قالت صحيفة “الشرق الأوسط” إن أوروبا تواصل مساعيها لنزع فتيل الأزمة بين أوكرانيا وروسيا من خلال الطرق الدبلوماسية،لأن القارة الأوروبية ستكون أول من يكتوي بنار هذا الصراع.
وقالت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي يبدو الأكثر انغماساً في البحث عن سبيل لخفض التصعيد على الحدود الروسية – الأوكرانية وبين روسيا والغرب كما يبدو الأكثر تمسكاً بلعب دور «الوسيط» إن بصفته رئيساً لفرنسا أو رئيساً لستة أشهر للاتحاد الأوروبي. ورغم أن إيمانويل ماكرون لم يستحصل على «تكليف» غربي رسمي للقيام بهذه المهمة الشاقة، فإنه احتاط سلفاً للاتهامات التي يمكن أن توجه إليه من خلال إجراء مشاورات مكثفة تركزت بالدرجة الأولى على الرئيسين الأمريكي والأوكراني وتوسعت لتشمل المستشار الألماني ورؤساء دول البلطيق الثلاثة ورئيس الوزراء البريطاني ورئيس المجلس الأوروبي وأمين عام الحلف الأطلسي وقادة آخرين من شرق ووسط أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن كل هذه العناصر ليست كافية لتمكين الرئيس الفرنسي من النجاح في مهمة تبدو في غاية الصعوبة وذات نتائج متعددة الأبعاد بما فيها على الصعيد الداخلي حيث يقترب موعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى جولتها الأولى في 10 أبريل القادم.
ويقول سفير فرنسي سابق تحدثت إليه الشرق الأوسط إن ما يقوم به ماكرون “رهان صعب إلا أنه يندرج في سياق طبع ماكرون الذي خبرناه في سنوات رئاسته”. ويضيف أن ماكرون خاض رهانين لم يحالفه فيهما النجاح: الأول، عندما وضع كامل ثقله للجمع أو على الأقل للتواصل بين الرئيسين الأمريكي والإيراني بخصوص الملف النووي وكان يرأس وقتها “في عام 2019” مجموعة السبع ولم تفض وساطته إلى أي نتيجة.
وأثني مصدر دبلوماسي آخر على مبادرة ماكرون الشجاعة ويرى أن مسؤوليته المزدوجة توفر له قاعدة وشرعية التحرك متسائلاً: من هي الشخصية الأوروبية التي لديها الخبرة والوزن الكافي والقدرة على التواصل مع بوتين للقيام بما يقوم به ماكرون؟ وجوابه أن المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، كان بمستطاعها تحمل هذا العبء بينما خليفتها أولاف شولتز لم يتمكن حتى اليوم، من فرض نفسه على المسرح السياسي الأوروبي والعالمي وأن خبرته في الشؤون الدولية، حتى اليوم، ما زالت محدودة.
أسابيع حاسمة
المصدر: وكالات