تستمر التجارب السريرية على علاج ربما يفتح آفاقا كبيرة في مجال مكافحة السرطان، إذ يعتمد على فيروس الحصبة، متبعا تقنية قد تساعد في التخفيف من انتشار الأورام في جسم الإنسان.
ونجح العلاج بالفعل في تحسين حالة ستايسي إرولتز، التي عانت لسنوات من مرض المايلوما المتعددة، وهو نوع من أنواع سرطان الدم، إذ أظهرت تحسنا واضحا بعد التجارب السريرية الثانية التي طبقت عليها، حقنت خلالها بفيروس الحصبة المعدل.
ودرس العلماء طوال سنوات إمكانية استخدام الفيروسات في علاج السرطان، وبعد سلسلة من التجارب الناجحة على الحيوان، تم حقن مريضتين بالسرطان بالفيروس لرؤية ما إذا كان العلاج الفيروسي ملائما في بعض الحالات، وكانت ستايسي إحدى هاتين الحالتين.
وتقوم آلية العلاج على مهاجمة الفيروس المعدل للخلايا السرطانية عندما يهاجم الفيروس “الطبيعي” بمهاجمة الخلايا السليمة في الجسم، شرط ألا يكون جهاز المناعة لدى المريض قد طور ضد هذا الفيروس المعدل، وإلا فإنه سيدمره قبل أن يتمكن من قتل الخلايا السرطانية.
وقال أستاذ الطب الجزيئي في مايو كلينيك بأميركا، ستيفن راسل: “هذا شكل معين من أشكال السرطان وهو يرتبط مع فقدان بعض العناصر المقاومة للعدوى الفيروسية، المرضى الذين يعانون من المايلوما المتعددة الذين تم حقنهم بالحصبة المعدلة تحفزت لديهم ردود الفعل المضادة للسرطان ككل”.
في تجربتهم في مختبرات مايو كلينيك، طور الباحثون فيروس حصبة يستهدف الخلايا المغطاة ببروتين اسمه “سي دي 46″، وهو نفس البروتين الذي يظهر بشكل كثيف على سطح خلايا الورم النقوي المتعدد، أحد أشكال سرطان الدم.
وبالفعل أظهرت ستايسي تحسنا ملحوظا بعد أن خفت السرطان في جسمها وفي منطقة الجبهة حيث قل حجم الورم كثيرا خلال ست وثلاثين ساعة من الحقن.
المصدر: وكالات