ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات الدموية بين عصابات متناحرة في سجن في الإكوادور إلى 116 مع إصابة قرابة 80 آخرين، كما أعلن الرئيس جييرمو لاسو الأربعاء، فيما حاصر الجنود المنشأة التي تعد من أكثر السجون اكتظاظا والتي تعاني نقصا في العاملين.
اندلعت في مجمع السجون في جواياكيل، الثلاثاء، مواجهات مسلّحة بين سجناء يعتقد أنهم مرتبطون بعصابات مكسيكية لتهريب المخدرات خصوصا كارتيلَي سينالوا وخاليسكو نيو جينيريشن.
وأعلن لاسو عن الحصيلة الجديدة خلال مؤتمر صحافي عقده مساء الأربعاء واصفا المذبحة التي حصلت في السجن بأنها “حدث مؤسف”.
وقام جنود ودبابة بحراسة المجمع الأربعاء فيما واجه شرطيون يمتطون خيولا يقومون بدوريات في المحيط، أفراد عائلات قلقين على أحبائهم المحتجزين في الداخل.
وأعمال العنف التي وقعت الثلاثاء هي الأحدث في سلسلة اشتباكات دامية في السجون أسفرت عن مقتل حوالى 200 سجين في الإكوادور حتى الآن هذا العام.
وأعلنت مصلحة السجون في تغريدة على تويتر إنه تأكد مقتل “أكثر من 100” سجين وإصابة 52 آخرين.
وقال مكتب المدعي العام في وقت سابق إن ستة على الأقل قطعت رؤوسهم، مضيفا أن شرطيين أصيبا خلال عملية لاستعادة السيطرة على السجن، وتعرّض عناصر في الشرطة لهجوم سجناء بأسلحة.
في وقت سابق الأربعاء، أعلن لاسو على تويتر “الحالة الاستثنائية في كل سجون البلاد” التي تسمح له بتعليق الحقوق واستخدام القوة لإعادة إحلال الهدوء.
وأضاف أنه سيرأس لجنة أمنية في غواياكيل لإدارة حالة الطوارئ، متعهدا في الوقت نفسه حماية “حقوق الإنسان لجميع المعنيين”.
وأشار فاوستو بوينانو قائد شرطة مدينة غواياكيل إلى أن تدخل الشرطة حال دون وقوع “المزيد من القتلى”.
ومنذ أشهر تشهد السجون الإكوادورية أعمال عنف متكرّرة بين عصابات متناحرة تتنازع للسيطرة على تهريب المخدرات، بحسب السلطات.
وفي 23 فبراير، أدّت أعمال شغب متزامنة في أربعة سجون رئيسية في البلاد إلى مقتل 79 شخصا، بعضهم قُتل بقطع الرأس.
الأسبوع الماضي، ضبطت الشرطة مسدسات ونحو 500 طلقات ذخيرة وقنبلة يدوية وسكاكين وأصبعي ديناميت ومتفجرات محلية الصنع في أحد سجون المدينة.
وقبل أسبوعين، تعرض سجن جواياكيل رقم 4 لهجوم بطائرات مسيّرة، كجزء من “حرب بين عصابات دولية”، بحسب مصلحة السجون. ولم يسفر ذلك الهجوم عن وقوع إصابات.
وقال الخبير الأمني الإكوادوري فرناندو كاريون لوكالة فرانس برس “هناك أزمة في السجون منذ العام 2010، بمعدل 25 جريمة قتل سنويا، لكنها تسارعت بشكل كبير بدءا من العام 2017 لتصل إلى ذروتها هذا العام”.
وتعاني سجون الإكوادور من الاكتظاظ إذ يبلغ إجمالي عدد السجناء في البلاد حاليا 39 ألف سجين في حين أنّ طاقتها الاستيعابية القصوى هي 30 ألفا. ويتولّى 1500 حارس مراقبة هذه السجون في حين تتطلّب السيطرة الفعّالة عليها وجود أربعة آلاف عنصر.
قال أمين المظالم المعني بحقوق الإنسان في البلاد إن 103 جرائم قتل حدثت في السجون عام 2020، مع مساهمة الفساد في إدخال الأسلحة والذخائر إلى هذه المنشآت.
وتُعتبر الإكوادور الواقعة بين كولومبيا والبيرو، أكبر الدول المنتجة للكوكايين، نقطة عبور رئيسية لشحنات المخدرات المتوجهة إلى الولايات المتحدة وأوروبا.
وغواياكيل هي المرفأ الرئيسي في الإكوادور والمدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان.
بين يناير وأغسطس، ضبطت السلطات الإكوادورية نحو 116 طنا من المخدرات، معظمها من الكوكايين، مقابل 128 طنا في العام 2020 بكامله.
وأدانت لجنة الدول الأميركية لحقوق الإنسان العنف المستمر في سجون الإكوادور.
المصدر: وكالات