بالفيديو.. في كلمته خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.. الرئيس السيسي : قضية الوعي والفهم الصحيح للدين من أهم أولويات المرحلة الحالية
بالفيديو.. خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.. الرئيس السيسي: مصر ماضية في مهمتها لبناء الوعي وتصحيح الخطاب الديني
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، أن مصر ماضية في مهمتها لبناء الوعي وتصحيح الخطاب الديني ، مشددا على أنها مسؤولية تشاركية تحتاج إلى تضافر كافة الجهود من أجل بناء مسار فكري مستنير ورشيد يؤسس شخصية سوية، وقادرة على مواجهة التحديات، وبناء دولة المستقبل.
ودعا الرئيس السيسي، في كلمته خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف اليوم، المؤسسات الدينية لمضاعفة الجهود لنشر قيم التسامح والعيش المشترك ، مؤكدا أن قضية الوعي والفهم الصحيح للدين هي من أهم أولويات المرحلة الحالية .
ووجه الرئيس رسالة إلى الشعب المصري قائلا :” إننا ماضون معا بإرادة صلبة وعزم لا يلين لبناء الوطن وتوفير حياة كريمة لكل المصريين”.
كما وجه الرئيس السيسي التهنئة لشعب وكل الشعوب الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي العطرة أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات.
وأكد الرئيس السيسي، أن رسالة الإسلام التي تلقاها نبينا الكريم “صلى الله عليه وسلم” رفعت من قيمة العلم والمعرفة حيث كانت أول الآيات التي نزل بها الوحي الشريف هي (اقرأ) وذلك إعلاءً لشأن العلم والعلماء وتقديرًا لأهمية التدبر، وصولًا إلى الوعي والفهم الصحيح، لكل أمور الحياة حيث دعانا الله “سبحانه وتعالى”، إلى إعمال نعمة العقل الغالية والفريدة، في البحث والتأمل في ملكوت السماوات والأرض.
وشدد الرئيس السيسي، على أهمية قضية الوعي الرشيد، وفهم صحيح الدين التي ستظل من أولويات المرحلة الراهنة ، مشددا على أن بناء وعي أي أمة، بناءً صحيحًا هو أحد أهم عوامل استقرارها وتقدمها، في مواجهة من يحرفون الكلام عن مواضعه، ويخرجونه من سياقه، وينشرون الأفكار الجامحة الهدامة التي تقوض قدرة البشر في التفكير الصحيح والإبداع لتنحرف بهم بعيدًا عن تأدية الأوامر الربانية، من تعمير وإصلاح الكون، لما فيه الخير للبشرية جمعاء وكمنهج للإنسانية، في ترقية النفس البشرية، وضبط حركتها في الحياة.
وأكد على ضرورة الاستمرار في تلك المهمة والمسئولية التاريخية ومضاعفة الجهود، التي تقوم بها المؤسسات الدينية وعلماؤها الأجلاء، لنشر قيم التسامح والعيش المشترك، والإيمان بالتنوع الفكري والعقائدي، وقبول الآخر، وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتصويبها، ونشر تعاليم الدين السمحة للحفاظ على ثوابت وقيم الإسلام النبيلة ، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الكلمة أمانة عظم الإسلام من شأنها ونبهنا إلى أهمية رعاية هذه الأمانة وتأديتها على الوجه الأمثل.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال:
” بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف،
السادة العلماء والأئمة الإجلاء،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نحتفل اليوم معاً بذكرى مولد أشرف الخلق وسيد المرسلين … الرحمة التي أرسلها رب العزة للعالمين .. الشاهد والمبشر والنذير … والداعي إلى الله والسراج المنير … إنه الحبيب المصطفى والرسول المجتبى سيدنا محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذي بعثه الله جل وعلا، ليغير وجه الدنيا بأسرها وليخرج الأمة من الظلمات إلى النور، وينشر أسمى القيم الانسانية في شتى بقاع الأرض وليدعو إلى العدل والخير والمحبة والسلام.
وبمناسبة هذه الذكرى العطرة أتوجه بالتهنئة لشعب مصر الكريم ولكل الشعوب العربية والإسلامية، داعيًا الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه الذكرى العطرة علينا وعلى العالم أجمع بالخير واليمن والبركات.
الحضور الكريم،
إن رسالة الإسلام التي تلقاها نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- قد رفعت من قيمة العلم والمعرفة، حيث كانت أول الآيات التي نزل بها الوحي الشريف هي {اقْرَأْ}، وذلك إعلاءً لشأن العلم والعلماء، وتقديراً لأهمية التدبر، وصولاً إلى الوعي والفهم الصحيح لكل أمور الحياة … حيث دعانا الله سبحانه وتعالى … إلى إعمال نعمة العقل الغالية والفريدة في البحث والتأمل في ملكوت السماوات والأرض ..
ومن هذا المنطلق، دائماً ما نشدد علي أهمية قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين التي ستظل من أولويات المرحلة الراهنة… ولعلكم تتفقون معي أن بناء وعي أي أمة بناء صحيحًا هو أحد أهم عوامل استقرارها وتقدمها في مواجهة من يُحرفون الكلام عن مواضعه ويخرجونه من سياقه وينشرون الأفكار الجامحة الهدامة التي تقوض قدرة البشر في التفكير الصحيح والإبداع، لتنحرف بهم بعيداً عن تأدية الأوامر الربانية من تعمير وإصلاح الكون لما فيه الخير للبشرية جمعاء؛ وكمنهج للإنسانية في ترقية النفس البشرية وضبط حركتها في الحياة….
لذلك لزاماً علينا الاستمرار في تلك المهمة والمسئولية التاريخية ومضاعفة الجهود التي تقوم بها المؤسسات الدينية وعلمائها الأجلاء لنشر قيم التسامح والعيش المشترك، والإيمان بالتنوع الفكري والعقائدي وقبول الآخر، وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتصويبها، ونشر تعاليم الدين السمحة للحفاظ علي ثوابت وقيم الإسلام النبيلة …. وأشير هنا إلى أن الكلمة أمانة .. عظمَ الإسلام من شأنِها .. ونبهنا إلى أهمية رعاية هذه الأمانة وتأديتها على الوجه الامثل.
وعليه؛ أؤكد أن مصر ماضية في مهمتها لبناء الوعي وتصحيح الخطاب الديني… وهي مسئولية تضامنية وتشاركية تحتاج إلى تضافر جميع الجهود لنبني معًا مسارًا فكريًّا مستنيراً ورشيدًا، يؤسس شخصية سوية وقادرة على مواجهة التحديات وبناء دولة المستقبل.
الأخوة والأخوات،
الحضور الكريم،
إن من مباديء رسالة الإسلام التي نشرها قدوتنا ورسولنا الحبيب – صلي الله عليه وسلم – هي تحقيق التعايش والسلام الاجتماعي بين البشر، وحق الناس جميعاً في الحياة الكريمة … وإننا إذ نتخذ من تلك المباديء الغالية نبراساً ومنهج عمل … فإنني اقول لكل المصريين أننا ماضون سوياً بارادة صلبة وعزم لا يلين لبناء وطننا الغالي مصر، ليصبح حاضره ومستقبله علي قدر عظمة تاريخه وحضارته، ولتوفير تلك الحياة الكريمة لكل فئات الشعب المصري، إعمالا بقول الحق “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً” …. فما
أحوجنا اليوم إلى ترجمة معاني تلك الآية السامية إلي سلوك عملي وواقع ملموس في حياتنا ودنيانا…
أشكركم،
وكل عام وأنتم بخير، ومصر الغالية في تقدم ورفعة،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
المصدر: وكالات