يلتقي الرئيس الأميركي، جو بايدن مع نظيره الصيني شي جين بينغ، الاثنين، في أول قمة بين الجانبين، عدها محللون أكبر فرصة لتخفيف التوتر سياسيا واقتصاديا بين أكبر قوتين في العالم.
وبعد الحرب التجارية بين الجانبين، شهدت الآونة الأخيرة صراع نفوذ، بين أميركا والصين، في ملفات عدة كان أحدثها تايوان والمحيط الهادئ ونشأة فيروس كورونا وكذلك تدشين أميركا تحالفات أمنية واقتصادية قالت بكين إنها تستهدف حصارها، مما زاد المخاوف من أزمة وشيكة تؤثر على العالم أجمع.
وسبق أن تحدث الزعيمان هاتفيا مرتين منذ تنصيب بايدن، ولم يخف الرئيس الأميركي رغبته في لقاء نظيره الصيني شخصيا.
ومع ذلك، وجه له انتقادات علنية لغيابه عن قمتي مجموعة العشرين و”كوب-26″، لكن بايدن سيكتفي بلقاء افتراضي مع شي جين بينغ الذي لم يغادر الصين منذ نحو عامين، عازيا الأمر إلى تفشي فيروس كورونا.
وتضع الولايات المتحدة مواجهة الصين في قلب سياستها للأمن القومي منذ سنوات، ووصفت إدارة بايدن المنافسة مع الصين بأنها “أكبر اختبار جيوسياسي” في القرن الحالي.
ووفق بيان للبيت الأبيض، فإن “الرئيسين سيناقشان، افتراضيا، سبل إدارة التنافس بين البلدين في شكل مسؤول”.
وأوضح أن “بايدن سيكون خلال الاجتماع واضحا وصريحا في شأن ما يقلق الولايات المتحدة إزاء الصين”.
وقبيل اللقاء المرتقب، بعث الزعيمان برقيتين حملتا “نغمة إيجابية” للقمة الافتراضية إلى اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية للاحتفال بالذكرى السنوية الـ55 لتأسيسها.
ونص خطاب شي جين بينغ، الذي قرأه السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، تشين جانج، في حفل عشاء اللجنة، السبت، على أن “بكين مستعدة للعمل مع واشنطن لتعزيز التبادلات والتعاون في جميع المجالات”.
ونوّه شي إلى أن العلاقات الصينية الأميركية تمر بمنعطف تاريخي حاسم، وسيستفيد البلدان من التعاون وسيخسران من المواجهة.
في المقابل، أكدت رسالة بايدن، التي قرأها رئيس اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية، جاكوب لو، على “الأهمية العالمية” للعلاقة بين البلدين في مواجهة التحديات “من معالجة جائحة كورونا” إلى معالجة التهديد الوجودي لأزمة المناخ.
كما يأتي الإعلان عن عقد القمة بين بايدن والرئيس الصيني بعد ساعات من كشف النقاب عن اتفاق بين واشنطن وبكين، لزيادة التعاون بينهما لعلاج آثار التغير المناخي، بما يشمل خفض انبعاثات الميثان والتخلص التدريجي من استهلاك الفحم وحماية الغابات.
ومؤخرا، تصاعد التوتر بين الصين وتايوان التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها وتتوعد بإعادة توحيدها مع البر الرئيسي.
وبعد طلعات قياسية لطائرات صينية خرقت منطقة الدفاع الجوي لتايوان، تعهدت واشنطن بالدفاع عن الجزيرة، ذات الحكم الذاتي، وأكد بايدن أن الولايات المتحدة ستدافع عسكريا عن تايوان إذا ما شنّت الصين هجوماً عليها.
وردا على هذه التصريحات، طلبت الصين من واشنطن التزام الحذر بشأن تايوان، وشددت، في بيان للخارجية، على أنها لن تقدم تنازلات أو تسويات بشأن القضايا التي تمس المصالح الرئيسية لها، بما في ذلك سيادتها وسلامة أراضيها.
وفي كلمته بمنتدى قادة الأعمال بنيوزيلندا، الخميس، حذر الرئيس الصيني من عودة أجواء توتر تشبه الحرب الباردة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقال الرئيس الصيني إن “محاولات رسم حدود عقائدية أو تشكيل مجموعات صغيرة على أساس جيوسياسي محكوم عليها بالفشل، لا يمكن ولا يجب أن تعود منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى مواجهات وانقسامات الحرب الباردة”.
أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية، سعيد صادق، قال إن القمة ستناقش “الطموحات النووية المتزايدة للصين” و”الحرب السيبرانية” و”تخفيف التوتر بتايوان” و”تعزيز التعاون في مكافحة التغيرات المناخية” و”عودة الحوار الاستراتيجي” بين البلدين.
وأضاف صادق، أنه “توجد فجوة كبيرة بين البلدين والمسؤولين المعنيين، ولكن إذا اجتمع قادة البلدين واستعادوا عملية التواصل مجدداً، فسيكون ذلك أمراً جيداً”.
وأكد على أن الحرب الباردة الأميركية الصينية ستكون أكثر وأشد وطأة على العالم فى حال تطورت لنزاع دولي شامل وهو ما لا يرغب فيه أحد.
وأوضح أن العالم هذه الفترة يمر بفترة عصيبة وشديدة التعقيد والحساسية ولم تعد جائحة كورونا هي الموضوع الرئيسي بل ظهرت أزمات أخرى مثل المناخ والاضطرابات في عدة دول.
ولا يتوقع صادق حدوث اختراقات كبيرة في القضايا الساخنة، بما في ذلك التوترات حول تايوان وشينغيانغ وهونغ كونغ، فيما أكد أن الطرفين سيظهران العزم على نقل العلاقة من المواجهة إلى التعاون.
المصدر : وكالات انباء