بدأ جولتنا على الصحف البريطانية من الفايننشال تايمز التي نشرت مقالا افتتاحيا بعنوان “على إيران اغتنام فرصة إحياء الاتفاق النووي”.
وتقول الصحيفة إن إطلاق سراح نازنين زغاري-راتكليف وأنوشيه عاشوري، الذي كان محتجزا بتهم التجسس في إيران لسنوات، “موضع ترحيب كبير… وهو ما يثير احتمال أن الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني… قد تكون على وشك العودة إلى المسار الصحيح”.
وتضيف أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أشار هذا الأسبوع إلى أن بلده “لن تعرقل المحادثات التي يتوسط فيها الاتحاد الأوروبي في فيينا من خلال التمسك بمطالب غير واقعية للولايات المتحدة، كما كان يخشى المسؤولون الغربيون”.
وتقول إنه “إذا كانت موسكو قد عكست قرارها بالفعل، فقد تمت إزالة تعقيد خطير، على الرغم من أنه لا يمكن بالضرورة الوثوق بكلمات لافروف”.
وتذكر الصحيفة أن الإفراج عن زغاري-راتكليف جاء بعد أن سددت بريطانيا دينا بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني
وقالت طهران ولندن مرارا إن مصير زغاري-راتكليف لا علاقة له بالمحادثات النووية. “لكن قرار بريطانيا تحويل المبلغ في الوقت الذي وصلت فيه المحادثات إلى نقطة حرجة يبدو أكثر من مجرد مصادفة”.
وترى الفايننشال تايمز أنه “يجب الآن بذل كل الجهود للاستئناف السريع للمحادثات غير المباشرة التي تتم بوساطة الاتحاد الأوروبي بين طهران وإدارة بايدن”.
وتقول إنه: “إذا نجحت هذه الجهود، يمكن للولايات المتحدة أن تعود بعد ذلك إلى الاتفاق الذي تخلى عنه دونالد ترامب بتهور في عام 2018. وستعكس إيران نشاطها النووي إلى الحدود المتفق عليها مقابل إزالة العديد من العقوبات الأمريكية”.
وتضيف أنه “بصفتهما طرفين في الاتفاقية، لعبت كل من روسيا وبريطانيا أدوارا مهمة في المحادثات إلى جانب الموقعين الآخرين، فرنسا وألمانيا والصين. النهاية الناجحة هي في مصلحة جميع الأطراف. يمكن تفادي أزمة نووية وانفجار توترات في الشرق الأوسط”.
وتشير الصحيفة إلى أن “واشنطن وطهران تقولان إنهما على استعداد للتوقيع على اتفاق. تريد إيران من البيت الأبيض أن يقدم ضمانات بألا يقوم أي رئيس أمريكي في المستقبل بالتخلي عن الاتفاق من جانب واحد. يكاد يكون من المستحيل على الولايات المتحدة توفيره. وهناك أيضا خلافات حول نطاق تخفيف العقوبات”.
وتختم “يجب على كلا الجانبين إظهار الشجاعة لحل النقاط المعلّقة. آخر شيء يحتاجه العالم هو اندلاع أزمة أخرى. لكن الخطر يكمن في أن أحد الطرفين يخطئ التقدير من خلال المراهنة على أن الآخر لديه حاجة أكبر لصفقة. بالنسبة لقادة إيران، هناك فرصة لإثبات استعدادهم للتصرف بمسؤولية. إنها لحظة يجب أن يستوعبوها”.