رئيس الوزراء فى احتفالية أبواب الخير : إطلاقِ أكبرِ قافلةِ مساعداتٍ إنسانيةٍ تصلَ إلى نحوِ 5 ملايينَ مواطنٍ مستحق
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي اليوم الأحد أن مصر شهدت، على مدار تاريخها، مبادرات وطنية دؤوبة في مجال العمل الخيري، وقال “العمل الخيري هو الوجه الحقيقي للإنسانية؛ حيث يسهم في القضاء على الفقر الذي يعد جوهر التحديات التي تهدد أمن الإنسانية وسلامتها”.
وأضاف مدبولي ـ خلال احتفالية (أبواب الخير)، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعاصمة الادارية ـ “نلتقي اليوم لنحتفل مع العالم أجمع بفطرتنا الإنسانية المحبة للخير، الذي نرغب فيه للبشرية جمعاء لا لأنفسنا فقط”، وتابع “نجتمع اليوم في رحاب اليوم العالمي للعمل الخيري، الذي قررت هيئة الأمم المتحدة أن يكون عيدا سنويا يذكرنا بالدور الحيوي لأعمالنا الخيرية لدعم أهلينا في ربوع مصر ومساندة أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلينا دون قيد أو شرط أو تمييز من أي نوع”.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة وضعت هذا التاريخ ضمن أجندة الأحداث والمناسبات الدولية لتأصيل الوعي بأهمية الأعمال الخيرية، التي تستقي روافدها من المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، جنبا إلى جنب مع حس المواطنة النشطة الذي يجعل المصريون جميعا ينتفضون لمساعدة المحتاجين والتضامن معهم.
وقال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إن الفقر يحرم البشر جميعا من أبسط حقوقهم المتمثلة في الغذاء والمسكن والتعليم والرعاية الصحية، مضيفا أن الفقر يولد مجتمعا قليل الإبداع والتطور؛ فكلما كان المجتمع يعاني فقرا قلت الابتكارات والنشاطات التي تسهم في نهوضه، وذلك يعود إلى عدم توافر القدرات المطلوبة في الفقر.
وأضاف رئيس الوزراء ـ خلال احتفالية (أبواب الخير)، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعاصمة الادارية ـ أن “آفة الفقر لا تقتصر فقط على إبداع المجتمعات، بل يؤثر على الحالة الاقتصادية والاجتماعية؛ وهو كاف لتدمير مجتمعات بأكملها وتهديد استقرارها ونجاحها من خلال انتشار الأمراض والأوبئة وزيادة أعداد الوفيات، وليس أدل على أهمية تحدي الفقر من أن هيئة الامم المتحدة تستخدم مؤشراتها لقياس مجمل التقدم المحرز للأهداف الاممية للتنمية المستدامة 2030”.
وأشار إلى أن “العمل الخيري يهدف إلى تحقيق الخير ونشر التكافل والتضامن الاجتماعي بيننا؛ مما يؤدي إلى المحافظة على تعزيز دور القيم الدينية والأخلاق الحميدة في النهوض بالمجتمعات، وذلك من خلال ما تقدمه المنظمات والمؤسسات التطوعية من برامج ثقافية وخدمية لإصلاح ومعالجة مشكلات الأسرة والمجتمع”.
وقال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إن “مصر أرض السلام تمتد فيها جذور العمل الخيري الرسمي من مئات الأعوام، حيث شهد القرن الثامن عشر تأسيس أول جمعية خيرية على يد مجموعة من الجالية اليونانية بمحافظة الاسكندرية، بعدها تأسست أول جمعية خيرية مصرية بسواعد وطنية عام 1870 لتحسين جودة حياة قاطني المناطق الأكثر احتياجا .
وأضاف مدبولي ـ خلال احتفالية (أبواب الخير)، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعاصمة الادارية ـ أنه على مدار الفترة الزمنية الماضية أضاء ربوع مصر كيانات وطنية شامخة تمارس العمل الخيري وقودها تبرعات المصريين وسواعدهم، منها صندوق (تحيا مصر).
وأوضح أن صندوق (تحيا مصر) ـ الذي تأسس عام 2014 ـ يهدف إلى تنفيذ مشروعات ومبادرات تنموية قومية؛ تعالج قضايا اجتماعية حرجة تؤرق حياة فئات كثيرة من المصريين.
وأشار مدبولي إلى أن صندوق (تحيا مصر) يتبنى 6 برامج رئيسية لإنجاز المهمة الإنسانية، يتمثل البرنامج الأول في الرعاية الصحية ومن مبادراته علاج مرضى الضمور العضلي للأطفال، والبرنامج الثاني: التنمية العمرانية الذي يشارك في تطوير المناطق العشوائية وإنشاء مدن بديلة لقاطنيها مثل مناطق بشائر الخير بالإسكندرية والأسمرات بالقاهرة .
ولفت إلى أن البرنامج الثالث يختص بالدعم الاجتماعي، ومن مبادراته “أطفال بلا مأوى”، و”مصر بلا غارمين”، أما البرنامج الرابع فيتعلق بالكوارث والأزمات، حيث يتيح التدخل السريع والمشاركة الفعالة عندما يواجه المواطن أي أزمات غير متوقعة، فيما يأتي البرنامج الخامس وهو “التعليم”، حيث يدعم صندوق (تحيا مصر) جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا والبرنامج الرئاسي تأهيل الشباب للقيادة، في حين يتعلق البرنامج السادس بالتمكين الاقتصادي، الذي يوفر فرص عمل للشباب ودعم المرأة المعيلة ويؤسس محال تجارية لرواد الأعمال.
