الكاتب – أن أقل القليل من حجم هذه الميزانية يخصص للدفاع عن الولايات المتحدة الأمريكية ضد أي هجوم أو اعتداء، وأن الجانب الأكبر مما تبذله أمريكا من وقت وجهد ومال يتم إنفاقه لتأكيد الهيمنة الأمريكية في جميع أرجاء العالم.
وقال إنه ليس هناك داخل الولايات المتحدة الأمريكية من يسأل من أين سيتم تدبير الموارد اللازمة لهذا الحجم من الإنفاق العسكري؟، كما أنه ليس هناك من يساوره القلق أن هذا الحجم من الإنفاق سوف يؤدى إلى مزيد من العجز في الموازنة.
واختتم الكاتب مقاله معرباً عن أسفه أن هذا الحجم الرهيب من الأموال التي تخصص للإنفاق العسكري تعني ببساطة سرقة أحلام أطفال أمريكا والأجيال القادمة من أي أمل في مستقبل أفضل، معرباً عن اعتقاده أنه بالإمكان توفير جانب كبير من هذه المخصصات من خلال تحرى الدقة في كيفية إنفاق هذه المخصصات دون أن نعرض الأمن الأمريكي للخطر.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)