هل ترغب بأن تحصل على صورة عائلية؟ سيشترط عليك المصور الياباني هاروهيكو كاواجوتشي أمرًا واحدًا فقط، وهو أن يلف منزلك بورق البلاستيك كاملًا، ثم يحبسك في كيس محكم الإغلاق.
ويبقى أمام المصور، وهو مقيم في طوكيو، ثوانٍ معدودة لرصد اللقطات التي يحتاجها قبل تحرير الأشخاص.
وتشكل الصور المدهشة، التي يصفها كاواجوتشي بأنها عبارة عن “صور تذكارية للعائلة”، جزءًا من سلسلته المستمرة “Flesh Love”، وهي مهمة تستغرق حوالي عقدين من الزمن، لاستكشاف العلاقة الحميمة بين البشر عن طريق تغليفهم بورق البلاستيك.
وقال كاواجوتشي عبر مكالمة فيديو من أوكيناوا باليابان: “عندما بدأت بهذه السلسلة، طلبت من بعض أصدقائي المقربين حساب المدة التي يمكنهم حبس أنفاسهم فيها، وكانت قد وصلت إلى حوالي 15 ثانية.. لذلك، قرّرت تعيين “قاعدة الـ10 ثوانٍ، حيث أقوم بفتح ورق البلاستيك بعد 10 ثوانٍ، بغض النظر عما إذا كنت قد التقطت الصورة أم لا”.
وانتشرت سلسلة المصور على نطاق واسع منذ ذلك الحين.
ويقوم المصور بتغليف الأزواج أو العائلات والأماكن الأكثر أهمية بالنسبة لهم، عادة ما تكون منازلهم وسياراتهم أو دراجاتهم النارية، في أوراق بلاستيكية مصنوعة حسب الطلب.
وقد يستغرق إنشاء الأغلفة المخصصة وإعداد صورة واحدة مدة أسبوعين، بينما تتطلب جلسة التصوير النهائية مساعدة حوالي سبعة أشخاص.
ويكون المساعد جاهزًا دائمًا لفتح الأكياس، أو نزعها في حالة الطوارئ. كما يحتفظ كاواجوتشي بخزان أكسجين محمول، إضافة إلى رذاذ يحافظ على برودة الأشخاص أثناء التقاط الصور في فصل الصيف الحار.
واعترف كاواجوتشي أن بعض الأشخاص “يشعرون برهاب الأماكن المغلقة” عند النظر إلى صوره. ويدرك بدوره تمامًا شعور الاختناق عند التواجد داخل أحد الأكياس محكمة الإغلاق، لأنه جربها بنفسه.
وقال: “عندما كنت داخل الكيس، شعرت أن الآخرين يسيطرون تمامًا على حياتي وموتي.. يمكنني في الواقع أن أشعر كيف يعهد الأشخاص بحياتهم لي”.
وتعود السلسلة إلى الوقت الذي كان فيه كاواجوتشي مصورًا تجاريًا في العشرينيات من عمره.
ومع القليل من وقت الفراغ لإنتاج أعماله الخاصة، كان يأخذ كاميرته إلى الحفلات والنوادي الليلية، حيث يصور الأزواج الشباب في غالبية الأحيان.
وأوضح المصور الفوتوغرافي: “أطلب من الأشخاص التدرّب على وضعياتهم مرارًا وتكرارًا، ثم القيام بالوضعية ذاتها داخل الكيس”.
ويبقى الهدف الرئيسي هو “تحويل شخصين يحب بعضهما البعض إلى كائن واحد مرة أخرى”.
وقال كاواجوتشي: “ما زلت لا أعرف بالضبط ما هو الحب، لكن أعتقد أن الأمر لا يتعلق بالمسافة فحسب.. فمن المدهش أن أشعر أحيانًا أن الأشخاص لا يبدون حميمين جدًا، حتى لو كانت أجسادهم قريبة تمامًا من بعضهم البعض.. والعكس صحيح أيضًا”.
وبعد تغليفه منازل بأكملها، يأمل كاواجوتشي في تطوير أعماله الفوتوغرافية، واستكشاف “أساليب فنية جديدة”.
المصدر: وكالات