قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مصادر حكومية إن الولايات المتحدة تعتزم أن تحول إلى أوكرانيا جانباً من “خبيئة” عتاد سوفييتي تحتفظ بها في مخابئها العسكرية لأغراض بحثية وتطويرية، مشيرة إلى أن الدفعة المراد تسليمها تتضمن منظومة دفاع جوي سوفييتية الصنع تعود إلى حقبة ثمانينيات القرن الماضي، وتستهدف تعزيز قدرات كييف في صراعها الدائر مع جارتها روسيا.
وكشفت الصحيفة أن عمليات الشحن قد بدأت فعلياً لعدد من منظومات الدفاع الجوي السوفييتية إلى أوكرانيا سحباً من مخزون مخابئ ومستودعات أسلحة “ريدستون أرسنال” التابعة للجيش الأمريكي في ولاية ألاباما.
وبينت أن الولايات المتحدة بعد نهاية الحرب الباردة في 1989، وبالتحديد في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي بعد عامين، استحوذت على العتاد السوفييتي من أجل تطوير نوعيات أسلحة مضادة قادرة على دحرها.
وجاء ذلك عندما كان معظم خصوم أمريكا الرئيسيين يعتمدون في تسليحهم على أسلحة وعتاد من صنع الاتحاد السوفييتي أو تعتمد على تصميماته، وبالأخص بالنسبة لكوريا الشمالية والعراق وإيران وسوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أن منصة إطلاق صواريخ 9K33 OSA للدفاع الجوي قصيرة المدى هي المنظومة الوحيدة التي أكدت المصادر تحويلها إلى أوكرانيا، مشيرة إلى أنه بينما تستحوذ الولايات المتحدة على منظومة دفاع جوي أكثر تطوراً من طراز S-300 المنتجة في ثمانينيات القرن الماضي، فإنها لن تدخل ضمن حزمة الأسلحة السوفييتية المزمع نقلها من مخابئ الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا.
تأتي عملية نقل الأسلحة المعلن عنها بعد أن أتم فريق تابع للبنتاجون مهمة له في ديسمبر 2021 لتقييم احتياجات الدفاع الجوي الأوكراني. وخلص التقييم إلى أن الجيوش الغربية، التي تعتمد بكثافة على الطائرات الحربية بأكثر من منظومات الدفاع الأرضية المضادة للطائرات، بمقدورها تلبية القليل من تلك الاحتياجات، هذا بخلاف مضادات الطائرات المحمولة على الكتف التي تطلق صواريخ قصيرة المدى كصواريخ “ستينجر” وما يضاهيها في الترسانة الغربية.
تشكل المضادات الجوية المحمولة كتفاً تهديداً للقوات الروسية ولاسيما أنه بالإمكان إخفائها لدى دمجها مع تشكيلات المشاة، فضلاً عن عدم بثها أي ذبذبات رادارية نظراً لاعتماد تشغيلها على التوجيه بالأشعة تحت الحمراء، وهو ما يجعلها قادرة على تجنب التعرض للأسلحة المضادة للذبذبات التي تستخدم لإخماد نيران منظومات الدفاع الجوي.
وتقول الصحيفة إن تزويد أوكرانيا بمنظومة “9 كيه 33 أوسا” للدفاع الجوي، التي يعود تصنيعها إلى ثمانينيات القرن الماضي، تعد مسألة رمزية، فضلاً عن تخلص الجيش الأمريكي من عتاد يرجح أنه لم يعد فيه نفع لديه، مشيرة إلى أن واشنطن دعمت جهود دول أوروبية من أجل نقل أسلحة سوفييتية الصنع إلى أوكرانيا تتضمن منظومات الدفاع الجوي من (طراز S-300)، ومقاتلات حربية (MiG-29، كما أن التقارير تحدثت عن تشجيع الولايات المتحدة لتركيا على دراسة تزويد أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي روسية متطورة من طراز S-400.
المصدر : أ ش أ