كشفت مصادر مطلعة، أن الدول الإفريقية تستعد لإنفاق 6 مليارات دولار سنويا من عائدات الضرائب للتكيف مع آثار أزمة المناخ، موضحة أنها تطالب دول العالم الغنية بتقديم 5.2 مليار دولار سنويا على مدى الأعوام الخمسة المقبلة لتمكين دول القارة من تحقيق أهدافها بهذا الشأن.
وأضافت المصادر أن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي يرأس الاتحاد الإفريقي، فليكس تشيسكيدى، سيدعو دول العالم الغنية، إضافة إلى الملياردير الأميركي، بيل غيتس، الذي تعهد سابقا بمساعدة القارة، للمضي قدما في تقديم الدعم لدول القارة، مشيرة إلى أنه يستهدف بالأساس كلا من الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي، والذين من المتوقع أن يحضروا -إلى جانب غيتس- اجتماعا مع الاتحاد الأفريقي على هامش المشاركة في قمة (كوب 26) المنعقدة في مدينة غلاسكو الأسكتلندية.
وتحذر دراسات من تعرض عدة دول أفريقيا لمخاطر كبيرة مع حلول 2050، بسبب تآكل السواحل وارتفاع مستوى سطح البحر، كما تشير التقارير إلى أن التغير المناخي يُهدد التراث الثقافي الإنساني في دول إفريقية
واليوم بلغ إجمالي تعداد سكان أفريقيا 1.2 مليار نسمة، الأمر الذي يمثل ضغطاً على الموارد الطبيعية في القارة، خاصة المياه والمراعي الصالحة والأراضي القابلة للزراعة.. ففي عام 2009 تنبأ منتدى الخبراء الرفيع المستوى التابع لـمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” بانخفاض سلة الحاصلات الزراعية المعتمدة على مياه الأمطار بنسبة 50 % وهو ما سينجم عنه أزمة غذاء متفاقمة في أفريقيا.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أنه من المتوقع أن تفقِد أفريقيا ثلثي أرضها الصالحة للزراعة بحلول عام 2025، ويؤدي جفاف الأرض حالياً إلى خسارة أكثر من 3% سنوياً من إجمالي الدخل القومي من الزراعة في دول جنوب الصحراء الأفريقية.
كل هذه المعطيات تشير إلى أن مشكلة المياه في أفريقيا هي قضية حياة أو موت لكل الأفارقة من الشمال إلى الجنوب، حيث تظل المياه هي شريان الحياة الذي يمد دول القارة بسبب وجودهم، ومع ارتفاع حرارة الأرض، وتقلب مواسم الأمطار، ومع ازدياد عدد سكان القارة، وزيادة عدد الماشية، سيتحول الجميع إلى البحيرات والأنهار لإرواء ظمئهم، وتظل منسوبات تلك الأنهار والبحيرات في انخفاض، وهو أمر يكثف الأعباء على الدول ومنظمات المجتمع المدني الأفريقية والعالمية العاملة في هذا المجال