تبدأ الثلاثاء، أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ76 التى تنعقد بحضور قادة ورؤساء حكومات ووزراء خارجية من مختلف دول العالم، بعد إجرائها افتراضيا الأسبوع الماضى بسبب وباء كورونا.
وقالت شبكة “سى إن إن” إن الدول الأعضاء فى الجمعية العامة ستطلب منهم إجراء مداولات حول تحديين متوازيين، وهما إنهاء الوباء وإعادة تحديد الاقتصاد العالمى فى فترة ما بعد الوباء ليكون أكثر صحة للكوكب.
وترى الأمم المتحدة اللحظة الراهنة باعتبارها نقطة محورية. وقال الاستعراض الرسمى لأجندة أسبوع الجمعية العامة إن الخيارات التى يتم اتخاذها إما أن تؤمن صحة البشر والاقتصاد والبيئة لأجيال قادمة، أو تعزز الأنماط السابقة التى تدمر الطبيعة وتؤدى على الانقسام الاجتماعى.
وأضاف البيان أن تعافى شامل ومستدام ومرن من كوفيد 19 يعد أمرا حيويا لوضع العالم على المسار نحو الانتقال إلى طريق إبقاء مستوى الاحتباس الحرارى عند 1.5 درجة مئوية.
وعلى الرغم من أن إصدار الولايات المتحدة خطابا يشجع الدول الأعضاء فى الجمعية على الانعقاد بشكل افتراضى والمساعدة فى تجنب خلق بؤرة لنشر كوفيد 19، فإن جدول المتحدثين فى النقاش العام الذى يبدأ الثلاثاء، يظهر أكثر من 100 رئيس دولة ورئيس حكومة يشاركون بشكل شخصى بينهم رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون ورئيس الوزراء الهندى نايرندرا مودى والرئيس الأمريكى جو بايدن. كما تخطط فرقة البوب الكورية الشهيرة BTS للظهور فى مقر الأمم المتحدة اليوم الاثنين.
وتتطلب مدينة نيويورك، حيث مقر الأمم المتحدة، دليلا بالحصول على تطعيم كورونا لعقد الاجتماعات المغلقة، وهى قاعدة طلبت السلطات المحلية من الأمم المتحدة إتباعها. ولتسهيل الالتزام، تم إقامة مركز تطعيم لتقديم جرعة واحدة، لكن الوفود الزائرة لم تكن متعاونة بشكل كامل، بحسب سى إن إن. حيث أعلن رئيس البرازيل جير بولسونارو أنه لن يحصل على التطعيم قبل أن يلقى كلمته المقررة يوم الخميس.
قالت شبكة “سى إن إن” الأمريكية إن مخاوف الولايات المتحدة من أن تتحول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى بؤرة لنشر فيروس كورونا بشكل هائل سيسلط الضوء على عدم المساواة الهائلة فى الوصول العالمى للقاحات كورونا، حتى فى الوقت الذى بدأت فيه الدول الغنية بتوزيع جرعات معززة.
وأوضحت الشبكة أن العشرات من الرؤساء ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية سيتجاهلون اقتراحا أمريكيا بالبقاء فى منازلهم وإلقاء خطاباتهم أمام الأمم المتحدة افتراضيا، وسيعقدون اجتماعاتهم بشكل شخصى فى مدينة نيويورك هذا الأسبوع.
وعلى الصعيد السياسى، من المتوقع أن تطغى قضايا الانسحاب الغربى الفوضوى من أفغانستان والتوترات مع إيران وكوريا الشمالية، وتنامى التنافس بين الولايات المتحدة والصين.
ولن يسافر إلى نيويورك الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى، لكنه سيقى بيانا مسجلا سيكون جدير بالاستماع غليه عن كثب فى ظل توقف المحادثات النووية. ومن المتوقع أن تكون هناك كلمات حادة من كلا من الصين وفرنسا بعد الاتفاق المفاجئ بين الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا بشأن تقديم تكنولوجيا الغواصات النووية لكانبرا، والتى تسبب فى إلغائها لصفقة غواصات فرنسية ما أثار غضب باريس.
وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن قد دعا إلى عقد قمة افتراضية لمناقشة أزمة كورونا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكشفت تقارير أن القمة التى تعقد يوم الأربعاء، ستشهد مطالب لقادة العالم بتقديم التزامات جديدة لمحاربة وباء كورونا تشمل تطعيم كامل لـ 70% من سكان العالم بحلول سبتمبر المقبل.
وسيطلب من المشاركين وبينهم رؤساء دول، تسجيل فيديو قصير يحدد التزامهم بإنهاء كوفيد 19 فى 2022 وبناء أمن صحى عالمى أفضل لمنع الوباء القادم، وفقا لدعوة البيت الأبيض.
ومن بين القضايا التى ستطرح فى هذه الدورة، المناخ، فى ظل العواقب القاتلة للاحتباس الحرارى وما شهده العالم هذا العام من ارتفاع قياسى فى درجات الحرارة وحرائق الغابات وفيضانات.
ووفقا لتقرير جديد صدر يوم الجمعة، من قبل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشان المناخ، فإن الكوكب يتجه إلى ارتفاع 2.7 درجة مئوية فى الحرارة عن المستويات ما قبل الصناعية، وهو أعلى بكثير عن 1.5 درجة مئوية الذى وضعه العلماء من أجل الحد من أسوأ تداعيات أزمة المناخ.
ويلتقى رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون مع الأمين العام للأمم المتحدة وعشرات من القادة الأخرين فى أحد الاجتماعات التى تعقد بشكل شخصى لمناقشة البيئة والتركيز على مسؤوليات قمة العشرين.
المصدر: وكالات