أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام قبل مغادرته بيروت متوجها إلى نيويورك أن مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة تأتي في ظروف صعبة وهو يهدف لنقل مشكلات وهموم لبنان إلى قادة ومسئولي الدول.
وقال سلام في تصريح صحفي إن الزيارة هي مناسبة للتواصل مع قادة ومسئولي الدول والسعي لعرض أوضاعنا الصعبة التي يمر بها لبنان, وجلب كل الدعم وكل المؤازرة للبنان وللبنانيين، مشيرا إلى أن الهم الأبرز ما يتعلق بموضوع العسكريين الابطال المحتجزين في ايدي الإرهاب والإرهابيين.
وأضاف “قلت منذ يومين أن خياراتنا كلها مفتوحة وبالتالي التفاوض هو احد هذه الخيارات قائم، ولكن الأكيد أن التفاوض تعطل وتعرقل في ظل القتل واستهداف العسكريين الذي تم، فليس سهلا أن يفاوض الانسان وآلة التهديد والقتل والابتزاز قائمة، من هنا نحرص على تمتين وتعزيز هذا التفاوض انطلاقا من التعهد بعدم القتل وما زلنا نسعى لهذا الامر داخليا وخارجيا”.
وأوضح “الأمر معقد وليس سهلا وهذا ما أعلنته منذ البداية, ولا أحد يملك عصا سحرية، ولا نملك معجزات مررنا فيه سابقا كذلك مرت دول أخرى وتوصلنا الى حلول ونأمل لأن يأخذ هذا الوضع مستلزماته وخلال وجودي في الامم المتحدة ولقائي مع قادة الدول سأسعى مع الذين لهم تجارب معنا ولهم يد في هذا الامر تحريك هذا الموضوع بشكل ايجابي.
وقال يجب أن نكون جميعا موحدين ومتكاتفين، ولا يجوز أن نترك الارهاب يستضعفنا أو يفككنا، أنا اتفهم غضب اهالي العسكريين وصوتهم العالي وصراخهم ووقوفهم على الارض ونحن معهم ولن نتركهم.
وأضاف”كما أن همنا الكبير هو مواجهة الإرهاب على مستوى ما يقوم به الجيش اللبناني والقوى الأمنية من مسئوليات كبيرة وتاريخية في الذود عن الوطن وفي الدفاع عنه، ويجب علينا جميعا الالتفاف حول جيشنا وقوانا الأمنية لتستطيع القيام بمهامها، ونحن لا نستطيع أن نتخلى للحظة عن دعمنا لهذا الدور، دور الدفاع عن الوطن بكل الوسائل المتاحة”.
وقال” إن الدولة التركية نجحت في تحرير رهائنها، ونحن الآن نتواصل مع أنقره لنرى كيف يمكن أن تساعدنا لأنها في المرة الماضية عندما طلبنا منها المساعدة كانت في وضع غير مناسب لأنه كان لديها قضيتها.
وتابع قائلا أما اليوم وبعد ان حررت الرهائن الاتراك فنستطيع التواصل معها ومع قطر.. مضيفا الامور ليست سهلة وهي معقدة وصعبة والظروف ليست عادية وليست مع جهات عادية وليس خطفا عاديا هذا الخطف هو وسط وضع ملتهب ومؤجج في كل المنطقة وليس فقط في لبنان وهو يأخذ ابعادا تحمل تغيير في الديموغرافية وبعض الدول والشعوب، وعلينا القيام بكل ما نستطيع فعله, لكن لا احد يستطيع الحصول على ضمانات وما علينا الا ان نسعى”.
وقال”سأنقل أيضا إلى الأمم المتحدة, هم الشعب اللبناني الذي يستضيف الشعب السوري الشقيق في حجم غير مسبوق في دولة في العالم, والذي ننوء تحت أوزاره جميعا حياتيا ومعيشيا واقتصاديا وهذا الأمر يلزمه دعم ومؤازرة والتفاف من كل دول العالم لمساعدة لبنان على مواجهته.
وعما إذا كان يحمل معه اي مقترحات بالنسبة للنازحين السوريين، قال إن مجلس الوزراء اللبناني قرر ضرورة الحد من النزوح الى لبنان ومساعدة السوريين الذين يرغبون بالعودة الى سوريا واعادة النظر بكل وضع النازحين في لبنان والسعي الى ترتيب هذه الاوضاع بالطرق المتوفرة، وهذا الامر يتطلب جهدا كبيرا ولكن يتطلب ايضا دعما دوليا كبيرا لنتمكن من مواجهته، وحتى اليوم للاسف الدعم الدولي الى لبنان في موضوع النازحين لم يأخذ الحجم المطلوب وما زال خجولا ومترددا، وهذا ما سنسعى الى عرضه في نيويورك والمطالبة بتفعيل وتنشيط ودعم لبنان بشكل افضل واشمل واكثر امكانية”.
وكرر دعوته إلى جميع القوى السياسية أن تدرك المخاطر التي تواجه البلاد وأن تتنازل عن الكثير مما تسعى له من مكاسب أو مواقع من هنا أو هناك في سبيل توحيد الصفوفا امام مواجهة الإرهاب والإرهابيين.
وقال هكذا تمكنا دائما في الحكومة من اتخاذ المواقف القوية والواحدة والتي عبرنا عنها خلال جلسات مجلس الوزراء, ولكن هذا الأمر إلى جانب دور الحكومة بحاجة كل القوى السياسية أن تتضافر.
وكان سلام اجتمع مع كل من نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، ثم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ومع وزير الصحة وائل ابو فاعور وجرى عرض لاخر المستجدات والتطورات.
المصدر: أ ش أ