قالت صحيفة العرب في مقال لها بعنوان “الإخوان .. تعددت الأسباب والخسارة واحدة ” ان الهزيمة التي مني بها الإخوان في المغرب ليست كبيرة ومدوية فقط، وإنما هي مذلّة ومهينة، وفوق ذلك لا تقبل التشكيك في صحتها، حيث هناك إجماع على النزاهة التي تم فيها استحقاق الثامن من سبتمبر ، وعلى أن النتائج كانت منسجمة تماماً مع توجهات الشارع الذي لم يعد يشعر بأي تعاطف مع حزب العدالة والتنمية بعد أن جرّبه لمدة عشرة أعوام كانت كافية للتأكيد على أنه حزب غير مؤهّل للحكم ولا للإصلاح، وأن الشعارات التي اعتاد رفعها لا تطعم الجائع ولا تغني الفقير ولا تعالج المريض ولا توفر وظيفة للعاطل عن العمل، وأن المصباح الذي اتخذه شعاراً يضيء فعلاً، ولكن على الجماعة فقط.
واستعرضت الصحيفة في هذا الصدد التجربة المصرية وما حدث في ثورة 20 يونيو والأطاحة بحكم الإخوان ومحاولة تقديم جماعة الإخوان على أنها ضحية، ورفض المتعاطفون معها الانتباه إلى حقيقة كانت واضحة للعيان، مفادها أن الشعب المصري هو الذي بادر بإنهاء مهزلة حكم المرشد، فإحساسه العميق بمفهوم الدولة وسيادتها ومدنيتها ورموزها ومؤسساتها ووحدة مجتمعها واستقلالية قرارها وهويتها الثقافية والحضارية، اصطدم بمفاهيم إخوانية مناقضة تماما لذلك، وكان يمكن أن تؤدي بمصر إلى التشتت والانقسام والصراع الأهلي، وتضعها في موقع التبعية لمشروع عابر للحدود بمنطق الجماعة المتقدمة عن المجتمع والتي ترى قوتها في ضعفه ونجاحها في فشله ووحدتها في انقسامه.
كما ذكرت الصحيفة التجربة السودانية في يونيو 2014، وفشل الإخوان في ليبيا في الانتخابات البرلمانية، فكان أول ما قاموا به هو الانقلاب على النتائج، والدفع نحو حرب أهلية من خلال منظومة “فجر ليبيا” لتدخل البلاد مرحلة الانقسام السياسي الذي أدى إلى تشكيل حكومة في الشرق مقابل حكومة طرابلس، وفي ديسمبر (كانون الأول) 2015 جاء اتفاق الصخيرات ليعيد تدوير الجماعة وتمكينها من الحفاظ على مراكز نفوذها في غرب البلاد، وذلك من خلال مجلس الدولة الاستشاري المكون أساساً من نواب تم انتخابهم لعضوية المؤتمر الوطني العام في العام 2012، والذي اكتشف المجتمع الدولي لاحقا أنه تحول إلى حجر عثرة في طريق السلام والمصالحة.
وقالت الصحيفة ان السنوات الماضية قد شهدت هزائم منكرة للإخوان في موريتانيا والأردن والكويت والجزائر في الاستحقاقات الانتخابية، وهو ما أكد أن الجماعة فقدت رصيدها الأخلاقي في دغدغة مشاعر الشعوب بشعارات الإصلاح ومكافحة الفساد وهي شعارات سرعان ما أثبتت زيفها، حيث تبين لعموم الناس أن الأحزاب الدينية لا تقل فساداً عن غيرها، بل تتفوق أيضاً بانغلاقها على كياناتها المنعزلة عن المجتمع وعلى مصالح أفرادها دون التدبر في ما يتعلق بمصالح الشعب، وهي إلى ذلك مسقطة على فكرة الدولة ومعادية لمبادئ الوطنية.
وأكملت الصحيفة لما حدث في الجزائر وما حدث في الخامس والعشرين من يوليو 2021 والذي أدى الى فشل الإخوان الذريع في تونس في إدارة الشأن العام إلى انتفاضة شعبية ضدهم اتجه الرئيس قيس سعيد إلى الحد من تأثيراتها السلبية على السلم الأهلي باتخاذ تدابير استثنائية من بينها حل الحكومة وتجميد كافة صلاحيات البرلمان الذي كان يرأسه زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وقد تم اعتبار ذلك ضربة موجعة للإخوان في تونس ونهاية لمشروعهم الذي دفع بالبلاد إلى مشارف الإفلاس والدولة إلى شفا التفكك والانهيار.
وانتهت الصحيفة الى ان اسباب خسائر الاخوان قد تعددت ولكن خسارة الإخوان واحدة من مصر إلى السودان ومن تونس إلى المغرب ومن ليبيا إلى الجزائر ومن الكويت إلى سوريا، ومن الأردن إلى موريتانيا، وهو ما يعني أن مشروعهم قد انتهى دون رجعة، وإن عاد إلى الظهور ففي حيز محدود لن يكون ذا تأثير على السير العام لحياة الدول والشعوب والمجتمعات.
المصدر: وكالات