بعد رحيل والدتها عقب صراع مع مرض السرطان، اتجهت الفنانة المصرية أمل صلاح إلى التعبير عن ألم الفقدان من خلال مشروع فني فريد من نوعه يوظف موادًا غير مألوفة، أي أقراص الأدوية منتهية الصلاحية التي كانت تعالج والدتها.
وفي مشروعها الذي يحمل عنوان “الموسيقى هي دوائي”، استخدمت صلاح أقراص الأدوية الموصوفة لعلاج حالة والدتها الراحلة بعد انتهاء صلاحيتها، إلى جانب النشرات الدوائية المرفقة مع تلك الأدوية، تعبيرًا عن حالة الغضب التي انتابتها من تلك العقاقير التي فشلت في إنقاذ حياة والدتها.
وبالعقاقير ذاتها التي كانت من المفترض أن تكون سبيل نجاة والدتها، صممت صلاح لوحات ملونة تعكس معاناتها الشخصية في محاولة النجاة من ألم فقدان والدتها.
وقالت صلاح في إنها تدير ستوديو للتصميم، حيث تقوم بتجربة المواد المختلفة ووسائط إعلامية لإنتاج أعمالها الفنية مثل المسامير والأسلاك.
وأوضحت صلاح أن فكرة استخدام عقاقير الدواء في مشروع فني خطرت لها بعد صدمة وفاة والدتها التي عانت من مرض السرطان، إذ كانت تجمع المتعلقات الشخصية الخاصة بالأخيرة، من بينها الأدوية الخاصة بها.
وأكدت صلاح أنها تواصلت مع والد صديقتها الذي يملك صيدلية، لتعرض الأدوية الصالحة للاستخدام من بين تلك التي كانت تعالج والدتها.
أما بالنسبة للأدوية منتهية الصلاحية، فكانت بمثابة تذكير لصلاح أن تلك العقاقير كانت عديمة النفع في علاج والدتها الراحلة، ولكنها بنظرتها الفنية، سرعان ما لاحظت جمال ألوان تلك الأقراص وأشكالها المتنوعة.
وبدلًا من أن تتخلص منها، أخذت صلاح تلك الأقراص وشكلت بها عبارة من عبارات الأغاني التي كنت تسمعها خلال فترة ما بعد وفاة والدتها، وتحديدًا عبارة I’M ALIVE، أي “أنا على قيد الحياة” للمغنية الأمريكية سيا.
وهكذا بدأ مشروع “Music is my Drug”، الذي يضم لوحات مرسومة بالأدوية للمغنيين الذين كانت أمل تستمع لأغانيهم خلال تلك الفترة، في محاولة التعافي من ألم فقدان والدتها، ومن بينهم المغنية الراحلة إيمي واينهاوس.
وشرعت صلاح في جمع أدوية أخرى منتهية الصلاحية من الصيدلية التي يملكها والد صديقتها، حيث تُخزن بطريقة آمنة، بحسب ما ذكرته.
وبالإضافة إلى لوحات أقراص الأدوية منتهية الصلاحية، أنتجت صلاح بعض اللوحات من النشرات المرفقة داخل عبوات تلك الأدوية.
وقالت الفنانة المصرية إنه من خلال عملية فرزها للأقراص، جذبت النشرات الدوائية داخل العبوات انتباها، وهي تتميز بكتابات بأحجام وألوان ولغات مختلفة، ما دفعها لإدراج تلك النشرات في مشروعها الفني.
المصدر: وكالات