اكتشف العلماء مدى السرعة التي يمكن أن يسجلها نوع من الديناصورات آكلة اللحوم، والتي عاشت قبل نحو 100 مليون عام على الأرض، فوجدوا العلماء أن بعض أنواع زحشيات الأرجل أو الثيروبودات، التي عاشت قبل نحو 100 مليون سنة، يمكن أن تصل سرعتها إلى 28 ميلا في الساعة، ما يجعلها من أسرع الديناصورات المسجلة حتى الآن.
وأثناء البحث والدراسة توصل فريق من العلماء بقيادة جامعة لا ريوخا، إلى هذه النتيجة بعد تحليل آثار أقدام أحفورية عُثر عليها على طريق مسار بالقرب من قرية إيجيا بإسبانيا، وكانت الثيروبودات عبارة عن ديناصورات مفترسة ذات رجلين، وعظام مجوفة وأرجل ثلاثية الأصابع، ويعتقد أن الطيور الحديثة تطورت منها،بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية .
وأجرى الدراسة عالم الحفريات بابلو نافارو-لوربيس من جامعة لا ريوخا الإسبانية وزملاؤه، وكتب الفريق في ورقتهم البحثية: “سلوك الثيروبودا والديناميكا الحيوية هما سؤالان مثيران للاهتمام يحاول علم الحفريات حلهما لفترة طويلة”.
وتابع أيضًا “إن عدم وجود مجموعات ذات قدمين مشابهتين جعل من الصعب الإجابة عن بعض الأسئلة في هذا الشأن”، وألقت النماذج الميكانيكية الحيوية النظرية بعض الضوء على مسألة مدى السرعة التي يمكن أن تسجلها الثيروبودات ونوع الحركة التي أظهرتها.
حيث يمكن أن تساعد دراسة مسارات الديناصورات في الإجابة عن بعض هذه الأسئلة، ثم قام نافارو-لوربيس وزملاؤه بتحليل مجموعتين من آثار الأقدام من موقع Igea، المسمى La Torre 6A-14 و6B-1، والتي يرجع تاريخها إلى العصر الطباشيري المبكر، منذ نحو 145-100.5 مليون سنة.
ويضم موقع La Torre 6A-14 خمسة آثار أقدام محفوظة ثلاثية الأصابع، يبلغ طول كل منها نحو 12.9 بوصة (32.8 سم) وعرضها 11.9 بوصة (30.2 سم). في حين أن 6B-1 يحتوي على سبعة أقدام ثلاثية الأصابع أصغر قليلا، بطول 11.4 بوصة (28.9 سم) وعرض 10.6 بوصة (26.9 سم).
بإلاضافة أن جميع يعتقد أن هذه الآثار أنتجت من قبل نفس أنواع الديناصورات، وإن لم يتم التعرف عليها، فعلي الرغم من هذا الغموض، فقد تمكن العلماء من تحديد، من خلال تباعد البصمات، أن صانعي الآثار كانوا متوسطي الحجم ورشيقين للغاية، وربما ينحدرون من عائلة عظايا الكركردون أو السبينوصوريات من ذوات الأرجل.
كما ويعتقد الفريق أن الكائن الذي ترك آثار La Torre 6A-14 كان على الأرجح أكبر حجما من ذلك الذي أنشأ آثار 6B-1، وكشف فحص المسارات أن الثيروبودا الذي أنتج آثار 6A-14 كان يزيد سرعته بشكل مطرد.
وفي هذا الوقت تحرك صانع آثار 6B-1 بشكل أسرع في المتوسط وخضع لتغيرات مفاجئة في السرعة، ما يشير إلى أنه كان يناور أثناء سيره، كما ويُظهر تحليل السرعة في هذه المسارات، أن الديناصورات التي صنعت المسارات في 6A-14 وصلت إلى ما يزيد قليلا عن 23 ميلا في الساعة (37 كم / ساعة)، بينما انطلق الديناصور الأسرع في 6B-1 بسرعة قصوى تبلغ 28 ميلا في الساعة (45 كم / ساعة).
بإلاضافة أنهم قاموا بمقارنة وتوصلوا بأن أسرع سرعة وقع تسجيلها على الإطلاق لعداء بشري هي 27.5 ميلا في الساعة (44.3 كم / ساعة)، والتي تم تحقيقها لفترة وجيزة من قبل العداء الجامايكي الشهير يوسين بولت في عام 2009، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.