تناولت صحيف صادرة اليوم الأحد، عددا من أهم القضايا والملفات الطارئة علي الساحة الدولية، وجاء في مقدمتها المشهد في كازاخستان وسط تقارير تتحدث عن ”مستقبل قاتم“ ينتظر البلاد مع تفاقم الأزمة هناك.
تناولت صحيفة “الجارديان” البريطانية، الصادرة صباح اليوم الأحد، أنه مع استعادة النظام في كازاخستان، أصبح مستقبل البلاد أكثر قتامة من أي وقت مضى، حيث كشفت الأحداث المأساوية التي وقعت الأسبوع الماضي، والتي راح ضحيتها العشرات، عن توترات سياسية خفية.
وذكرت الصحيفة أنه بالنسبة للعديد من الكازاخيين، تظل القصة الكاملة وراء الاضطرابات التي حدثت الأسبوع الماضي غامضة مثل الضباب الذي غلف مدينة ألماتي أكبر مدينة في البلاد ومركز العنف في نفس الوقت.
وأضافت أن الشعب لم يكن قادراً على الوصول إلى معلومات دقيقة، حيث أدى انقطاع الإنترنت إلى تجميد كل إمكانية الوصول إلى العالم الخارجي تقريبًا خلال أيام قليلة مأساوية من العنف، حيث اجتازت المركبات العسكرية الشوارع، وأحرقت المباني الحكومية، وحمل التلفزيون الحكومي تهديدات متتالية بأن ”قطاع الطرق والإرهابيين“ سيتم القضاء عليهم بدون رحمة، في إشارة إلى المتظاهرين.
وتابعت الصحيفة أنه يبدو أن كازاخستان نجحت في إدارة الانتقال الصعب للخروج من وطأة رئيسها السابق طويل الأمد، نور سلطان نزارباييف، الذي قاد البلاد من الاستقلال في عام 1991 حتى عام 2019، والانتقال إلى خليفته المختار، قاسم جومارت توكاييف.
وأردفت “الجارديان” في تحليل لها: ”تحولت الاحتجاجات السلمية إلى اشتباكات عنيفة، وأعلن توكاييف أنه أمر قوات الأمن بإطلاق النار للقتل، دون سابق إنذار، وأن قوات التحالف العسكري الذي تقوده روسيا (منظمة الأمن الجماعي) موجودة على الأرض بعد أن دعا توكاييف إليها“.
واستطردت: ”كان هناك شك طوال الأسبوع في أنه قد يكون هناك ما هو أكثر من انتفاضة شعبية مباشرة، وقد تعزز ذلك من خلال الإعلان أمس عن اعتقال كريم ماسيموف، رئيس الأمن الوطني السابق القوي ورئيس الوزراء، بشبهة الخيانة العظمي“.
ووفقاً للصحيفة، أفاد العديد من المتظاهرين أن المظاهرة اختطفت يومي الأربعاء والخميس الماضيين من قبل ”مجموعات عنيفة“، يبدو أن بعضها منظم جيدًا، والتي هاجمت المباني الحكومية واستولت على المطار لفترة وجيزة. وتحدث توكاييف بشكل غامض عن المهاجمين ”المدربين في الخارج“، لكنه لم يقدم تفاصيل ولم يحدد من يفترض أنهم يعملون لصالحهم.
وأشارت ”الجارديان“ إلي أنه لا تزال هناك العديد من الأسئلة حول دور نزارباييف في المشاجرات الظاهرة خلف الكواليس هذا الأسبوع، حيث كان توكاييف قد أعلن الأربعاء أنه أقال نزارباييف من رئاسة مجلس الأمن، دون أن يوضح ما إذا كان ذلك بموافقة الرئيس السابق أو بدونه، قائلة: ”كانت هناك شائعات مستمرة طوال الأسبوع بأن نزارباييف وعائلته قد فروا من البلاد“.
ووصفت ”الصحيفة البريطانية غياب نزارباييف بأنه ”مفاجئ“ بالنسبة لسياسي جسد كازاخستان على مدى العقود الثلاثة الماضية.
المصدر: وكالات