أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة رفع الوعي والثقافة بخطورة البناء على الأراضي الزراعية في كافة ربوع مصر، منبها إلى “أننا نفقد الكثير من فرص العمل عندما يتم البناء على تلك الأراضي “.
جاء ذلك في تعقيب الرئيس السيسي اليوم /الأربعاء/ على كلمة وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الدكتور عاصم الجزار خلال حفل افتتاح مجمع إنتاج البنزين بشركة أسيوط لتكريرالبترول بمحافظة أسيوط، بالإضافة إلى عدد من المشروعات التنموية الأخرى في نطاق إقليم الصعيد.
وقال الرئيس السيسي ” إننا يمكن أن نبني المزيد من المدن الجديدة ، ولكن القضية تكمن في ثقافة أهالينا في الصعيد والدلتا ومدى استعدادهم لترك سكنهم الذي أقيم على الأراضي الزراعية والتوجه إلى تلك المدن والمقارنة بين سعر الوحدة السكنية التي يحصلون عليها في تلك المدن أو فوق الأراضي الزراعية “، معتبرا أن ذلك هو التحدي الذي يجب أن نّركز عليه.
وأضاف ” أنه تم البناء على الأرض الزراعية خلال السبعين عاما الماضية رغم محدودية مساحتها ووجود ظهير صحراوي لتلك المحافظات “، موجها حديثه للمواطنين بالصعيد والدلتا قائلا :” إن المياه بجواركم ولايتكلف الحصول عليها مبالغ مالية كبيرة بينما على النقيض من ذلك فإن تكلفة نقل المياه إلى مناطق الظهير الصحراوي تقدر بملايين الجنيهات “، لافتا إلى أن ذلك التحدي لايخص الدولة وحدها ولكنه يخص كل عناصر الدولة المصرية كالمواطنين ومنظمات المجتمع المدني وغيرها.
وشدد الرئيس على أن زيادة الأحوزة العمرانية يجب أن يتواكب مع توفير فرص العمل ، مشيرا إلى أنه عقب زيارته لأسوان في أعقاب السيول قالت له إحدى السيدات “إنها لاتستطيع أن تتحمل تكاليف المعيشة لأن لديها 6 أولاد”.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي – في تعقيبه على كلمة وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الدكتور عاصم الجزار خلال حفل افتتاح مجمع إنتاج البنزين بشركة أسيوط لتكريرالبترول بمحافظة أسيوط، وعدد من المشروعات التنموية الأخرى في نطاق إقليم الصعيد – ضرورة التعاون لمواجهة الزيادة السكانية ، مشيرا إلى أن التجمعات العمرانية الجديدة تهدف إلى مواجهة النمو السكاني والحفاظ على الرقعة الزراعية ،مشددا على ضرورة مواجهة تحديين يتمثلان في ثقافة التعدي على الأراضي الزراعية وثقافة النمو السكاني.
وقال السيسي “إن أراض زراعية جديدة ستضاف إلى الرقعة الزراعية ،لكن التحدي يكمن في ترك السكان للتجمعات الحالية والتوجه إلى المجتمعات الحديثة” ، لافتا إلى أنه تم انفاق استثمارات بقيمة تريليون جنيه خلال السنوات الماضية لغياب التنمية والاستثمار وتعويض ما لم يتحقق على مدار تلك السنوات .
وأضاف أن الهدف من وراء الافتتاحات والمؤتمرات التي نتحدث فيها هو استخلاص الدروس لتشكيل فهم مشترك جماعي تجاه قضايانا ومنها قضية الزيادة السكانية وذلك لضمان توجيه جهودنا المشتركة لحل تلك القضايا .
وأشار إلى أن التوسع العمراني وإقامة المدن الجديدة يحتاج إلى تكلفة مالية عالية ، كما أن البناء على الأراضي الزراعية يضيّع الكثير من الفرص على الشخص نفسه وعلى البلد ، مضيفا ” إذا كان الناس مستوعبين لهذا الأمر وراضين به ، أنا سأقدره، ولكني أعلم أنهم في النهاية لن يستطيعوا العيش بهذه الطريقة وسيتهموا الدولة بالتقصير وربما يقومون بالتصعيد “.
وشدد الرئيس على أن ما يهمه هو الحفاظ على الدولة المصرية وأن ما تقوم به الدولة من جهود يهدف إلى تحقيق نمو ورخاء مناسبين في إطار من المعادلة الصعبة التي نتحدث فيها دائما ونكررها لتصل الرسالة لنا جميعا .
