قالت 3 فرق بحثية منفصلة في قارتين، إن سلالة “أوميكرون” الجديدة من فيروس كورونا، أقل حدة في الأعراض من المتحورات الأخرى، ما يمنح أملاً في أن تكون الموجة الحالية أقل كارثية مما كان يُعتقد، على رغم ارتفاع الكبير في الحالات المسجلة بها.
ووفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”، فإن العلماء بحثوا مسار متحور “أوميكرون” لدى السكان في كل من جنوب إفريقيا واسكتلندا وإنجلترا، وأشاروا إلى أن النتائج الأولية في كل بيئة، تُشير إلى أن احتمالية نقل المصاب بتلك المتحورة إلى المستشفيات، أقل مما كان عليه في المتحورات الأخرى.
لكن يبدو أيضاً أن تراجع خطر الدخول إلى المستشفى للعلاج من “أوميكرون” في البلدان الثلاثة “يرجع في جزء كبير منه إلى المناعة التي يتمتع بها السكان هناك، فكثير من المصابين كانوا محميين بالفعل، إما بسبب إصابات سابقة، أو حصولهم على اللقاح”.
وقالت الصحيفة إنه منذ اكتشاف متحور “أوميكرون” في منطقة جنوب إفريقيا نوفمبر الماضي، كافح العلماء لمعرفة ما إذا كان يسبب حالات أكثر حدة مقارنة بالمتحورات الأخرى، وإذا كان الأمر كذلك فما الفئات السكانية الأكثر تضرراً.
وفي هذا السياق، أشار البحث الجديد إلى أن هذا المتحور قد تكون له سمات بيولوجية تجعله أقل خطراً نوعاً ما من متحور “دلتا” الذي اجتاح العالم منذ الصيف وحتى الآن.
وفي حين أن “أوميكرون” يسبب أعراضاً أكثر اعتدالاً في المجمل، إلا أنه ينتشر بسرعة أكبر من أي متحور آخر حتى الآن، إذ يهيمن في الولايات المتحدة وأوروبا ومناطق أخرى كثيرة من العالم.
ومع ذلك، فإن هناك أخبار مشجعة جاءت من جنوب إفريقيا، الأربعاء، أشارت إلى أن هذه الزيادات “قد لا تستمر كسابقاتها”.
وكان “أوميكرون” حقق رقماً قياسياً في معدل الحالات اليومية الجديدة، إلا أن المسؤولين أفادوا، بأن موجة الإصابات ربما بلغت ذروتها، وأن المنحنى سيبدأ في الانخفاض.
وبينما يبعث البحث الجديد على التفاؤل، يحذر الخبراء من أن الموجة القادمة إلى العديد من البلدان قد تغرق المستشفيات بحالات “أوميكرون”، لأن المتحور ينتشر بسرعة وسهولة أكبر مقارنة بالمتحورات السابقة.
من جانبها، حذّرت كريستينا راميريز، عالمة الإحصاء الحيوي في جامعة “كاليفورنيا”، من “أوميكرون”، قائلة: “لا أريد أن أثير القلق، لكن لا أعتقد أنه يمكن التخلي عن الحذر”.
وأضافت “يجب أن يلجأ الأمريكيون إلى الاختبارات السريعة قبل أن تبدأ الإجازات المصاحبة لموسم الأعياد، وأن يتجمعوا في الخارج، أو أن يبقوا النوافذ مفتوحة حال تواجدهم في أماكن داخلية، أو أن يجدوا أي وسائل أخرى لتحسين التهوية”.
ونقلت الصحيفة عن ناتالي دين، عالمة الإحصاء الحيوي، في جامعة “إيموري”، في مدينة أتلانتا الأميركية، قولها إنه “بالنظر إلى أن هذا المتحور موجود في كل مكان وسيكون قابلاً للانتشار بدرجة كبيرة، فإن أي شيء من شأنه أن يخفف من حدة الإصابة به سيكون أفضل”.
ومع ارتفاع الحالات في الولايات المتحدة إلى 154 ألف حالة يومياً في المتوسط، خلال الأسبوع الماضي، قال مسؤولو الصحة الفيدرالية إن “هيئة الغذاء والدواء” رخصت استخدام أول علاج دوائي للفيروس، ما سيساهم في خفض عدد الإصابات.
المصدر: وكالات