وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدراما قادرة على ترجمة الوعي بشكل كبير، كما أنها أكثر تأثيرا على الجمهور ووعيه، موضحا أن تجديد الخطاب الديني لابد أن يكون مستمرا لمواكبة التطور، موضحا أن هناك ثوابت في الدين لا تتغير.
وأضاف الرئيس السيسي ـ خلال اتصال هاتفي ـ مع قناة “الأولي” ـ (الفضائية) مساء الأربعاء، لبرنامج “التاسعة” مع الإعلامي يوسف الحسيني ، أن المسلمين الأوائل كانوا يدرسون الدين ضمن مناهج الحياة والعلوم الأخرى، ولكن فهمهم للدين جاء ضمن رؤية شاملة للواقع الذين يعشون فيه، وقدرتهم على الاستنباط وأن يصدروا أحكاما متسقة مع الواقع الذين يعشونه.
وقال الرئيس السيسى إنه لابد من وجود قناعة للعمل على معالجة الخطاب الديني، لافتا إلى أن ثوابت الدين لا يمكن أن نتناقش فيها، لكن يمكن مناقشة أمور فقهية لتتناسب والتطور الحضاري.
وأضاف “الدين مش هيضيع أبدا لأن الله أنزل رسلا وكتبا وحفظها إلى يوم القيامة .. فإن تصدينا لهذه القضايا ولم نخاف منها فلو أصبنا لنا أجرين ولو أخطأنا لنا أجر واحد، فهل علماء الدين مستعدون لذلك”.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي التحية والتقدير والشكر، للسيدة بوسي سعد التي تعمل بالحدادة، وقال “هي بنت بلد وتكافح في مهنة قاسية وصعبة .. قليل من يعمل في هذه المهنة ولا تتخلي أبدا عن أسرتها.
وأضاف الرئيس السيسيي موجها كلامه لـ السيدة بوسي، خلال اتصاله ببرنامج “التاسعة” مع الإعلامي يوسف الحسيني على القناة “الأولي” الفضائية، ” ربنا يعطيكي الصحة ويكرمك ويوفقك .. وكل ما تريده سنقوم بتنفيذه لكي وربنا يعينيك على الأسرة والأولاد واخواتك الـ 14 ، وهذا يعتبر عبء وحمل كبير قوي عليكي .. ونحن نساهم ونشارك في تخفيف هذا العبء عنك لأن ذلك هو واجبنا تجاهك وحقك علينا وحق كل إنسان في مصر نقدم له المساعدة”.
من جهتها، وجهت المواطنة بوسي سعد الشكر للرئيس السيسي وشاركت في المداخلة الهاتفية ، وقالت :” ربنا يبارك في صحتك ربنا يديك الصحة ويكرمك ، ولا أستطيع التعبير كفاية إني فخورة أني أتحدث معك ويا رب يعطيك الصحة ويخليك لينا ويبارك فيك”.
ورد عليها الرئيس السيسي قائلا: “يا أهلا وسهلا بالستات الجدعان، وانتي بتقومي بمهمة عظيمة وما تقومي به له أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى”.
وتابع الرئيس السيسي: “أنا تحت أمرك وتحت أمر كل مصري .. والله العظيم أنا بتشرف إني بكلمك أنتي نموذج نفتخر به، وردت عليه السيدة بوسي سعد:”أنا فخورة أنني أتحدث معك يا ريس .. ربنا يخليك لينا ويخليك لمصر وشعبها”.
،وقال الرئيس السيسي إن الصورة التي نراها في التليفزيون نموذج ومثل نفتخر به في بلدنا مصر .. أن يوجد هنا امرأة عظيمة ومخلصة وشريفة وتشقى على أهلها وناسها ربنا يكرمك ويبارك فيكي وفي أولادك وكل حاجة انتي عايزاها سنقوم بتنفيذها لكي”.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن حب مصر ليس بالكلام ولكن بالفعل والعمل، وقال :” لو بنحب بلدنا مستعدين نشقى عشانها “، مضيفا “إحنا لو بنتكلم عن 100 مليون في بلدنا، يوجد منهم 65 مليون مصري تحت سن 45 سنة ولو 10 % منهم بيحبوا بلدهم بجد، ويشتغلوا بقوة وجدية كبيرة وتجرد سيكون رد الفعل جيد على بلدنا”.
وأضاف الرئيس السيسي ـ “إنني لا أقلل من جهد المصريين أو عملهم ولكن عشان نحب بلدنا لازم نشتغل بجدية”، مضيفا “لو ماشي في الشارع وشلت ورقة من الأرض اعتبر ده حب ولو لقيت قالب طوب وشلته برضه ده حب عشان انت عايز تكون بلدك نظيفة وقوية وراقية ومتقدمة”.
