ذكرت صحيفة “السفير” اللبنانية أن معركة مطار الطبقة العسكري، وهي آخر مراكز الجيش السوري في محافظة الرقة بشمال شرق سوريا، وهي مواجهة تبدو شاقة لكل من الجيش السوري وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”.
ولفتت الصحيفة إلى أن التفجير الانتحاري، الذي نفذه احد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» كان في محيط المطار والهجوم الواسع الذي أعقبه واستمر منذ مساء أمس الأول، مؤشراً على أن المعركة دخلت فصولها الحاسمة، بعد هجمات تمهيدية عدة، كانت في ما يبدو بغرض جس النبض واختبار القوة.
وأشارت السفير إلى أن الاشتباكات هدأت نسبياً صباح أمس بعد فشل الدفعة الأولى من الهجوم الذي شنّه التنظيم المتشدد كانت ، لكنها عادت واشتدّت عصراً حيث شهد محيط المطار محاولة جديدة من «داعش» لاقتحام حرم المطار، أعقبتها اشتباكات عنيفة.
ونقلت السفير عن إعلاميين تابعون لـ«داعش» إن عناصره تمكنوا من إسقاط طائرة حربية سورية فوق المطار، والسيطرة على أحد مواقع الجيش السوري المحيطة به من دون تحديده بشكل واضح ،في المقابل قام الطيران الحربي السوري بغارات عدة استهدفت مراكز انتشار مقاتلي «داعش» وبعض القرى التي تتواجد فيها مستودعات إمداده، مثل الصفصاف.
وورأت الصحيفة نتائج اشتباكات اليومين الماضيين تشير إلى أن معركة المطار لن تكون سهلة لكلا الطرفين، فمن جهة لم تنجح العملية الانتحارية التي نفذها أبو عبيدة المصري في إحداث أي ثغرة في أسوار المطار يمكن التسلل منها إلى الداخل. ومن جهة ثانية، ستكون مهمة الدفاع عن المطار أكثر صعوبة على القوات السورية المتواجدة فيه، بسبب فقدان الإسناد الناري الذي كانت تقوم به «الفرقة 17» و«اللواء 93» من خلال استهداف معاقل وأرتال «داعش» عند أي هجوم عليه.
وقالت السفير قد تكون صعوبة المعركة هي ما دفعت كلا الطرفين إلى استقدام تعزيزات إضافية، استعداداً للمواجهات العنيفة المتوقعة، حيث أكد مصدر مقرب من «داعش» أنه تم استدعاء عدد كبير من المقاتلين الشيشان والقوقاز لتشكيل القوة الضاربة في الهجوم على المطار، وغالبيتهم ممن شارك في اقتحام مطار منّغ العسكري بريف حلب العام الماضي، واكتسبوا بالتالي خبرة قتالية يمكن استخدامها في مطار الطبقة.
وأكدت مصادر ميدانية، لـ«السفير»، أن الجيش السوري عزز تحصيناته داخل المطار، وأمدّه بكميات كبيرة من الذخائر والمواد الغذائية، كما أرسل عدداً غير محدد من الجنود إلى المطار، إضافة إلى مئات الجنود المتواجدين فيه، مشيراً إلى وجود قرار بالحفاظ على مطار الطبقة نظراً لأهميته الاستراتيجية، ليس بالنسبة إلى محافظة الرقة، التي سيشكل نقطة الارتكاز لأي عملية واسعة تستهدف استعادتها من بين يدي «داعش»، وإنما لأهميته بالنسبة لمطار دير الزور العسكري الذي سيصبح مهدداً بشكل جدي في حال خسارة مطار الطبقة.
على صعيد آخر، يستمر التوتر في ريف حلب الشمالي على خلفية سيطرة «الدولة الإسلامية» على اخترين ودابق ودوديان الحدودية مع تركيا، وعدد من القرى الأخرى، واقترابه من مدينة مارع غرباً ومدينة إعزاز شمالاً ذات المعبر الحدودي مع تركيا. وتحاول «الجبهة الإسلامية» بالاشتراك مع فصائل مسلحة أخرى صد هجوم «داعش»، ومنعه من التقدم باتجاه هاتين المدينتين اللتين تعتبرهما معقلين أساسيين لها.
وتخشى «الجبهة الإسلامية» من تعرضها لمفاجآت غير محسوبة، خصوصاً لجهة تبدّل ولاء بعض الفصائل وانحيازها إلى خصمها في لحظة الحسم، كما حصل في مدينة البوكمال، عندما أقدم «أمراء جبهة النصرة» على تسليمها ومبايعة زعيم «داعش» أبي بكر البغدادي.
ويدخل في هذا السياق البيان الذي صدر أمس عن «الجبهة الإسلامية في حلب» بقيادة عبد العزيز سلامة، والذي طالب فيه «جيش محمد»، بالخروج من مدينة إعزاز خلال ثلاثة أيام بسبب الظروف الأمنية التي تمر بها.
وجاء البيان بعد ورود معلومات إلى «الجبهة الإسلامية» أن «جيش محمد» ينوي اتخاذ موقف محايد من القتال بينها وبين «داعش».
وأشارت السفير إلى أن «جيش محمد» يتكوّن من حوالي 300 إلى 400 مقاتل، معظمهم من الجنسية المصرية، ويقوده أبو عبيدة المصري. وسرت أنباء عن مبايعته زعيم «جبهة النصرة» أبا محمد الجولاني قبل حوالي ستة أشهر، وذلك قبل أن تنشأ الخلافات بين الطرفين وتعلن «النصرة» عن عدم علاقتها به، ليتحوّل من جديد باتجاه «داعش»، حيث تخشى بعض أوساط «الجبهة الإسلامية» أن يكون بايع البغدادي سراً.
المصدر: أ ش أ