وضرب الرئيس مثلا بـ”مبادرة حياة كريمة” التي تهدف إلى تحقيق قفزة تنموية في ريف وقرى مصر ، واختصار مدة إقامة المشروعات من 10 إلى 3 سنوات فقط ، محذرا من أنه في ظل المعدلات السكانية الحالية فإن “مبادرة حياة كريمة ” ستحتاج إلى امتداد مستقبلي في كافة القطاعات من مدارس ومياه وصرف وكهرباء وخدمات صحية وغيرها وبالتالي سنجد أنفسنا نحتاج إلى المزيد من الخدمات التي لم يكن مخططا لها .
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن إقامة المدن الجديدة يهدف إلى جذب الناس للحياة فيها مع توفير فرص استثمارية وبناء مدن صناعية لتوفير فرص العمل التي تستوعب المزيد من الأيدي العاملة.
وتابع الرئيس قائلا :” إنه في المقابل فإن الأراضي التي تكوّنت على مدى مئات السنين على امتداد نهر النيل ، وتحملت الدولة تكلفتها ، فهي قائمة بالفعل ولاتكلفنا الاستصلاح وإقامة البنية التحتية وبالتالي يجب الحفاظ عليها بالتوازي مع التحرك لإضافة أراض زراعية جديدة ، تعوّض ما فقدناه ، نتيجة البناء على تلك الأراضي، وذلك لتوفير الغذاء للمصريين “.
واستطرد الرئيس قائلا :”إن تكلفة استصلاح الفدان الواحد تتراوح ما بين 250- 300 ألف جنيه ، وفي نفس الوقت فهى ليست أرض بنفس جودة وخصوبة “الأرض السوداء ” لأنها في النهاية أراض صحراوية تحتاج إلى بنية تحتية وأسمدة وخلافه لتصل إلى مرحلة الانتاج “.
ودعا الرئيس السيسي، الجميع إلى التفكير وعدم إهدار الأراضي الزراعية القائمة حيث أن استصلاح الأراضي الجديدة تكلفته عالية وجودته أقل ، منوها إلى أن تكلفة استصلاح مليون فدان تصل إلى حوالي 300 مليار جنيه .
وأضاف ” إذا كنا حافظنا على الأراضي الزراعية لكنا وجهنا هذه المبالغ لمجالات تنموية أخرى حيث أن إقامة المجتمعات العمرانية الجديدة تحتاج إلى قدرة مالية عالية”.
وحذر الرئيس من خطورة عدم وجود فهم مشترك لمشاكل الواقع وأسبابها وحلولها ، مشددا على ضرورة مواجهة ثقافة البناء على الأراضي الزراعية وكذلك ثقافة النمو السكاني دون توافر المقدرة على الرعاية والصرف على المواليد الجدد .
وقال السيسي ” إن على المواطن أن يدرك أنه يضع نفسه ومستقبل طفله في مشكلة وهو ما يخالف تعاليم الله سبحانه وتعالى”.
ودعا إلى تغيير ثقافة المواطنين والتوقف عن انتظار الحصول على الخدمات من الدولة بأقل من تكلفتها الحقيقية حيث أنها ثقافة لا توجد إلا في بلدنا.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي،حرص الدولة على معالجة المياه ، مشددا على أنه لاتوجد قطرة مياه واحدة يتم إهدارها وعدم الاستفادة منها طبقا للمعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية وبعد استيفاء الاجراءات والمنشآت اللازمة لعملية المعالجة.
وأضاف أنه يتم إجراء عمل معالجة ثلاثية متطورة للاستفادة من تلك المياه لضمان عدم إضرارها بصحة المواطنين ، مؤكدا على أنه لن تستخدم قطرة مياه بالأراضي الزراعية بدون معالجة ثلاثية بالمحطات .
وأشار إلى أن الدولة أنفقت مليارات الجنيهات لتشييد محطات معالجة المياه ومن بينها الصرف الصحي والزراعي مثل محطتي “بحر البقر” و”الحمام” اللتين تستخدمان في معالجة مياه الصرف الزراعي، مضيفا ” أننا سنستغل كل الفرص لإعادة استخدام المياه وتدويرها مرة ثانية وثالثة”.
وشدد الرئيس على أن مصر ستكون في قمة الدول التي تعاملت مع المياه بأفضل قدر من الرشد والاقتصاد، لافتا إلى أن الدولة أنفقت 300 مليار جنيه على محطات معالجة المياه خلال الأعوام الثلاثة أو الأربعة الماضية.
وقال الرئيس “إن الحكومة تعاني في العمل معي ، فالذي تم الانتهاء منه من مشروعات لأ أراه ولكني أرى المشروعات الناقصة فقط “، مشددا على أنه لن يسعد إلا عندما تنتهي كل المشروعات كالمدارس والمستشفيات ويصل دخل المواطن إلى 10 بل 20 ألف جنيه شهريا.
المصدر : أ ش أ