ووجه المحاور سؤالًا للرئيس السيسي عن اشنغاله بهموم الوطن والمصريين قبل أن يكون رئيس الجمهورية، قال الرئيس السيسي :” أنا كإنسان بدأت مبكر في القراءة وأول ما كنت أقرأ كان للكاتب المفكر الكبير رحمة الله عليه الأستاذ هيكل عموده بصراحة .. وأيضا للكاتب موسي صبري وكل الكتاب الذين كانوا يكتبون في تلك المرحلة عن مصر، وهناك أحداث كثيرة حدثت خلال أعوام 1962 و1967، وكانت تلك الأحداث لها تأثير كبير جدا على الواقع في مصر”.
وتابع الرئيس السيسي: ” منذ تلك الفترة بدأت أدرس من ساعتها لماذا أحنا أوضاعنا وظروفنا في تلك الفترة كانت كده من كل الاتجاهات، وبدأت من خلال هذه الدراسة الموضوعية التي لا يوجد بها انحياز أو تشنج أو تشدد أو تزيد بدأت أشكل فهم اعتقد إنه عميق وواسع عن واقعنا في مصر وكل حتة بدءً من الإنسان، نهاية بكل ما يتصل به من تعليم وصحة وعمل وقوانين وثقافة وحتي الإشكاليات المرتبطة بالدين”.
وأكمل الرئيس السيسي: “الدراسة كان سببها حبي لأهلي وبلدي ونفسي أشوف بلدي أحسن حاجة في الدنيا وده أمر لا يتحسب على أي حد لا بره مصر ولا جوة مصر وأي إنسان في الدنيا طبيعي إنه يحب بلده تكون أحسن حاجة أحسن بلد في الدنيا، والمهم أنت بتحبها بالكلام ولا بتحبها وعايز ومستعد تبذل عشانها ونحن عايزين نقف على الجملة البسيطة ديه !!”.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن تحقيق أهداف تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي لا يمكن تحقيقه في عام أو اثنين أو ثلاثة، بغض النظر عن الأدوات التي يتم استخدامها ومدى كفاءتها.
وأضاف أن المصريين خاضوا خلال العشرة أعوام الماضية تجربة عملية خرجوا منها بـدروس، موضحا أنه تم تشكيل حالة من الفهم وعدم الانقياد الأعمى للدين، خاصة بعد 2011 وانتشار التطرف والإرهاب والثمن الذي دفعته مصر في مواردها وأبنائها والأسر التي فقدت أولادها والشهداء والمصابين.
وقال الرئيس السيسي: إن فكرة الميل للدين بشكل مطلق بدون تفكير تراجعت في مصر، مضيفا “وعندما نتحدث عن التجديد لا نقصد العقائد والثوابت التي لا تتغير كالصلاة، لكن يجب معالجة وفهم الأمور الفقهية في إطار تطور الإنسان”.
وأكد الرئيس السيسي، أن ذروة الوعي تأتي من بناء علمي في المدارس والجامعات، مشيرا إلى أهمية الإعلام والدراما في التوعية، قائلا: الدراما والإعلام لهما الدور الكبير في توعية المواطنين، لافتا إلى أن مسلسل “الاختيار” خير دليل على مدى تأثير الدراما ودورها في التوعية.
وأضاف أن التعليم الصحيح هو أن تعلم الشخص التفكير بشكل الصحيح، مؤكدا أن التعليم يهدف إلى التوعية وأن يدرك الشباب ما حوله من تهديدات.
وطمأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، المصريين على عدم وجود انتهاك لحقوق الإنسان في مصر، قائلا :”لا شك في أن مظاهر الفقر والجهل وثقافتنا خلال سنوات ماضية أدت إلى وجود ممارسات خاطئة”.
وقال الرئيس السيسي ـ “لا يحق لأحد أن يسيء للآخرين سواء بالتنمر أو التحرش لأن ذلك يعد انتهاكا لحقوق الإنسان”، مؤكدا أهمية وجود القوانين داخل أي دولة لضبط المجتمع وتنفيذ العقاب على من يتجاوز في حق الآخرين”.
وأوضح أن مؤسسات الدولة المصرية هي التي تحكم البلاد، وعلى المصريين أن يطمئنوا بعدم وجود انتهاكات لحقوق الإنسان في مصر، قائلا :”يهمني أن يثق المصريون في عدم وجود انتهاك لحقوق الإنسان”.
وأضاف الرئيس السيسي أن ما واجهته الدولة المصرية التي يعيش بها 100 مليون مصري خلال السنوات العشر الماضية ليس بالأمر السهل وأننا نعمل على الحفاظ على حالة الاستقرار.
وأشار إلى أنه سيتم افتتاح أكبر مجمع سجون في وادي النطرون خلال أيام قليلة، لافتًا إلى أن المذنب يحصل على عقوبة ويدخل السجن في منظومة عقابية إصلاحية شاملة.
واختتم الرئيس السيسي حديثه قائلا “لو أن شخصا أذنب فلن يتم معاقبته مرتين، فهو متواجد داخل السجن ويتم معاملته بشكل إنساني آدمي، ويتم توفير إعاشة محترمة ورعاية طبية وإنسانية وإصلاحية عالية جدا له، إضافة إلى تواجد القضاء داخل مجمع السجون”.
المصدر: أ ش أ