وقال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، “إنه خلال السبع سنوات ، فترة عمل صندوق (تحيا مصر) ، تضافرت منظومة عمل دؤوبة وتبرعات المصريين وجهد المتطوعين لتحقيق إنجازات غير مسبوقة أصبحت فخرا للعمل الخيري على المستويين الوطني والدولي”.
وأضاف مدبولي – في كلمته خلال احتفالية (أبواب الخير)، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعاصمة الإدارية ـ أن موسوعة (جينس) للأرقام القياسية العالمية أشارت إلى رقمين قياسيين أنجزهما صندوق (تحيا مصر) بعد نجاحه في تنظيم أكبر قافلة تبرع بالدواجن ، وأكبر قافلة للتبرع بكراتين المواد الغذائية على مستوى العالم، موضحا أن هذا الإنجاز الكبير تحقق بشراكة 22 مؤسسة مجتمع مدني كبرى ، وأكثر من 500 جمعية منتشرة في قرى ونجوع الجمهورية.
وأشار إلى أن موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية العالمية تجهز أرقاما قياسية جديدة أحرزها صندوق (تحيا مصر) ، منها حملتان، أولهما : أكبر حملة للتبرع بالأجهزة الطبية على مستوى العالم بما في ذلك أجهزة الغسيل الكلوي وحاضنات الأطفال وأجهزة التنفس الاصطناعي ، والثانية: أكبر حملة للتبرع بالأجهزة المنزلية بواقع 4 آلاف و500 جهاز ، فضلا عن أكبر تبرع بالمواد الغذائية بإجمالي مليون كرتونة موجهة لمساعدة الأسر في ربوع مصر كلها.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن صندوق (تحيا مصر) قدم نموذجا يحتذى به في التعاون والتضامن بين أجهزة الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لرعاية الأسر المستحقة في أصعب الأوقات التي يمر بها العالم الآن بسبب أزمة كورونا .. لافتا إلى أن هذه الشركات المؤسسية ساهمت في مساعدة مليون أسرة مستحقة في جميع قرى ونجوع الجمهورية.
وقال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إننا “اليوم أمام إطلالة جديدة للعمل الخيري تدشنها هذه الاحتفالية التي أطلقنا عليها مسمى (أبواب الخير) .. أبواب نفتحها معا لإطلاق أكبر قافلة مساعدات إنسانية لتصل محتوياتها إلى نحو 5 ملايين مواطن مستحق بتكلفة تقدر بنحو 650 مليون جنيه مصري بالتعاون بين صندوق تحيا ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الصحة بالإضافة إلى 18 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب قافلة المساعدات الإنسانية التي نطلقها معا اليوم”.
وأضاف مدبولي – في كلمته خلال احتفالية أبواب الخير بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعاصمة الإدارية الجديدة – أننا “نفتح اليوم أبواب خير أخرى للحب والرحمة والرعاية والتراحم وغيرها من المشاعر والأحاسيس النبيلة الخيرة التي نمنحها لأشخاص قريبين منا إعمالا لمقولة (إن العمل الخيري يبدأ من البيت لنتخطى بعد ذلك عتبات بيوتنا لمساعدة الآخرين خارجها)” .
وأوضح أنه لضمان استدامة روافد العمل الخيري علينا مواجهة تحديين رئيسيين: الأول يتمثل في ترسيخ العمل الخيري في قلوب وعقول أجيال المستقبل، فنحن بحاجة إلى تعليم وتدريب أولادنا كيف يكونوا خيرين بأن نكون القدوة الحسنة لهم، فضلا عن تدريب أطفالنا وشبابنا في البيوت والمدارس على مهارة التعاطف مع الآخرين باعتبارها جوهر العمل الخيري ومحركه الرئيسي وأن نشركهم فيما نقوم به من أعمال خيرية ونعبر لهم عما نشعر به من سكينة وراحة بال بعدها، ونذكرهم ونذكر معهم أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء .. كذلك علينا أن نقص عليهم التأثير الإيجابي لأعمالنا الخيرية على المستفيدين منها وعلى نسيجنا المجتمعي كله” .
وأشار “بينما التحدي الآخر يتمثل في ضرورة استقطاب المزيد من المتطوعين، واستهداف جميع الأفراد والأسر التي تحتاج إلى دعم حتى لا نترك أحدا خلف الركاب، مع العمل على تمكينهم اقتصاديا ليتحولوا بعد فترة من متلقين للعمل الخيري إلى مشاركين فيه” .
وقال مدبولي “ليس هناك شيء يطلق العظمة الكامنة بداخلنا مثل الرغبة في مساعدة الآخرين وخدمتهم، فالمتتبع لتاريخنا يعلم جيدا أن المصريين جميعا كانوا دوما في طليعة الأخيار ولن ينقطع الخير منهم أبدا..فالخير هم ولهم دوام الخيرية وأن الخير باق فيهم ما دامت السموات والأرض، يعلمون أن خدمة الآخر تجردهم من الأنانية وتبعاتها..المصريون كالمطر يحيي الأرض بعد موتها”.
واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلا “ليس هناك كلمات تقال بعد قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (من نفس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسرٍ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.
المصدر : أ ش أ