قال رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي أثناء محادثات مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، اليوم الأحد، إن من الضروري بذل جهود دولية للقضاء على متشددي تنظيم الدولة الاسلامية الذي استولى على مساحات واسعة من العراق وسوريا.
وجدد ظريف تأكيد طهران على حماية وحدة أراضي العراق ودعمه في حربه ضد المتشددين. ومن المرجح أن تحاول إيران وهي قوة شيعية إقليمية ممارسة نفوذها على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وقال مكتب العبادي في بيان بعد المحادثات مع ظريف إن العبادي أشار إلى ظهور الكثير من المخاطر في المنطقة نتيجة وجود عصابة الدولة الاسلامية الارهابية مما يتطلب بذل جهود دولية وإقليمية للقضاء على هذه المنظمة الارهابية.
وأثار التقدم السريع لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال العراق قلق حكومة بغداد وحلفائها الغربيين ودفع الولايات المتحدة لشن ضربات جوية في العراق هي الأولى منذ انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي عام 2011.
وينظر تنظيم الدولة الاسلامية وهو جماعة سنية متطرفة الى الشيعة الذين يشكلون الأغلبية في العراق بصفتهم كفارا يستحقون القتل وقام بطرد آلاف من غير المسلمين من ديارهم.
ويتهم منتقدون رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي -وهو شيعي مثل عبادي- باذكاء هذا الصراع لتبنيه نهجا طائفيا ضيقا يستبعد السنة من مراكز السلطة والنفوذ.
وقال ظريف في مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري “نشعر بارتياح بالغ تجاه العملية الديمقراطية في العراق التي وصلت إلى نتيجة منطقية باختيار رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي لتشكيل حكومة لا تقصي أحدا وتضم كل الطوائف العراقية.”
وأضاف “الجمهورية الاسلامية الإيرانية ستظل تقف بجانبكم. إيران تدعم وحدة العراق وترسيخ الأمن وتعتبر ذلك أولوية في سياستها الخارجية.”
ويلقي السنة باللوم على ميليشيات شيعية مدربة في إيران بارتكاب أعمال قتل وخطف على اساس طائفي. وتقول الميليشيات إنها تتعقب متشددي الدولة الإسلامية.
وردا على سؤال بشأن تقارير عن وجود جنود إيرانيين يقاتلون إلى جانب القوات العراقية في الحرب ضد الدولة الإسلامية قال ظريف “المعلومات عن وجود جنود إيرانيين في العراق غير دقيقة. ليس لدينا جندي إيراني واحد على الأراضي العراقية لأن العراق ليس في حاجة لهؤلاء الجنود.”
وألحق متشددو الدولة الاسلامية هزيمة بالقوات الكردية في الشمال في الأسابيع القليلة الماضية واستولوا على مزيد من البلدات وحقول النفط وأكبر سد في العراق. وفي وقت لاحق استعادت القوات الكردية السيطرة على سد الموصل بالاستعانة بالقوة الجوية الأمريكية.
وسببت الضربات الجوية خسائر بسيطة لتنظيم الدولة الاسلامية إلا انها لم تحل المشكلة الأوسع نطاقا المتعلقة بالصراع الطائفي الذي أججه التنظيم بهجماته على الشيعة.
المصدر: رويترز