ذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية اليوم /الأربعاء/ أن استقالة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا يان كوبيش، فجأة من منصبه كأكبر محلل دولي في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، تترك فراغًا دبلوماسيًا قبل أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المثيرة للجدل في طرابلس.
ورأت المجلة -على موقعها الإلكتروني- أن إعلان الإستقالة وجه صفعة لجهود المجتمع الدولي في تحقيق الاستقرار في ليبيا وتسهيل الانتخابات في محاولة لإنهاء عقد من الفوضى والعنف، مضيفة أن هذه الخطوة تأتي أيضا بعد أن ضغط زعماء العالم، بمن فيهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، على الليبيين للمضي قدمًا في “انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة وشاملة وذات مصداقية” في 24 ديسمبر المقبل.
ونقلت المجلة عن توماس هيل، الخبير في قضايا شمال إفريقيا في المعهد الأمريكي للسلام قوله “أن الأمور يجب أن تسير على ما يرام، لكن قد يكون انسحاب كوبيش الآن مؤشرًا على أن الأمور تنهار خلف الكواليس”، مشيرة إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة- الذي تمزقه انقسامات القوى العظمى بين الولايات المتحدة وروسيا- ظل يكافح منذ ما يقرب من عامين للحفاظ على قيادة متسقة للأمم المتحدة في ليبيا بعدما ابتليت بحرب أهلية وفساد وانقسام سياسي منذ تدخل الناتو بقيادة الولايات المتحدة في عام 2011، والذي أدى إلى سقوط الرئيس الليبي معمر القذافي، الذي أعدمته الميليشيات في الشوارع.
وأوضحت مصادر دبلوماسية أن كوبيتش لم يقدم أي سبب رسمي في الوقت الحالي لهذه الاستقالة المفاجئة، قبل شهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في ليبيا.
وتسلم يان كوبيش رسميا، مهام منصبه كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا مطلع فبراير الماضي، وجاء تعيينه بعد شغور المنصب في شهر مارس 2020، عقب استقالتين متتاليتين لمبعوثين سابقين هما غسان سلامة، والبلغاري نيكولاي ملادينوف.
المصدر : أ ش أ